كتاب إسرائيلى جديد يكشف: هزيمة أكتوبر أجبرت تل أبيب على السلام مع مصر

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


صدر مؤخراً فى إسرائيل كتاب بعنوان «الحسم.. من الذى انتصر فى حرب أكتوبر 1973» تناول حالة الجدل التى تسود الدولة العبرية كل عام وعن الاعتقادات التى يؤمن بها رجال السياسة والعسكريون بأن الأيام الأخيرة من الحرب شهدت نجاحات لإسرائيل.

الكتاب قام بتأليفه بروفيسور يدعى عميرام أزوف، باحث فى شئون الجبهة الجنوبية فى حرب يوم الغفران، وتم تصنيف الكتاب ضمن أفضل 3 كتب تناولت الحرب.

ويتساءل المؤلف: هل الحرب حسمت بالفعل لإسرائيل كما أشيع؟ مجيباً: لا.. عيون الجنود كانت تقول شيئاً آخر، الكثيرون شعروا بالراحة لكنها ليست راحة الانتصار، وفى مبنى الحكومة فى تل أبيب تم إغلاق غرفة الحرب، وأدرك القادة أن ساعة حساب النفس قد جاءت، أيضا طالب الجمهور بالإجابة على سؤال: من انتصر فى الحرب؟

ويروى المؤلف أنه فى الأيام الأخيرة التى سبقت موعد وقف إطلاق النار أرسل الجيش قواته فى محاولة أخيرة لحسم المعركة والبحث عن أى صور للانتصار تمحو ذكرى الأيام الأولى المريرة، ورأى القادة أن مشهد رؤية علم إسرائيل يرفرف داخل الميدان الرئيسى لمدينة السويس كاف لتوفير هذا المشهد، وعملية أخرى لإظهار سقوط مدينة الإسماعيلية لن يضر أيضاً.

وأشار المؤلف إلى محاولات الجيش الإسرائيلى لمحاصرة الجيش الثانى فى الشمال مع الرغبة فى احتلال مدينة الإسماعيلية ومحاصرة الجيش الثالث فى الجنوب عن طريق احتلال مدينة السويس، وخلق صورة انتصار للجيش الإسرائيلى أمام العالم، وأنه فى حال استمرت الحرب لعدة أيام فسيتم إجبار الجيشين على الاستسلام والقضاء عليهما.

وعلق على هذا قائلاً: كما هو معروف لم يتم احتلال مدينة الإسماعيلية بعد أن أظهرت القوات المصرية قدرة عالية على الصمود، وقررت إسرائيل عدم الاستمرار فى العملية بسبب نقص القوات فى الوحدة العسكرية التى كان يقودها آرئيل شارون، علاوة على عدم القدرة على تحمل حجم الخسائر المتوقع.

وعلى الجبهة الجنوبية التى كان يتولاها اللواء إبراهام أدان، دخلت قوات الجيش الإسرائيلى للسويس لكنها اصطدمت بمقاومة عنيفة أكبر مما توقعت، وخلال المعارك قتل نحو 80 جندياً إسرائيلياً.

واختتم كتابه بالحديث عن ضرورة أن يكون المؤرخ حذراً فى نقده ودقيقاً فى روايته، فالنقد يكون دائما سهلاً وأنت جالس على مقعدك، مقارنة بالقائد فى المعركة الذى يرى المشهد وسط صرخات محركات الدبابات.

وأوضح أنه من وجهة النظر السياسية خطط الرئيس السادات ونفذ حربًا محدودة وفقا لإمكاناته وحقق جزءًا كبيراً من أهدافه، وفى المقابل على الرغم من أن السلام لم يكن جزءًا من أهداف إسرائيل فى حرب أكتوبر، إلا أن التوقيع على اتفاقية السلام عام 1979 التى أجبرت عليها تل أبيب يعتبر مكسب إسرائيل الوحيد من الحرب.