مسرحية "ريا وسكينة".. تعرف على سبب غلق المسرح أبوابه، وردت الفرقة ثمن التذاكر للجمهور بسبب شادية

الفجر الفني

بوابة الفجر



تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة شادية، تعتبر من أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية، ولقبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما.

كانت شادية تحلم دائمًا بالوقوف على خشبة المسرح من خلال نص جيد يضيف لإمكانيتها الفنية أبعادًا جديدة لم تستغل في السينما.

طلب منها المؤلف والمنتج المسرحي سمير خفاجي أن تقدم عملًا لفرقة الفنانين المتحدين تختاره بنفسها، وظلت تبحث سنوات عن فكرة جريئة لم تقدمها المسارح من قبل.

وذات يوم فوجئت بالمخرج حسين كمال يتصل بها ويعرض عليها القيام ببطولة مسرحية "ريا وسكينة"، ولم ينتظر ردها على العرض، وحضر مع سمير خفاجي وقدما لشادية الفصل الأول والثاني من المسرحية وأعجبت بهما، وانتظرت الفصل الثالث حتى تقول كلمتها النهائية في قبول أو رفض الدور.

ارتبطت شادية بشخصية "ريا" من خلال أداء الفنانة نجمة إبراهيم، وكثيرًا ما كانت تجلس أمام التسجيل لتقليد نبرات صوتها في فيلم "ريا وسكينة"، ودفعها حبها لهذه الشخصية إلى اختيارها شخصية "ريا" لتؤديها في فيلم "عفريت مراتي".

التجربة بالنسبة لشادية كانت أكثر من مخيفة، وكان أرقها يزداد يوما بعد يوم مع اقتراب عرض مسرحية "ريا وسكينة".

وفي ليلة العرض الأولى للمسرحية وقفت شادية أمام أساتذة المسرح عبدالمنعم مدبولي وسهير البابلي تؤدي دور "ريا "، وانتابها إحساس بأن الجمهور يستقبل تاريخها الفني منذ أن كانت دلوعة الشاشة وحتى وقوفها على خشبة المسرح.

ويوما بعد يوم عرفت شادية كيف تتعامل مع الجمهور، فكانت تغير من أدائها في المسرحية وتؤدي الدور حسب طبيعة جمهور المشاهدين في كل ليلة، لكنها لم تخرج يوما عن النص المسرحي.

وذات ليلة أغلق المسرح أبوابه، وردت الفرقة ثمن التذاكر للجمهور واعتذرت لهم بأن الفنانة شادية تعاني من أنفلونزا حادة، ونشرت الصحف الخبر، إلا أن ذلك كان بعيدا عن الحقيقة فلم تكن شادية تعاني أي مرض، بحسب ما نشرته أخبار اليوم في عددها الصادر 2 أبريل عام 1983.

وخلف الستار وبين الكواليس بدت الحقيقة، وهي أن بعض أبطال المسرحية أضافوا للحوار بعض الجمل ضمانا لاستمرار إضحاك المشاهدين، وهو أمر عادي يتكرر دائما على المسرح، إلا أن هذه الظاهرة من الأشياء الغريبة بالنسبة لشادية، فقررت التوقف عن الاستمرار في تقديم المسرحية.

ودعت إدارة الفرقة إلى عقد اجتماع مغلق لأبطال المسرحية، وخلص الاجتماع إلى تعهد جميع نجوم الفرقة بعدم الخروج عن النص والالتزام بكل حرف في الحوار، وهنا فقط شفيت شادية من الأنفلونزا وعادت للظهور على المسرح من جديد.