هل تؤثر أحداث إثيوبيا على استكمال مفاوضات سد النهضة؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر



الأيام الأخيرة، تشهد إثيوبيا أحداث واضطرابات سياسية خطيرة، أدت إلى توقع البعض أن يكون لها تأثيرات على مفاوضات سد النهضة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا.

ويشهد إقليم تيجراي الإثيوبي ضربات جوية عديدة، جراء تكثيف رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، الحملة العسكرية في تلك المنطقة، وقال إنها "عملية لإنفاذ القانون"، الأمر الذي زاد المخاوف من تصاعد التوتر واندلاع حرب أهلية.

وهناك عداء بين الحكومة الاتحادية الإثيوبية وإقليم التيجراى، ظلت تتفاقم حتى تحولت إلى مواجهات عنف دامية على مدار الشهور الماضية، ويعتقد الخبراء أن اندلاع حرب شاملة في إثيوبيا لن يضر البلاد فحسب، ولكن أثرها السييء يمتد إلى الدول المجاورة، وهى إريتريا وجنوب السودان وجيبوتى الصومال وكينيا.

تأثيرات على سد النهضة
ويقول خبراء إنه لو حدث وانفصل إقليم بني شنقول أو عاد للسودان، فمصير سد النهضة سيكون غامضا، فالإقليم فقير الموارد ولن يستطيع إكمال بناء السد، فضلا عن أن السكان يرفضون السد من الأساس، وبالتالي قد يتوقف البناء، أما لو لم ينفصل الإقليم وظل تابعا لإثيوبيا وانشغل رئيس الوزراء في حربه مع إقليمي تيجراي والأورمو فإن الأموال التي كانت تخصص لبناء السد سيتم توجيهها لتمويل الحرب والنزاع.

موقف أديس أبابا سيكون أكثر تشددا
و قالت الدكتورة أمانى الطويل، خبيرة الشؤون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الصراعات المسلحة فى إثيوبيا قد تجعل موقف أديس أبابا أكثر تشددا فيما يخص مفاوضات ملف سد النهضة، مؤكدة أن رئيس الوزراء آبى أحمد لو استطاع حسم الصراعات الدائرة فى إثيوبيا لصالحه، فسيتخذ أسلوبًا أكثر تشددا من ذى قبل تجاه مصر فى مفاوضات سد النهضة.

وتابعت: " مستقبل رئيس وزراء إثيوبيا على المحك، حيث إن شرعيته السياسية منتهية وربما يختفى من المشهد، نظرا لأنه كان من المفترض أن يكون هناك انتخابات فى أغسطس الماضى".

يذكر أن في 4 نوفمبر الجاري أنهى وزراء الموارد المائية في مصر وإثيوبيا والسودان جولة مفاوضات جديدة بشأن سد النهضة الإثيوبي من دون تحقيق أي تقدم ملموس وقرروا إعادة الملف إلى الاتحاد الإفريقي.