عضو بحركة فتح: التطبيع مرفوض من جميع الفلسطينين.. ومصر تدعم قضيتنا بقوة (حوار)

عربي ودولي

الدكتور أيمن الرقب
الدكتور أيمن الرقب


 

 

أعلنت كلا من المغرب وإسرائيل برعاية أمريكية، في الساعات القليلة الماضية، عن التوصل لاتفاق جديد من أجل التطبيع العلاقات سواء على مستوى الاتصالات أو العلاقات الدبلوماسية، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة على كافة وسائل الإعلام أبرزها مواقع السوشيال ميديا.

 

ويـأتي القرار المغربي بالموافقة على التطبيع مع إسرائيل، بعدما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الغربية، الذي يشهد نزاعا إقليميا منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، وهي (حركة انفصالية تسعى لإقامة دولة مستقلة في الإقليم).

 

وبعد انضمام المغرب للعديد من الدول العربية التي قررت تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حرص "الفجر" على إجراء حوار مع الدكتور أيمن الرقب استاذ العلوم السياسية بجامعة القدس وعضو المجلس الثوري لحركة فتح؛ للوقوف على آخر التطورات بالمنطقة، بالإضافة إلى مدي تأثير هذه الخطوة على مسار القضية الفلسطينية بعد إعلان الملك محمد السادس التزام بلاده بحل الدولتين.

وإليكم نص الحوار:-

ما رأيك في خطوة التطبيع التي أقدمت عليها المغرب تجاه إسرائيل؟

"عملية التطبيع مرفوضة من جميع الفلسطينين لأنها تتجاوز مبادرة السلام العربية، والتي تنص على أن التطبيع يجب أن يتبع بعد قيام دولة فلسطين، أما التطبيع قبل قيام دولة فلسطين فهو خيانة للقضية الفلسطينية وطعنة لنا في الظهر فإن هذا الأمر مرفوض لنا، كما أن العرب سوف يكتشفون مع الوقت أنهم أخطأوا في هذا الأمر".

ويعد إقدام المغرب على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، غير مبارك لها فلسطينيا على الرغم من أن الموقف الفلسطيني الرسمي حتى الآن لم يصدر تجاه التطبيع وهي خطوة غير موفقة في ظل ظروف مضطربة حتى وإن كانت هذه الخطوة لإرضاء النظام الأمريكي، والذي يتغير الآن.

وكان على الجانب المغربي، الإنتظار وعدم تقديم ما يرضي إدارة ترامب والذي يتبقى لها أيام قليلة، حيث أن قرار ترامب لا يمكن أن يعطي شئ مثل ما حدث بالاعتراف بسيادة إسرائيل على  المستوطنات والجولان والذي يستطيع أي رئيس قادم أن يلغيها هذا لم يكن قرار كونجرس، وخاصة أن الاعتراف بالسياده المغربية على البوليساريو والصحراء، يحتاج إلى قرار لاحقا حسب قرار الكونجرس الأمريكي.

 

ما تعليقك على ربط ترامب هذه الخطوة بسيادة المغرب على الصحراء؟

"ترامب يحاول بشكل أو بآخر أن يرضي نتنياهو خاصة، وأن الأخير يخسر تدريجيا قوته داخل الشارع الإسرائيلي، فهناك مظاهرات ضده في ملفات الفساد وضغطا حتى داخل العمل السياسي ليس فقط من جانتس، ولكن أيضا هناك انشقاقا داخل حزب الليكود، فترامب يحاول بقدر المستطاع أن يساند نتنياهو، وخاصة أنه لم يسلم حتى الآن بهزيمته في الانتخابات، فهو يدير الآن ملف التصالح بين دول الخليج وقطر، ويريد أن يحصل على اعترافات قدر المستطاع دعما لإسرائيل".

 

هل تتوقع خطوات جديدة للاعتراف بإسرائيل قبل تسليم ولايته لبايدن؟

"هناك محاولات حثيثة من قبل ترامب وإدارته في ما تبقى لها إيام هذه الإدارة الصهيونية لجمع اعترافات من قبل دول عربية بإسرائيل أو مصالح جديدة لدولة الاحتلال، فهناك محاولات مع المملكة العربية السعودية للانضمام للدول العربية التي اعترفت بإسرائيل، ولكن السعودية لها حسابات أخرى كبيرة جدا، أقلها أنها صاحب المبادرة العربية للسلام، حيث طرحها الملك عبد الله في عام 1982/1983 وإعاد طرحها في قمة بيروت 2002، عندما أصبح خادم الحرمين الشريفين، بالتالي أصبحت المبادرة العربية هي المبادرة السعودية، وأعتقد أن التراجع عنها هو نوع من إسقاط المبادرة بشكل كامل، لذك فالمملكة لها حساسية خاصة بشأن هذا الأمر".

ولكن محاولات الإدارة الأمريكية بالضغط على العديد من الدول لتحصل على اعترافات جديدة بإسرائيل، قد يجعلنا نشاهد دول أخرى تعترف بإسرائيل في أفريقيا، ومع ذلك فهناك بعض الدول سوف ترفض سواء من الجانب الوطني أو أخرى لها مصالح أخرى، فالعالم يتغير بشكل دراماتيكي، وعلينا كفلسطينيين أن ندرك هذا الأمر حتى لا ننصدم في دول أخرى تعترف بالاحتلال الإسرائيلي".

 

ما رأيك في تأكيد الملك محمد السادس للرئيس الفلسطيني على التزامه بحل الدولتين؟

"كثيرا من الدول المطبعة قد تحدثت عن أمر حل الدولتين وسوف تتحدث دول كبيرة جدا عن هذا الحل، فهناك اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل منذ أكثر 42 عاما ورغم ذلك لم نجد أن هناك تطبيع شعبي فمصر والرئيس السيسي والذي تحدث أكثر من مرة أن من يريد حل للقضاء على الإرهاب فعليه أن يجد حلا للقضية الفلسطينية ومصر تؤكد دائما أن أي حل يجب أن يكون على أساس قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية"

"بالإضافة إلى أننا نراهن أن كل هذا سوف يتغير بسبب ارتفاع نسبة "الحريديم أو الطائفة الدينية داخل القدس الأمر الذي سوف يتحول في وقت لاحق إلى صراع ديني ونرجو ألا نصل إلى هذه النقطة لأن العالم أخطأ عندما وافق على بناء دولة يهودية دينية حسب قرار تقسيم 181 وبالتالي أعطى 52% من أرض فلسطين لبناء دولة يهودية وكأن اليهود أصبحوا كديانة تحولت إلى قومية".

"ولا أبيحك سرا بأن لن يكون هناك رد فعل لأبو مازن كما هو بالنسبة لقطر فأبو مازن يحمل الجنسية المغربية هو وأسرته ولهم مصالح في المغرب وبالتالي للأسف الشديد فهناك بعض المصالح التي تتحكم في هذا الأمر".

 

ما هو الرد الفلسطيني المتوقع على هذه الخطوة؟

"لن يكون رد الفعل الفلسطيني قوي على هذا الأمر كما حدث في السابق سوى ببيان يدين الخطوة ولن يتم حرق صور أو قطع علاقات واتمنى أن يكون هذا التطبيع أو غيره في صالح القضية الفلسطينينية، ونحن لا نزال موجودين 6 مليون فلسطين لا يستطيع الاحتلال القائنا في البحر أو إنهاء قضيتنا وسنستمر في الصراع ولكن هناك أملا في بعض الشعوب العربية الحرة وتجربة الشعب المصري الحرة وكما أشرت فإن 42 عاما من السلام ولا يوجد تطبيع شعبي بين مصر وإسرائيل".