محبة العالم عداوة لله".. العظة الأسبوعية للبابا تواضروس

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


قال البابا تواضروس الثانى باباالإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية:الاسبوع الماضي تكلمنا عن "مركزية المحبة " اليوم سوف نتكلم عن محبة العالم في رسالة القديس يعقوب الرسول " مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ " (يع٤: ٤) من يستطيع أن يكون عدو لله؟!سوف اتكلم معكم اليوم عن محبة العالم، ما معنى محبة العالم؟هى آفة في حياة الإنسان الروحية، الله خلق الإنسان كائن ينتمي إلى الله، والله ميزك عن سائر الخليقة أنه أعطاك نسمة حياة وأصبح بداخلك نسمة من الله فأنت كائن حي تنتمي إلى الله وهذه قيمك والله استودع فيك هذه النسمة لتعيش وتنتمي له، ولكن هناك كثيرين يرتبطوا بالأرض وينسوا الله وهذه هى محبة العالم،العالم له قوانينه ومبادئه ولكن أين الله في حياتك؟ ونحن بدأنا في شهر هاتور ونصوم فيه صوم الميلاد وفي نهاية سنة فيجب أن يراجع الإنسان نفسه وأن يكون قلبه مليان بالله وليس شكل ويمكن أن يكون إنسان عايش له صورة التقوى، ويجب أن نفرق بين محبة العالم في (يع ٤:٤) و(يو ١٦: ٣ ) " لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ " وهنا أحب العالم أي أحب البشر الذي في العالم أحبهم من أجل خلاصهم وهذا فضل وتعطف من الله الذي خلق الإنسان، لكن آية يعقوب هى محبة السلوك بسلوكيات العالم،ويكون الإنسان مرتبط بالتراب ولا يعير اهتمامًا بالسماء. 


تابع البابا خلال عظته الأسبوعية: أمثلةمن الكتاب المقدس:في العهد القديم نسمع عن لوط الذى أحب أرض سدوم وهى أرض خطية، أخاب كان ملك وايزابل زوجته الشريرة، يمتلك كل شيء ولكن بجانب القصر يوجد قطعة أرض يملكها رجل فقير اسمه نابوت اليزرعيلي وترك أخاب كل ماعنده واغتصب أرض نابوت اليزرعيلي وكان هذا بتفكير زوجته الشريرة، لأنه أحب العالم وكل فكره في التراب والأرض،ديماس كان يخدم مع بولس الرسول ويقول عنه بولس الرسول " دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ " لم يحب خدمة المسيح ولم يحب الوصية.

مضيفا: يهوذا التلميذ الخائن وبرغم أنه رأى المعجزات والتعليم وحضر كل شيء ولكنه أحب العالم الحاضر وباع سيده أحب الفضة أكثر من محبته لسيده وصار موصوم في التاريخ أنه التلميذ الخائنفي العهد القديم نقرأ عن عاخان ابن كرمي في أيام يشوع في قرية عاي، نسمع أنه يسرق " فِي وَسَطِكَ حَرَامٌ يَا إِسْرَائِيلُ "وكان عاخان سبب أن الشعب ينهزم.

أختتم: الخلاصة: أن الحياة السلبية والشكلية لا تنفع مع المسيح وهذه آفة في حياة الإنسان الروحية للأسف هؤلاء يعيشون في صورة المحبة ولذلك " مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ "وأضع أمامك هذه الآية " لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا " عندما تعيش في الحياة الحقيقية مع الله لازم تنتبه لكل فعل أنت تفعله، في القداس وتسمع "قبلوا بعضكم بعضًا بقبلة مقدسة" (ونحن لدينا علامة قبلة السلامة نسلم باليد) وهذا قبل كورونا ونسلم على الذي بجانبنا، وهى ليست حركة شكلية فقبلة السلامة هى أنني أصنع سلام مع أي إنسان حتى الذي لا أعرفه قلبي صافي من ناحية كل أحد، أما لو اكتفيت بالشكل للطقس بدون المعنى القلبي العميق فليس له فائدة،أن اسلم على شخص وقلبي ليس صافي بداخلي فهذه محبة العالم.