"يا بنتي إحنا مش وش بهدلة".. مأساة الطفلة ساندي وحرقها بـ "ماء نار" على يد والدها

حوادث

بوابة الفجر


منتصف عام 2016، تزوجت "زينت" فتاة عشرينية العمر، من " أحمد يحيي"، سائق يكبرها ببضع سنوات، وأقاما بشقة بمنزل عائلته بمنطقة البراجيل، التابعة لمركز أوسيم، شمال الجيزة، وبمرور عام من زواجهما رزقهما الله بطفلتهما الأولى " سما".

أشهر قليلة مرت من وضع " زينت"، طفلتهما الأولى، ليتوجه زوجها للعمل في تجارة المخدرات، وكان بين الحين والآخر تبحث عنه الشرطة بمنزله.. "الحكومة كل شوية تقلب البيت"، وحينها طلبت الزوجة من زوجها أن يبتعد عن تجارته، لكن دون جدوى.


والدة " زينب"، طلبت منها أن تترك منزل الزوجية لتقيم معها بمنزلها.. " يا بنتي إحنا مش وش بهدلة تعالي اقعدي معايا"، لتتوجه بعدها إلى منزل أسرتها، وتضع هناك طفلتها الثانية " ساندي".

40 يومًا مروا من وقت ولادة ساندي وتوجه "أحمد" إلى زوجته لمصالحتها والعودة رفقته إلى عش الزوجية، وهذا ما رفضته، ليطلب منها وقتها طفلتيه للإقامة معه.. " عايز عيالي يعيشوا معايا"، وأقنعتها والدتها وقتها بتنفيذ طلبه.. " اديله العيال مش هيعرف يربيهم"، وإصطحب الأب طفلتيه وغادر منزل أسرة زوجته، متجها إلى شقته.

مر شهرين على إقامة الطفلتين مع والدهما، لتتلقى وجدتهما إتصال هاتفي من عمتهما.. " إلحقي يا حاجة ساندي وقعت من فوق وكانت هتموت" لتسرع الجدة إلى منزلهم طالبة من والدها اصطحاب الطفلتين، لكنه هددهم.. "محدش هياخد مني عيالي واللي هيقرب ليهم هدبحه"، وغادرت الجدة المنزل بعد الاطمئنان على حفيدتها.

مساء الإثنين الماضي تلقت جدة الطفلة إتصال هاتفي من أحد جيران والد حفيدتها.. " إلحقي بنت بنتك قتلوها ورايحين يدفنوها"، وتوجهت بعدها الجدة رفقة ابنتها إلى نقطة شرطة البراجيل لتحرير محضرًا ضده، وإنتقلت قوة أمنية رفقتها إلى منزل " أحمد"، لكن لم يعثر عليه أو الطفلة، وبسؤال عمها.. " البنت كويسة بخير مفيهاش حاجة.. دي راحت عند الدكتور تكشف علشان تعبانة شوية".


اصطحبت القوة الأمنية عم الطفلة إلى نقطة الشرطة لحين حضور الطفلة، وبعودتها توجهت رفقة أحد أقاربها إلى النقطة، وفور مشاهدة جدتها لها تبين وجود كدمات بجسمها، وارتداءها " أيس كاب" وبنزعه من على رأس الطفلة تبين إصابته بحروق إثر إلقاء ' ماء نار' على رأسها.


كان تلقى اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة إخطارًا من العميد عمرو طلعت رئيس قطاع شمال الجيزة بورود بلاغًا للرائد محمد مجدي رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، من "عواطف.أ." جدة الطفلة "ساندي" عمرها 3 سنوات، تتهم والد حفيدتها بتعذيبها.



وقالت الجدة في بلاغها، إن خلافات أسرية بين والدي الطفلة انتهت بترك الأم لمنزل الزوجية منذ عامين، وإقامة الطفلة مع أبيها بمنزله.

وعن يوم الواقعة، أشارت الجدة إلى أن أحد جيران والد "ساندي" أبلغها بسوء حالة حفيدتها الصحية، ما دفعها إلى التوجه لقسم الشرطة واتهام الأب بتعذيب حفيدتها.



وأعد العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث شمال الجيزة مأمورية وانتقلت رفقة الجدة، إلى منزل الأب وتبين عدم تواجده، وعُثر على الطفلة بها إصابات عبارة عن حروق بفروة الرأس إثر إلقائه مادة كاوية "ماء نار" على رأسها.

وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة بإخطار اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، وبالعرض على النيابة العامة أمر المستشار محمد هاني رئيس نيابة أوسيم بتحويل الطفلة للطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي عليها، وإعداد تقرير واف بحالتها الصحية، كما طلب تحريات المباحث حول الواقعة.