وسط مطالبات بتعديل قانون الطرق الصوفية.. ننشر تفاصيل الصراع على مشيخة «العشيرة المحمدية»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


البعض يعتبر قيادتها إرثًا مادياً.. وأطفال يرأسون أطباء ومهندسين وفقاً للقانون

للطرق الصوفية فى مصر جمهور عريض، ومن أهمها طريقة «العشيرة المحمدية» التى أسسها الشيخ محمد زكى إبراهيم، عن طريق والده الشيخ إبراهيم خليل، وهى تسير حرفياً على الكتاب والسنة دون أى دجل أو شعوذة، وكان وكيلها الدكتور عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر، ويضم مجلس إدارتها الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور أحمد زكى بدر، وزير التربية والتعليم الأسبق، والكثير من الأطباء وأساتذة الجامعة والمهندسين، كما تضم رجال أعمال مثل شيرين عباس، رئيس مجلس إدارة شركة فاركو للأدوية، ومستشارين وشخصيات من مجلس الدولة، والكثير من الشخصيات البارزة.



وعندما توفى شيخ الطريقة فى عام ١٩٩٧ آلت بحكم القانون لابنه الأكبر اللواء عصام، وظل شيخا من ١٩٩٧ حتى وفاته فى ٢٠١٨، وبعدها آلت بحكم القانون لابنه الأكبر الذى كتب تنازلاً لأخيه الأصغر، وهو شقيقه من زوجة ثانية لأبيه، وأصبح هذا الشقيق الأصغر «النور» البالغ من العمر 23 عاماً شيخا لـ«العشيرة المحمدية» بحكم القانون على غير رغبة الناس، ولكن سيكون من حوله كبار رجال العشيرة لتقييم تصرفاته وتوجيهه إلى أن ينضج وبعد دراسة العلوم الدينية، خاصة أنه درس إدارة أعمال فقط، لكنه توفى منذ نحو أسبوعين فى حادث سير وبرفقته 3 من أصدقائه.

بعد وفاته من المقرر كالعادة أن يتم تطبيق القانون، لكن الزوجة الثانية للشيخ عصام اعتبرت الأمر إرثا ماديا وليس معنوياً، خاصة أن الطريقة يتبعها جمعية أهلية بها مبان وحضانات، والكثير من الأنشطة، فطالبت أن يدير الطريقة ويصبح شيخها وريث الشيخ نور و هو أبن أخيه الذي يبلغ من العمر ١٤ عام ، وتقدمت بأوراق الوصى على ابنها المتوفى حتى يبلغ سن الرشد ليكون شيخاً للطريقة، وهو أحد أحفادها وليس له علاقة بـ «العشيرة المحمدية»، بالإضافة إلى أنه حفيدها من زواج آخر، وتقوم بذلك اعتماداً على مساندة بعض كبار المشايخ المعروفين في مشيخة الطرق الصوفية .

لكن الكثير من كبار الطريقة ومريديها وقياداتها أعلنوا مبايعتهم للشيخ أشرف، وهو ابن شقيق الشيخ الكبير محمد زكى إبراهيم، وهو رجل ملم بالكتاب والحديث النبوى، ولديه قبول وتربى فى «العشيرة المحمدية»، ويؤيده الكثيرون من أفراد الطريقة، لكن الزوجة الثانية للشيخ عصام مصممة على ما طالبت به، وهناك صراع كبير يدور حالياً على من يتولى مشيخة الطريقة.

ويطالب البعض بتعديل قانون الطرق الصوفية، موضحين أنه ليس من حق كل ابن شيخ أن يصبح شيخاً، ويجب أن يكون هناك مواصفات خاصة لكل من يريد أن يتولى الطريقة لأنه يقود الكثيرين، خاصة أن الطرق الصوفية تجل شيوخها بصورة مبالغ فيها فى بعض الأحيان، ومن المفترض أن يكون الشيخ قدوة وليس مجرد ابن الشيخ، وهناك بعض الشيوخ فى بعض الطرق لايصلون، ويدخنون، وبها أيضا مخالفات توجب تعديل القانون.

وفى الكثير من الأحيان نجد بعض الطرق بها قيادات ومستشارون وأطباء ومهندسون ويقودهم طفل، وهو أمر غير مقبول للكثيرين.