«البلازما» أحدث «سبوبة» لتجار التبرع بالدم

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر



فى خطوة إيجابية من الحكومة لسد الاحتياجات الداخلية من مشتقات الدم التى تقوم باستيرادها بمبالغ دولارية هائلة، كشفت وزارة الصحة مؤخرا عن أول مشروع لإنشاء مصنع لجمع البلازما لتحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات الدم، حيث من المقرر تجهيز 6 مراكز بمحافظات الجمهورية خلال المرحلة الأولى للبدء فى جمع البلازما من المتبرعين لتوفير جميع مشتقات الدم، ومع قرب الإعلان عن الانتهاء من المشروع الذى لم يبدأ حتى الآن، استغل تجار بيزنس التبرع بالدم هذه المبادرة الجديدة من الحكومة وبدأوا فى إضافة بند التبرع بالبلازما إلى قائمة أهدافهم أثناء جمع المتبرعين، ليتحول الأمر إلى تجارة بغيضة وسوق رائجة، يسيطر عليه المتاجرون وأصحاب الضمائر المعدومة بأوجاع المرضى ليبقى المواطن وحده من يدفع الثمن.


 بناءً على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ تستعد الدولة لإقامة المشروع القومى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما خاصة «فاكتور8» و«البومين» و«إيمونوجلوبيلين»، وذلك من خلال البدء فى تجهيز 6 مراكز بمحافظات الجمهورية لاستكمال العمل عليهم قبل بداية العام الجديد، وذلك بالتعاون مع شركة «جريفلز» الإسبانية.

وتستهدف وزارة الصحة الوصول بالمشروع خلال المرحلة الأولى إلى 300 ألف متبرع، وذلك لتوفير المخزون الكافى الذى يمكن علاج الأمراض المستعصية به من جهة، وتصدير جزء منه إلى الخارج من جهة أخرى.

ولكن مع قرب الإعلان عن الانتهاء من المشروع الذى لم يبدأ حتى الآن ، استغل تجار بيزنس التبرع بالدم هذه المبادرة الجديدة من الحكومة وبدأوا فى إضافة التبرع بالبلازما إلى قائمة أهدافهم أثناء جمع المتبرعين.

فبالقرب من محطة مترو رمسيس تقف إحدى سيارات التبرع بالدم المعروفة، ويقف أمامها مجموعة من الشباب ممن يؤكدون تبعيتهم للهلال الأحمر، ويرتدون ملابس تحمل نفس الشعار، وينادون على المارة ولكن هذه المرة يطلبون منهم التبرع بالبلازما ضمن المشروع القومى الجديد الذى تعمل عليه الدولة.

بعدما لاحظنا بدء الشباب فى استبدال مصطلح التبرع بالدم بكلمة «البلازما» تعمدنا الاقتراب من السيارة لمعرفة ما يدور فى هذا الشأن، وبمجرد مرورنا أمامهم استوقفنا أحد المتطوعين وبدأ فى سؤالنا عن السن والطول والوزن وما إن كانت هناك إصابة بأمراض مزمنة فى وقت سابق، ومن ثم اقترح علينا التبرع بالبلازما لمساعدة الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتى وبالتالى مساعدة المحتاجين من المرضى على العثور بسهولة وبشكل أسرع على فصيلة الدم.

ثم بدأ فى إملاء بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية علينا، محاولًا استقطابنا من الناحية الدينية لنوافق على التبرع، فزعمنا الموافقة فى البداية ولكننا طلبنا الاستفسار عن كيفية الحصول على العينة، فأخبرنا أن الأمر يشبه التبرع بالدم، ولكن الفرق أن هناك جهازاً صغيراً يدعى «فاصل خلوى» يقوم بفصل البلازما عن الدم ولن يؤثر على المتبرع بشكل مباشر.

تراجعنا بسبب خوفنا من المخاطرة، ثم بدأنا فى البحث عن أماكن وقوف هذه السيارات، لنجد أن إحداها متواجدة بمصر القديمة، وتطالب المتبرعين بتقديم البلازما الخاص بهم كنوع من المساهمة الوطنية والإنسانية.

كما عثرنا عبر إحدى المجموعات على «الفيس بوك» على إعلانات بضرورة الحضور للتبرع بالبلازما أمام محطة سيدى جابر بالإسكندرية، وأيضا حدث الأمر ذاته فى قرية تدعى «الماى» بالمنوفية، زاعمين أن التبرع فى الوقت الحالى مجانى قبل أن تفرض الدولة رسوماً عند التبرع داخل المستشفيات والمراكز الطبية، زاعمين أيضا فرض الدولة غرامة الامتناع عن التبرع التى ستقرها فى 2021م، موضحين أن المتبرع سيحصل على إيصال رسمى مختوم من وزارة الصحة يفيد بإتمام عملية التبرع لمرة واحدة.

من جهته، أكد الدكتور إيهاب سراج الدين، مدير خدمات بنوك الدم بوزارة الصحة، أن المشروع قيد التنفيذ حتى الآن ولم يكتمل حتى يتم البدء فيه، نافيًا علاقة هذه السيارات من قريب أو بعيد ببنك الدم التابع للهلال الأحمر، حيث إن عملية النقل لن تتم فى الشوارع بهذه الطريقة العشوائية لكونها أكثر دقة من عملية التبرع بالدم المعروفة.

وأوضح «سراج الدين» أن وزارة الصحة تلاحق منذ سنوات هذه السيارات المزيفة ولكنها تختفى وتعاود الظهور مرة أخرى فى شكل جديد، لافتًا إلى أن وراءها تجار يسعون لاحتكار سوق الدم والبلازما فى مصر مستهدفين القيام ببيع هذه العينات إلى المستشفيات الخاصة مقابل مبالغ مالية كبيرة.