تهديد ووعيد.. تعرف على سيناريوهات مستقبل العلاقة بين فرنسا وتركيا

عربي ودولي

بوابة الفجر


التوترات بين فرنسا وتركيا لا تزال تتزايد، فمنذ مهاجمة باريس أنقرة بشأن دورها في ليبيا، واتخذت العلاقات بين البلدين منحني آخر، قائم على تبادل الإهانة والتهديد.

ومؤخرا، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة نشرتها مجلة "جون أفريك"، روسيا وتركيا باتباع "استراتيجية" تهدف إلى تأجيج مشاعر معادية لفرنسا في أفريقيا، واستغلال "نقمة ما بعد حقبة الاستعمار"، وأضاف أن الإسلام تم تحريفه من قبل تركيا والإخوان.

وقال ماكرون:" هناك استراتيجية يتم اتباعها، ينفذها أحيانا قادة أفارقة، لكن بشكل أساسي قوى أجنبية مثل روسيا وتركيا، تلعب على وتر نقمة ما بعد حقبة الاستعمار" مضيفا "يجب ألا نكون سذجا: العديد من الذين يرفعون أصواتهم ويصورون مقاطع فيديو، والموجودين على وسائل الإعلام الفرنكوفونية، يرتشون من روسيا أو تركيا".

وفي وقت سابق، اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا باتخاذ موقفا عدائيا تجاه شركائها في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، قائلا إن على الحلفاء معالجة المشاكل بشكل منفتح.

وعقب حادثة مقتل مدرس على يد متطرف بعد أن نشر صور للمسلمين، هاجم أردوغان، في خطاب ألقاه البلاد، نظيره الفرنسي معتبرًا أن لديه "مشكلة" مع الإسلام، وموصيًا إياه "بإجراء فحوصات طبية"، لتستعدي فرنسا سفيرها في تركيا بعد ذلك ردا على التصريحات.

وكشف الصحف الفرنسية أن مجلس الشيوخ الفرنس يتسلم مشروع قرار بشأن الاعتراف باستقلال ناجورني قره باج، المتنازع عليها بين ارمينيا وأذربيجان (التي تدعمها تركيا).

وقال السناتور برونو ريتايو إن "مجلس الشيوخ سينظر، في الـ 25 من نوفمبر، في مشروع قرار بشأن اعتراف فرنسا بجمهورية أرتساخ"، ووفقا له، فإن الاعتراف بالاستقلال وحده هو الذي سيجعل من الممكن "ضمان حقوق وحريات سكان ناجورني قره باغ بشكل موثوق"، في مواجهة التوسع الإسلامي التركي". 

وتنضم تلك النقطة لقائمة من الخلافات بني الدولتين، فهناك تونر بينهما على الدور التركي في المتوسط، والأزمة الليبية السورية، حيث تعترض باريس على المرتزقة الذين يرسلهم اردوغان لتحقيق أغراضه في الدول التي يريد السيطرة على حدودها، كما ترفض انتهاكه القانون الدولي بتنقيبه في المتوسط.

ويرى المحللون أن مستقبل العلاقات بين تركيا له عدة سيناريوهات أحدها سيؤ، والآخر يشير إلى تعدي الخلافات من أجل المصالح.

ويؤكد البعض أن مستقبل العلاقات التركية الفرنسية يتجه نحو طريق اكثر تعقيد وهذا انطلاقا من تتبع مسار العلاقات الثنائية بين الطرفان والتي لطالما شهدت حالة عدم يقين وتأرجح.

ويؤكدون أن تحسن العلاقات الثنائية مرتبط بتغير نهج وسياسة البلدين تجاه بعضهما البعض، وفي ظل تمسك الطرفين بمواقف متصلبة أكثر يبدوا ان الحل اصبح اكثر صعوبة، لأن الدين يستخدمه أردوغان كأداة في السياسة الخارجية التركية، فإن إستمرار ماكرون في منهجه الحالي الذي يوصف بمعاداة الإسلام سيؤدي الى تمسك تركيا اكثر بقرارها.

وترى المحللة السياسية المختصة بالشان الليبي، إيمان دابقي أن العلاقة بين فرنسا وتركيا يطفو عليها طابع عام يتسم بمسار متأرجح غير ثابت، يشوبه متغيرات دائمة وينتج عنه دائمًا خلافات أكثر من توافقات وحلول، مما قاد إلى تراكمها بسبب ترحيل دائم أو تأجيل منوط بنطاق ضيق ومرتبط بمصالح براغماتية عالية.

وفي ظل استمرار نبرة الاتهامات المتبادلة بين الطرفين رغم هدوء وتيرة الأعمال العسكرية في ليبيا، إلا أنه يبدو أن التوتر لا يزال آخذا نحو تصعيد حاد، فرغم إجماع الطرفين على نقطة توافقية في الحل السياسي للأزمة الليبية واستبعاد أي حسم عسكري، إلا أن تباين المواقف حول هذا المسار قد يُعيد خلط الأوراق من جديد، ويزيد من حجم الهوة في العلاقات بين البلدين في أكثر من ملف.

ويؤكد المحللون أن التوتر القائم بين البلدين لن يرقى سوى للاتهامات والتهديدات، فكل منهما يحاول كسب غيره من الدول لصفه من أجل مصالحه فقط، حيث تحاول تركيا اللعب من ناحية على وتر الدين ضد ماكرون بعد تصريحاته الأخيرة المعادية للإسلام، وكسب تأييد دول الاتحاد الأوروبي لأعمالها في المتوسط، وهو ما تحاول فرنسا إفشاله.