عاجل| شقيق ضحية "سفاح الجيزة" في حوار لـ"الفجر": وصلتنا رسائل من هاتفها بعد مقتلها.. ومعمولها سحر (فيديو)

حوادث

بوابة الفجر


 

 في شهر يوليو عام 2015، أمسكت "فاطمة" الهاتف لتتحدث مع والدها، وتطمأنه عليها، وقالت له: "متخافش عليا يا بابا.. أنا كويسة"، ولكنها لم تعلم أن هذه الكلمات هي آخر محادثة بينها وبين والدها، وأنها تعيش في نفس الشقة مع أخطر سفاح في الجيزة، وأنه يخطط لإنهاء حياتها، والتخلص منها بشكل نهائي.

"فاطمة"، التي كانت تستعد لزيارة بيت الله الحرام، ويشهد الكثيرون بحسن أخلاقها وطيبتها، قُتلت غدرًا على يد زوجها الذي استطاع تضليل العدالة لمدة خمس سنوات، إلا أنه سقط أخيرا في شر أعماله، وجاء وقت الحساب.

التقت محررة "الفجر" بمحمود زكريا، شقيق الضحية، ليكشف المزيد من المفاجآت، ويزيح الستار عن كواليس واحدة من أبشع الجرائم التي حدثت في الفترة الأخيرة، والمعروفة إعلاميا بـ"سفاح الجيزة"، والتي كان بطلها المتهم "قذافي فراج عبدالعاطي".

عرفناه من الجيران

يروي "زكريا"، بداية القصة، والتي بدأت في الأساس بالتزوير، ويقول: "في البداية تعرفنا على المتهم من خلال أحد الجيران، حيث تقدم للزواج من شقيقتي، وعلمنا من الجيران، أنه منفصل عن زوجته الأولى في شهر نوفمبر لعام ٢٠١٢، كما قدم لنا وثيقة طلاق باسم (نجوى)، ولكن مع مرور الأيام علمنا أنها تدعى (ميرفت)، ورفضت الأسرة في المرة الأولى، إلا أنه تقدم مرة ثانية، فقررنا السؤال عنه من جيرانه وأصحابه، والذين قالوا لنا إنه طيب".

"وافقنا على عرض الزواج، ووعدنا بتقديم شبكة كويسة، ولكن بعد فترة صغيرة، ابتكر خدعة، وقال إنه تعرض للنصب، وتم الزواج في نفس العام ولكن مجابش شبكة"، يضيف شقيق الضحية.


جابلنا وثيقة زواج بإسم غير زوجته

يتابع "زكريا": "بعد فترة صغيرة أنجبت شقيقتي طفلة تدعى (سلمى)، وبعد عام و٣ أشهر تلقينا مفاجأة أخرى، حيث اتصل أحد الأشخاص بوالدي، وقال له: (هي بنتك متجوزة قذافي؟)، فرد أبي: (نعم)، فقال له: (أنا والد زوجته السابقة)، فقال له أبي: (تقصد طليقته)، ليرد عليه: (لا هي لسة مراته)".

وأكد: "كانت المفاجأة أن الزوجة تدعى (ميرفت) وليست (نجوى) كما شاهدنا الوثيقة، بالاضافة أننا تواجهنا مع أسرة الزوجة الأولى (ميرفت) لتخبرنا أن لديهم ( ٤ أبناء).

السفاح لزوجته: إنتي عوضتيني عن الدنيا

وأضاف "زكريا" في تصريحات إلى بوابة "الفجر": "في بداية زواجهما، وحتى إنجاب طفلتهما، لم تحدث أي خلافات، وكان يعاملها بكل مودة، ويقول لها: "إنتي عوضتيني عن الدنيا كلها)، وكانت تزورنا باستمرار، ويأتي هو معها، ولا نعلم ماذا خبأ لنا القدر من مفاجآت".

بدأ بمحلين حتى وصل لـ٩محلات.. وأعطيناه ٣٢٠ ألف جنيه

وأضاف شقيق الضحية، أن "قذافي" كان لدية في البداية محل تمليك والآخر شريك فيه، ثم توسع ووصل إلى ٦ محلات، وتوسع عمله إلى ٩ محلات، بالإضافة للمبالغ المالية التي حصل عليها من بعض الناس واستخدمها في الاستثمار.

"كان واخد مننا فلوس، وأديناه فلوس يشغلها، وكنا واثقين فيه"، ويضيف: "أعطيناه مبلغ ٣٢٠ ألف جنيه ليشغلهم في تجارته، ولكن عندما علمنا بخدعة زواجه الأولى، قررنا أن نأخذ الفلوس وونهي الزواج".


كتب إيصالات أمانة

وأضاف: "جبناه في شقتنا لإنهاء إجراءات الفلوس، وطلبنا أن يكتب إيصالات أمانة، ولكن في البداية حاول خداعنا، ويكتب الإيصالات بطريقة تبوظها، وتحدثنا معه فكتب الإيصالات بطريقة سليمة، وكان طلبه في مقابل توقيع الإيصالات أن يعود لزوجته (فاطمة) ولكن رفضنا".

ترجى والدي ليعود لشقيقتي


وفي اليوم الثاني، جاءت والدته، وطلبت عودة شقيقتي ووعدت بأنه سوف يتغير، كما أن "القذافي" نفسه ترجى والدي، وبكى بالدموع ليعود لها، وقال لأبي: "أنا هتغير، وندمان" ليرد والدي قائلًا: "أنت تركت زوجتك الأولى، مش هترمي بنتي!!"، فرد القذافي: "سأعدل بينهما"، وبالفعل واقفنا أن تعود شقيقتي له.

تشاهد فئران واحنا مسحورين

يستكمل "محمود" كلامه، أنه بعدما العودة للشقة، بدأ "القذافي" يقول: "خذوا ابنتكم تمكث عندكم إحنا مسحورين"، مبررًا أنها كانت تشاهد فئران في الشقة، وبالفعل ذهبت للشقة وبقيت فيها يومًا كاملًا لأشاهد ماذا يحدث، ولكني لم أجد شئ، وفي آخر اليوم عثرت على بقايا حيوانات، فذهبنا إلى بعض الشيوخ وأكدوا أنه "معمولها سحر"، مشددا على أنها كانت متدينة وتقرأ القرأن، وبعد فترة أختفت تلك الأشياء.

الاتصالات الغامضة

وأضاف شقيق الضحية: "كان يتلقى اتصالات في كل الأوقات، وكان يرد على هذه الاتصالات بقوله: (حاضر هجبلكم فلوسكم)، وبدأ يتعثر ماديًا، وبدأنا نطالبه بالمال ولكن دون استجابة".

"بعد فترة من وقت الأزمة المالية، بدأت المعاملة تتغير، من جهة زيارة شقيقتي على فترات متباعدة وكذلك زوجها، وكان لا يجلسوا برفقتنا وقت كثيرًا مثل زمان، وفي هذه الفترة كان شخص صامت وغامض". كما يؤكد شقيق الضحية.

"لم نراها منذ وقفة العيد"

ويتابع الشقيق، أنه قبل وقفة العيد، بدأ والده يتصل بها استعدادًا لقضاء العيد، ولكن دون جدوى، فاتصلنا ب"قذافي"، لسؤاله عنها، فأخبرنا أنها نائمة، وبعدها كلمتنا لتطمئنا عليها، وقالت لنا: (أنا كويسة)، وعلمنا بعد ذلك، أن زوجها كان يضع لها عقاقير في الطعام، لكي تنام كثيرا.

ويستطرد: "مع بداية أيام العيد حاولنا الاتصال بها ولكن أيضا دون جدوى، وأول يوم العيد، ذهب والدي لشقتها وظل يرن على جرس الشقة لمدة ساعة ونصف، ولم ترد فاتصل ب(قذافي) فقال له نائمة، ولما أرجع للمنزل هخليكم تكلموها، وانتظرنا كثيرًا ولكن لم تتصل".
خدت فلوس وحبستني في الشقة

ويضيف شقيق الضحية، أنه في يوم ٢١ من شهر يوليو ٢٠١٥، أخبرهم زوجها بأنها هربت، وقال لهم: (بنتكم هربت وأخذت ٧٥٠ ألف جنيه و٢٥ ألف كروت شحن، وقفلت باب الشقة عليا وأخدت كل مفاتيح الشقة وهربت"، وكان الكلام كالصاعقة عليهم، فسألوه: "كيف حدث هذا، وكيف خرجت أنت؟"، فأجابهم: "كان معايا نسخة ثالثة دورت عليها وفتحت وخرجت"، ومن هنا بدأت رحلة البحث عنها.


الزوج اختفى ورد علينا بعد ساعات

وأوضح شقيق المجني عليها، أن زوجها اختفى من وقت المكالمة حتى الساعة الرابعة فجرًا، ولم يتصل بهم وأغلق هاتفه، ثم رد في الفجر، وقال: "كنت بدور عليها"، فسألوه: " دور فين؟" فأجاب: "في كل مكان"، وحاولوا البحث عنها عند أصحابها وأقاربهم، ولكن دون جدوى.

هاتف شقيقتي يدق لأول مرة

"في اليوم الثاني، فتح هاتفه في حدود الساعة الثامنة صباحًا، واجرينا مكالمة له لعمل محضر باختفائها، فانتظرنا ٤٨ ساعة لعمل المحضر، وأثناء اليومين، ذهبت أنا ووالدي معه لأحد المحامين لسؤاله وأخذ رأيه، وفي الطريق، حاولت الاتصال على هاتفها، وكانت هذه هي المرة الأولى الذي رن هاتف شقيقتي، ولكن لم ترد، فأبلغت والدي بما حدث و(قذافي) كان متواجد معنا، وحينها ملامح وجه تغيرت وكان مضطربا، وأجرى مكالمة لشقيقه المدعو (صلاح) وردد كلاما غير مفهوما، مثل: (أون لاين..طب شوف)، وغيرها من الكلمات، بدأ الشك يدخل قلوبنا" -حسب حديث شقيق الضحية-.

رسائل من الزوجة

وتابع الشقيق: "خلال يومين بدأت رسائل تأتي من هاتفها، تقول: (خدوا بنتي سلمى، وأنا هرجع)، ورسائل أخرى لهاتف زوجها تقول: (حسبي الله ونعم الوكيل، مش هتشوف وشي تاني وهطلقني)، وكان الهاتف يغلق بعد الرسائل".


تتبع الهاتف "وكل الارقام لسريال نمبر واحد"

وأضاف شقيق الضحية في حديثه: 'بدأ الشك يدخل قلوبنا بعد تلك الرسائل المرسلة، فقررنا تتبع الهاتف المحمول ل(لقذافي)، ففوجئنا أن كل الأرقام التي تأتي منها الرسائل كانت لسريال نمبر واحد، بالاضافة إلى أنه حدث موقف غريب، وهو أنه أثناء وجود والدي مع القذافي، ترك والدي لفترة، وفي هذا الوقت جاءت رسالة من هاتف شقيقتي، وبتتبع الرسالة ورقم الهاتف، وجدنا أنها أرسلت من نفس المكان الذي ترك القذافي فيه والدي، وهذا جعلنا نتأكد أن الذي يرسل تلك الرسائل هو (القذافي) وليس شقيقت، 

وبتتبع الهاتف المحمول الخاص به، وجدنا كل الشرائح، لرقم سري واحد، ترسل منه الرسائل".


بعد مرور ٤٨ ساعة حررنا محضرا بالاختفاء، وطلبنا لأول مرة من (لقذافي) أن نذهب للشقة للاستراحة، وبمجرد دخولنا الشقة، لم نعثر على الديب فريزر، فسألناه عنه، فقال (دخل فيه فأر وفاطمة قرفت منه وتصدقت به)، وهنا الشك زاد في قلوبنا".

"هبلغ عنك عشان مصايبك"

توجهت أنا ووالدي لسؤال إحدى جارات شقيقتي، فابلغتنا أنه في آخر فترة كانت هناك مشادات بينهما، وأنها قالت له: هأبلغ عنك الشرطة والأمن عشان بلاويك"، وفي كل مرة كان يهدأها".


الجيران: ٨ كانوا شايلين الديب فريزر بالكرتونة

وتتابع الجارة كلامها لشقيق الضحية، أنه ذات مرة وجدوا 8 رجال يحملون الديب فريزر بكرتونته، ولم يعلموا ماذا يحدث، ومن بعدها لم يشاهدوا الزوجة.

"خد بنته وداها لأمه قبل الاختفاء ب ٥ أيام"

ويتابع "محمود" كلامه، في خلال الخمسة أيام الأول من اختفاء شقيقتي، حاولنا أخذ ابنتها (سلمى)، فعلمنا أن قذافي أخذ البنت وأعطاها لوالدته قبل اختفاء شقيقتي ب٥ أيام، وهذا كان يوضح نيه الزوج تجاه الضحية".

والدة القذافي: ابني بيدور عليها وهيجبهالكم

ويضيف: "مر أسبوع من اختفاء شقيقتي، ونحن نبحث عنها كل يوم في كل مكان، وكانت الجملة التي تتردد على لسان (القذافي): (بدور عليها وأدوني كام يوم واجيبها)، واستمرينا على تلك الوعود لفترة كبير، وأثناء ذلك، قامت والدة وشقيقة القذافي، بزيارة والدتي، ونحن لم نكن في المنزل، لتعطي لنا الصبر وتقول لوالدتي: (ابني مش ساكت وهيجبهالكم).

القذافي لوالدي: فاطمة معايا وضربتني وهربت

وتابع "محمود" حديثه: "خلال الأسبوع أجرى (القذافي) مكالمة هاتفية، وأخبرنا: "قيت فاطمة وهي معايا)، وذهبنا على الفور أنا ووالدي، لنشاهد شقيقتي، ولكن لم نجدها برفقته، وقال لنا: (كانت معايا وضربتني في الشارع وهربت، ومعرفش راحت فين)، مشيرًا إلى أن هذه كانت خدعة جديدة منه.


شقيق الضحية: مر ٢٥ يوم ولم نجدها

وأوضح "محمود": "استمر الحال بنا فترة كبيرة، على وعود كثيرة من القذافي بأنه سيجد شقيقتي، ولكنها كانت وعود زائفة، وبعدها اختفى ولا نجده".

"بيروح لزوجته الأولى بنقاب"

وفي شهر أكتوبر من نفس العام، علمنا أنه يتردد على شقة الزوجة الأولى "ميرفت"، وهو مرتدي نقابًا، حتى لا أحد يشاهده، ومنذ هذا الوقت اختفى تماما.

واجهناه بشخصية القذافي ولم يعترف

وفي شهر أغسطس من العام الجاري ٢٠٢٠، علمنا من خلال المحامي المتابع للقضية، أن "القذافي" في الإسكندرية ومتزوج سيدتين بشخصية المهندس "رضا" أحد ضحاياه أيضا، وكان مقبوضا عليه في قضية سرقة مصوغات من إحدى زوجاته، وقابلنا ولكن لم يعترف أنه قذافي، من هنا ذهبنا للنائب العام لتقديم تظلم، وتم قبوله.

والدة الضحية تحلم بنجلتها: صوت أنين

وتحدث شقيق الضحية، موضحا أن والدته بعد اختفائها، حلمت بشقيقته وقالت لهم: "كانت بنتي في ركن بعيد وخارج منها صوت أنين، وكان هناك رجالا يقفون في الوسط بيني وبينها، ويخفونها عني ولم أشاهدها".

أسرة الضحية: تطالب بإعدامه


وفي ختام حديثه، طالب شقيق الضحية، بإعدام المتهم، لتنطفئ النار في قلوبهم وقلوب كل ضحية للقذافي".