انفراد| أول حوار مع أسرة المصور الفوتوغرافي قتيل إمبابة.. طعناه بمقص وجنزير (صور)

حوادث

الضحية والقتلة
الضحية والقتلة


ذهب لإنهاء مشكلة أسرية.. فعاد قتيلا وضحية.. وغدروا بعشرة 30 عاما

"طيب الأخلاق.. حسن السمعة.. مش بتاع مشاكل"، كان ذلك الوصف الذي شهد به أهالي منطقة إمبابة للشاب "مصطفى حسن" ٣٣ عامًا، ويعمل مصورًا فوتوغرافيًا، وفي أحد أيام من شهر نوفمبر الجاري، قرر الشاب أن يذهب لطليق شقيقته، ويدعى "علاء عماد" ٣٠ عامًا، ويعيش في الشارع المقابل لشارعهم منذ سنوات، ولم يكن يعلم أنه عند ذهابه لحل بعض الخلافات الأسرية، ستكون نهايته على أيدي طليق شقيقته، وشقيقه بطريقة مأسوية لم تشهدها المنطقة من قبل.

"عريس الجنة".. هذا الوصف أطلقه أصدقاء وأحباب المجني علي (مصطفى)، الذين عاشوا مشهدًا مأساويًا، بعدما شاهدوا المجني عليه غارقًا في دمائه وسط الشارع ثم حملوه إلى المستشفى، بدلاً من أن يُزف على عش الزوجية الذي كان يجهزه قبل وفاته بشهور.

انتقلت محررة "الفجر"، لمسرح الجريمة، والتقت مع شقيق المجني عليه حيث كشف عن كواليس ومفاجآت اليوم المؤلم الذي عاشته الأسرة.

قتل على أيدي طليق شقيقته وأخيه
بصوت مبحوح، ونبرات يعتصرها الألم، تحدث "م.ح" شقيق المجني عليه، مستعيدا اللحظات المؤلمة التي عاشتها الأسرة، وانتهت بفقدان شقيقه مصطفى على أيدي طليق شقيقته المدعو "علاء عماد" وشقيقه "مصطفى عماد"، قائلاً: "إحنا معروفين في المنطقة مش بتوع مشاكل".

البداية حل خلافات زوجية
ويتابع شقيق المجني عليه: "بدأت القصة منذ شهور أثناء حل خلافات زوجية بين شقيقتنا وطليقها الآن، ولكن تطورت المشاكل وفي يوم وقوع الجريمة، جائني اتصال هاتفي أثناء عملي، وقالوا لي: (الحق أخوك مصطفى في المستشفى) فسألت: (حصل إيه؟)، فأبلغوني بالمفاجأة أن شقيقي قُتل على يد طليق شقيقتي وأخيه".

يستكمل شقيق المجني، رواية القصة لـ"الفجر" بصوت حزين، أن هذا كان المشهد الأخير الذي لن تنساه الأسرة، عندما كان شقيقنا "مصطفى" غارقًا في دمائه وسط الشارع، بعد تلقيه ضربات كثيرة بأسلحة متعددة (سكين وجنزير ومقص) من جانب المتهمين، بعد أن ذهب لحل الخلافات، وكي يقنعه بوقف إرسال الرسائل الهاتفية لشقيقته.

كنا جيران من ٣٠ سنة
يستعيد شقيق المجني عليه ما حدث لهم خلال الثلاثة أشهر الأخيرة: "في البداية كنا نقطن بالمنطقة منذ ٣٠ عامًا، ونحن جيران لأسرة طليق شقيقنا، وفي أحد الأيام تقدم الشاب (علاء عماد) ٣٠ عامًا ويعمل شيف للزواج من شقيقتنا (عيشة) وتمت الخطبة سريعا وفي خلال عام تم الزواج، ومن هنا كانت النهاية لأمور كثيرة بدلاً من أن تكون بداية لتكوين أسرة سعيدة".

"لم تمر سوى ثلاثة أشهر وبدأت الخلافات الزوجية".. ويتابع "م.ح": "ولكن لا أحد يتدخل لأن حياتهم الخاصة، فهذه حياتهم وملناش دعوة، ووالدتي فقط هي التي تعلم بالمشاكل، ولكن المشاكل زادت يوما بعد يوم، نتيجة لتدخل والدة الزوج في الصغيرة قبل الكبيرة، وإصدراها الأوامر في منزل شقيقتي، ولا تتركهم لحل مشاكلهم بنفسهم".

الزوج: "مش عايز بنتكم ماتلزمنيش"
ويستطرد: "جاءت مكالمة هاتفية خلال الثلاثة أشهر لوالدتي كان مضمونها (تعالي خدي بنتك خليها عندك شوية)، وبالفعل ذهبت والدتي لأخذ شقيقتي، ولا تعلم ماذا يخبأ لها، ففوجئت بأن حماتها (والدة الزوج)، تأخذ مفتاح الشقة بحجة عمل بعض الإصلاحات، ووالدتي سيدة طيبة ونفذت طلبها دون الظن في أي نية سيئة من جانبهم".

ويتابع شقيق المجني عليه حديثه إلى "الفجر": "غضون ساعات أجرت والدتي مكالمة هاتفية للزوج، وقالت له: (مش هتيجي تاخد مراتك)، ليرد عليها: (خليها عندكم ماتلزمنيش)، فاتصلت بي لكي أعرف ماذا يجرى في زواج شقيقتي، وكانت تلك المرة الأولى التي بدأت والدتي تتحدث وأعلم بالمشاكل الزوجية الخاصة بشقيقتي، وعندما علمت اتصلت بزوج شقيقتي، فقال نفس الكلام، فقلت له: (حلوا مشاكلم الزوجية لوحدكم دي حياتكم الخاصة)، لكنه كان مصممًا أنه لا يريد شقيقتي، ثم تدخل كبار العائلة لإنهاء إجراءات الطلاق، ولكن حدثت المفاجأة".

ملهاش غير حاجتها
يواصل شقيق المجني عليه الحديث، والحزن يتخلل كلماته، مستعيدا الأحداث المؤلمة: "ذهبنا أنا واخوتي وكبار العائلة لأخذ حقوق شقيقتي، لكن كان موقف أسرة الزوج عنيفًا خاصة والدته التي لم تترك الكلام لوالد الزوج وتتحدث هي، في إصرار أنها هتأخذ عفشها فقط، دون المؤخر والقائمة، وتطورت المشادة الكلامية إلى الضرب".

ضربه بقالب طوب وعملنا محضر
ويتابع: "تطورت الأمور إلى مشادة كلامية فحمل ابنهم الأصغر قالب طوب وكاد أن يضرب به في شقيقي (مصطفى)، ولكن الضربة جاءت في زوج شقيقتي الأخرى، وحررنا محضرا بهذه الواقعة وأثبتنا الحالة".

الطلاق مقابل التنازل
واستكمل شقيق المجني عليه: "قررت والدتي أن تنفصل شقيقتي من زوجها مقابل الحصول على جزء بسيط من حقوقها في المؤخر والعفش حتى ننتهي من هذا الكابوس الذي دخل عائلتنا في أسرع وقت، وبالفعل تنازلنا عن محضر الضرب مقابل الطلاق، وكنا نعتقد أن هذه الصفحة أغلقت وانتهت الخلافات، ولكن لا نعلم أنها بداية لشر أكبر".

المجني عليه يطلب توقف المكالمات والرسائل
"بعد مرور وقت قصير، أراد طليق شقيقتي العودة لها، وبدأ يرسل لها رسائل على الهاتف"، يضيف شقيق الضحية: "لكن شقيقتي لم ترد عليه، ولم تبلغنا فاتصلت والدته بوالدتي، ولكن والدتي رفضت، وأبلغتنا، وعلى الفور، قرر شقيقي "مصطفى" (المجني عليه)، الذهاب لمنزلهم، بوجود الشهود على الطلاق منذ البداية، ليطلب من أسرة الزوج التوقف عن الرسائل والمكالمات التي تصدر من جانبهم لشقيقتي ووالدتي، ويؤكد لهم أن أختنا مش هترجع لابنكم، وكل واحد في حاله".

ذهب للموت برجله
وأضاف: "بعد دقائق معدودة، جاءت مكالمة لوالدتي بالسب والإهانة لشقيقي كان مضمونها: (لو راجل تعال البيت تاني)"

سكين ومقص وجنزير
"بعد إهانة والدتي وشقيقي، قرر (مصطفى) إنهاء الخلاف بكل سلام، فذهب إليهم بمفرده".. يستكمل شقيق الضحية، بعد أن أخذ نفسًا عميقًا، ويروي اللحظات الأخيرة لأخيه: "بمجرد وصوله لمنزل الطليق، وبشهود جيران المنطقة، كان المتهمان الشقيقان (علاء ومصطفى عماد)، في حالة استعداد لمجيئه، وكانت ايديهم مليئة بالأسلحة، حيث كان (مصطفى) -شقيق طليق أختي- بيده سلاح أبيض (سكين)، والآخر يحمل (الجنزير)، حيث تلقى المجني عليه عدة طعنات، ولم يتوقف مشهد الدم عند ذلك، فأخذ أحدهما (مقص) من أحد المحال بالمنطقة وضربه في وجهه وعينيه، فلفظ أنفاسه الأخيرة".

واختتم "م.ح" شقيق المجني عليه حديثه قائلًا: "حسبي الله ونعم الوكيل"، مطالبا بالقصاص لاستعادة حق شقيقه.

تحقيقات النيابة
وكشفت تحقيقات النيابة العامة، بشمال الجيزة، عن تفاصيل مقتل شاب على يد طليق شقيقته بإمبابة، أن شقيقة المجني عليه كان بينها وبين طليها خلافات.

وأفادت التحقيقات، أنه في يوم الواقعة، تعرضت للسب والإهانة في الشارع، من طليقها وشقيقه، فتوجهت لشقيقها لتشكو له ما حدث، وأثناء معاتبة شقيقها لطليقها، وقعت بينهما مشاجرة، ما دفع طليقها وشقيقه للتعدي عليه، وأخرج سلاحًا أبيضًا "مقص" وطعنه، فسقط قتيلا.

وتلقى قسم شرطة إمبابة، بلاغا يفيد مقتل شاب نتيجة الاعتداء عليه بسلاح أبيض، فانتقل رجال المباحث إلى محل الواقعة.

وبإجراء التحريات تبين أن المجني عليه عاتب طليق شقيقته، وشقيقه، ما دفعهما للاعتداء عليه بالضرب، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المتهمين، وتحرر محضر بالواقعة.