موقع إسرائيلى: جون بايدن نقل رسالة خطيرة إلى جولدا مائير قبل حرب أكتوبر

العدد الأسبوعي

بايدن والسادات
بايدن والسادات


ساهمت فى نجاح خطة الدفاع الاستراتيجى المصرية

نقل إلى تل أبيب عدم نية القاهرة خوض معركة ضد إسرائيل بعد لقاء جمعه بهيكل

على الرغم من جبال المعلومات التى كانت بحوزة تل أبيب عن شروع مصر فى شن هجوم شامل على إسرائيل فى أكتوبر 1973، إلا أن غطرسة قادتها حالت دون الاستعداد لهذا السيناريو، واستبعدوا فى تقاريرهم التى سبقت الحرب إمكانية إقدام مصر على الدخول فى معركة خلال هذا التوقيت، وهو ما أرجعه البعض إلى نجاح خطة الخداع الاستراتيجى التى اتبعتها مصر قبل الحرب.

لكن الأمر المثير كما يقول موقع ماكو العبرى هو علاقة الرئيس الأمريكى الحالى جو بايدن بخطة الخداع المصرية فى الحرب قبل أكثر من 45 عاماً.

التقرير أشار إلى أن بايدن التقى قبل الحرب بأسابيع قليلة مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، وكشف عن هذا اللقاء طيار إسرائيلى سابق ومؤرخ حالى يدعى «إيجال كيبينيس»، ومؤلف كتاب يحمل عنوان «1973 _الطريق إلى الحرب» الذى استند خلاله إلى وقائع من الأرشيف القومى للولايات المتحدة وإسرائيل.

وذكر تعليقاً على ما أورده فى الكتاب: «لم أكن أعلم أن الحدث الذى وقع قبل أكثر من 45 عاماً وكتبت عنه يتعلق بجو بايدن الذى أصبح الرئيس الحالى للولايات المتحدة، ولكن بعد أن لفت البعض انتباهى عدت مرة أخرى للكتاب لمتابعة ما قمت بكتابته، مع عرض للوثائق التى لها علاقة بالواقعة».

وتابع: «كان بايدن أحد السياسيين البارزين فى واشنطن، وفى عام 1973 كان سيناتورا جديداً يبلغ من العمر 30 عاماً، وكان قد فقد لتوه زوجته وطفلته الرضيعة خلال حادث سيارة، وبعد خروجه من الصدمة كانت أول رحلة له إلى الخارج كسيناتور إلى منطقة الشرق الأوسط، وقام بزيارة مصر وإسرائيل.

وفى مصر قام بايدن بمقابلة محمد حسنين هيكل، الذى شغل وقتها منصب رئيس تحرير صحيفة الأهرام، وكان من القلائل المعدودين الذين يعرفون بعض التفاصيل عن الحرب الوشيكة.

وأضاف «كيبينيس» أن بايدن توجه بعد ذلك إلى إسرائيل والتقى بجولدا مائير، كان ذلك يوم 31 أغسطس، أى قبل حوالى شهر ونصف الشهر من اندلاع الحرب، وأشار إلى أن الوثيقة التى أشارت إلى هذا اللقاء قام بصياغتها سفير تل أبيب فى واشنطن فور انتهاء اللقاء.

وورد فى الوثيقة أن بايدن أكد أنه لا يوجد أحد فى مصر وخاصة من قابلهم فى زيارته، ينكر مدى التفوق العسكرى لإسرائيل، وعلى ذلك تمت الإشارة إلى أن مصر لن تستطيع الدخول فى حرب ضد إسرائيل فى الوقت الحالى.

وأوضح «كيبينيس» أن بايدن قال وقتها إنه التقى مع عدد من المسئولين فى مصر من بينهم محمد حسنين هيكل الذى تم وصفه فى الوثيقة _ بوزير الإعلام، وسمع منهم أن التفوق العسكرى لإسرائيل أمر مطلق لا نقاش فيه، ولذلك ليس من المتوقع اندلاع حرب بين الجانبين.

وأضاف المؤلف أن ما قاله بايدن يتواءم مع الاتجاه الذى كان يسود إسرائيل وقتها بأن قوة الجيش الإسرائيلى تفوق قوة الجيوش العربية، وأنه لا نية للمخاطرة وشن الحرب على إسرائيل.

وأشار إلى أن بايدن لم يكن يعرف وقتها أنه تحول لأداه فى أيدى المصريين للترويج لخطة الخداع الاستراتيجى.

لكن بايدن عندما كان نائبا للرئيس الأمريكى عام 2015 تطرق فى شهر أبريل من العام ذاته، للقاء الذى جمعه بجولدا مائير قائلاً إنه الوحيد من ضمن الجالسين فى الغرفة الذى أعرب عن تخوفه من إمكانية اندلاع الحرب بين مصر وإسرائيل، وأشار إلى أن جولدا مائير روت له عن حرب 1967، والثمن الذى دفعته إسرائيل، وقال إنه سافر وقتها إلى إسرائيل عبر قناة السويس وأبلغ جولدا مائير وإسحاق رابين أن المصريين يخططون للهجوم مرة أخرى، لكن الحاضرين من المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين اتهموه بالجنون.