بعد زيارة الرئيس.. إجماع فرنسى: مصر مهمة جدا لفرنسا

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


هيمنت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى فرنسا على اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية، وسط العديد من التساؤلات حول الشراكة الاستراتيجية بين البلدين فى مواجهة الأزمات الإقليمية.

وحسب موقع راديو فرنسا الدولى ترى آن كلير بونفيل، الباحثة فى المعهد الوطنى للغات والثقافات الشرقية، أن العلاقات المصرية الفرنسية مهمة للغاية للجانبين، وتتذكر بونفيل الأهمية الجيوسياسية لمصر على الحدود بين قارتين: «من المهم أن يكون لديك شريك يمكننا التحدث معه، وهو مهم أيضاً فى المنطقة وفى إفريقيا». وعلى صفحات صحيفة لا كروا يعترف ماير حبيب، عضو مجموعة الصداقة الفرنسية المصرية فى الجمعية الوطنية، بأهمية مصر بالنسبة إلى فرنسا، قائلاً: «كان من المهم أيضا إعادة الاتصال مع مصر من أجل تهدئة الوضع مع الدول الإسلامية، بينما أطلقت العديد من الدعوات لمقاطعة المنتجات الفرنسية فى الأسابيع الأخيرة».

وعلى موقع تى فى 5 الفرنسى، قال يونس بلفلة، المتخصص فى القضايا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية فى منطقة البحر الأبيض المتوسط، إن فرنسا غير راغبة فى المخاطرة بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر: «لدى البلدين الكثير من المصالح السياسية، فى ليبيا على وجه الخصوص، أو فى شرق البحر الأبيض المتوسط، حيث تريد فرنسا إحباط التوسع التركى».

وأضاف أن فرنسا لديها الكثير لكى تخسره إذا توترت علاقتها مع مصر، خاصة أن هناك دولا كبرى مثل الصين وروسيا على استعداد لتوطيد علاقتها بالقاهرة على حساب فرنسا.

وقبل المؤتمر الصحفى الذى جمع بين الرئيس المصرى ونظيره الفرنسى، أشارت تقارير إلى ملف حقوق الإنسان، وجاء المؤتمر الصحفى ليؤكد أن مصر ليس لديها ما يقلقها فى هذا الملف.

وقال إيمانويل ماكرون، فى مؤتمر صحفى عقب المقابلة مع الرئيس عبدالفتاح السيسى: «لدينا خلافات حول حقوق الإنسان»، وأضاف على الفور، أن الدعم الفرنسى لمصر لن يكون «مشروطا بهذه الخلافات» لأنه سيكون غير فعال، ويؤدى إلى نتائج عكسية.

وجاء رد الرئيس السيسى حازما وواضحا: «تتحدثون معنا فى هذا الأمر وكأننا حكام مستبدون، وهذا الأمر لا يليق بالدولة المصرية، ولا يمكن التحدث فيه معنا لأنكم تتحدثون وكأننا لا نحترم الناس»، موضحاً أن هناك 55 ألف منظمة مجتمع مدنى تعمل فى مصر: «معندناش حاجة نخاف منها أو نحرج منها.. نحن أمة تجاهد من أجل بناء مستقبل شعبها فى ظروف فى منتهى القسوة وشديدة الاضطراب». كما أكد الزعيمان على شراكتهما «الاستراتيجية والأساسية»، على حد تعبير إيمانويل ماكرون: «باريس والقاهرة يداً بيد فى مواجهة الأزمة فى ليبيا، وباريس والقاهرة تعملان معاً فى شرق البحر المتوسط - منطقة تشكل فيها قضية حقول الغاز مصدراً للتوتر».