الأنبا يؤانس قنبلة موقوتة فى وجه البابا

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


خاف على نفسه من العدوى وأجبر الأقباط على حضور القداسات فى ظل كورونا ومذكراته سبب استبعاده من الوصول لكرسى البابوية

يعتبر الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها من رجال الكنيسة المعدودين الذين لهم تأثير سواء داخل المجمع المقدس أو فى إيبارشيتهم، وفى بعض الأوقات تتسع دائرة التأثير على الكنيسة ككل نظراً للمناصب التى حصل عليها فهو أشهر سكرتير للبابا، حيث ظل سكرتيراً للمتنيح البابا شنودة نحو 21 عاماً.

سمى الرجل القوى، كما أطلق عليه أيضا «رجل الدولة» لعلاقاته الوثيقة بالمؤسسات الرسمية، كما أنه صاحب المتنيح البابا شنودة والبابا تواضروس الثانى فى زياراتهما للمهجر، كما أنه يسافر للإعداد للزيارات الرسمية للرئيس الأسبق مبارك والرئيس السيسى وكان له تأثير من خلال أقباط المهجر على تغيير صورة ثورة 2013.

ويستخدم نفس تأثيره عليهم قبل الانتخابات لتشجيع أقباط المهجر على المشاركة السياسية. كما اشتهر بصوته العذب الجهورى ووجهه المبتسم خلال تسبحة صوم السيدة العذراء فى شهر أغسطس وتسبحة كيهك بصوم الميلاد المجيد بشهر ديسمبر.

1- بدايته

كان اسمه قبل الرهبنة هانى عونى وهو من مواليد 23 نوفمبر 1960 فى ملوى بالمنيا، وكان والده عونى من أشهر محامى المنيا وعمه كاهنًا، ويرجع الفضل لعمته فى تقريبه للكنيسة وتعليمه الألحان القبطية هو وشقيقه الأصغر منه بنحو 4 أعوام والذى تخرج فى كلية الهندسة وصار الآن الأنبا غبريال أسقف بنى سويف، ولهما شقيقة طبيبة ومتزوجة.

تخرج الأنبا يؤانس أو هانى فى كلية الطب جامعة أسيوط عام 1983 وتخصص فى قسم الجراحة. تقرب للأنبا ساويرس أسقف ورئيس دير المحرق بأسيوط حتى أنه أصبح أب اعترافه والذى وجهه للرهبنة فى دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، ودخل الدير فى 15 سبتمبر 1986 وسيم راهباً فى 18 ديسمبر 1987 باسم الراهب ثاؤفيلس وترقى لدرجة قس بيد المتنيح البابا شنودة فى 27 مايو 1991 واختاره ليكون سكرتيراً له منذ هذا الوقت وحتى نياحة البابا أى أنه ظل فى منصب سكرتيره طيلة 21 عاماً وهو ما يؤكد أنه تمكن من كسب ثقة ومحبة البابا شنودة حتى أنه أسند له مهاماً إضافية منها الإشراف على دير الأنبا شنودة بسوهاج.

كما كان عضوا فى المجمع المقدس فى لجان شئون الإيبارشيات، ولجنة العلاقات الكنسية، ولجنة الطقوس وحظى بعضوية اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمى منذ عام 1989 ومثل الكنيسة القبطية فى الاجتماعات المسكونية «كنائس العالم».

قضى فى دير الأنبا بولا نحو 8 أعوام فقط حتى تم اختياره أسقف بالمكتب البابوى فى عام 1993 وسكرتيراً للبابا وخلال مرض الأنبا ميخائيل مطران أسيوط كان أسقفاً مساعداً له حتى نياحته وتم سيامته أسقف على الإيبارشية فى 2015 بعد مطالبات عدة من شعب أسيوط.

2- الأقرب للبابوية

اشتهر بعلاقته الوطيدة مع تسبحتى صوم الميلاد والعذراء بشهرى أغسطس وديسمبر واعتاد أن يتبادل بقيادته مابين كنيسة السيدة العذراء بالزيتون وكذلك بدير المحرق، كما كان يفعل سلفه الأنبا ميخائيل شيخ المطارنة، حتى إنه تردد بين الأقباط ظهوره الكثير وتفاعله للوصول إلى كرسى البابوية خلفاً للبابا شنودة آنذاك ومع نياحة البابا شنودة كان أول المتقدمين بأوراق ترشحه للكرسى الباباوى بعد أن انطبقت عليه كافة الشروط وكان ضمن 16 مرشحاً.

سرب أحد منافسيه جزءاً من مذكرات يؤانس يتحدث فيها عن أحلامه وخططه حينما يصبح البابا ووصلت إلى يد شنودة وخسر جزءاً من محبة البابا. يؤانس وقتها اتهم الأنبا أرميا باقتحام غرفته بالمقر البابوى بالعباسية وسرقة مذكراته واقتصاص هذا الجزء منها وإرساله للبابا ليحرجه. هذه الواقعة تسببت فى استبعاده من الدخول فى تصفيات الترشح للكرسى البابوى إلى جانب اتهامات بموالاته للحكومة وعلاقاته برجال مبارك وقتها، وأخيراً اتهامه بالفساد المالى والاستيلاء على 3 ملايين جنيه. كل هذه الاتهامات قدمت للأنبا باخوميوس مطران البحيرة والقائم مقام البطريركى فى صورة شكاوى مع بعض الأدلة مما استدعى استبعاده.

3- مع الحمامة

يبدو أنه كان رجل يثق فى منصبه حتى أنه أصدر قراراً بحرمان إحدى المكرسات فى عام 2008 لخلافات مالية بينها وبين راهبة أخرى، دون أن يتحقق من الواقعة واكتفى بحرمان الراهبة من التناول والذى دفعها لإقامة دعوى قضائية وحصلت إيرينى أو الدكتورة إيفيلين ألفونس فهمى مؤخراً على حكم من المحكمة بحقها فى ممارسة الطقوس والشعائر الدينية.

واشتهر يؤانس بظهور حمامة على كتفه أثناء صلاته للتسبحات فى المناسبات القبطية حتى أنهم أطلقوا عليه جملة «أبو حمامة» كنوع من السخرية نظراً لما أسماه البعض بالخداع وإضفاء نوع من القدسية المفتعلة عليه.

ظل يدافع بشدة عن استمرار التناول وفتح الكنائس فى ظل انتشار وباء كورونا، وما أن ترددت مطالب بغلق الكنائس وتوقف القداسات حتى لاتنتشر العدوى بسبب التناول وأدوات الصلاة ظهر فى اجتماع له بثته إحدى القنوات القبطية يقول إن المطالب بغلق الكنائس مخالف للإيمان وقال عبارته «لو صلينا من قلبنا كورونا مش هتقرب مننا». ولكنه كان مضطراً للخضوع لأوامر المجمع المقدس التى صدرت فى منصف شهر مارس بشأن غلق الكنائس لأنها كانت ملزمة للجميع.

وما أن قرر المجمع السماح للأساقفة دراسة الحالة الصحية الخاصة بكل إيبارشية ومن ثم يقرر الفتح الجزئى للعبادة أو استمرار الغلق، كان أول الأساقفة الذين سمحوا بإعادة الطقوس وفى مخالفة منه لقواعد التباعد والحذر اللازم فى ظل الوباء أقام «مولد» للعذراء تجمع فيه الآلاف من الاقباط بدير العذراء «المحرق» بأسيوط.

وفى مفارقة وتناقض واضح ظل الأنبا يؤانس بعيداً عن الجموع خوفاً من العدوى وحينما اقترب منه أحد العجائز ليقبل يده ضربه على رأسه ودفعه بعنف بعيداً عنه ومع الانتقاد الشديد للأسقف على «السوشيال ميديا» لهذا السلوك خاصة أنه يعرض شعبه للعدوى وفى نفس الوقت يخاف على نفسه اضطر للخرج معلناً اعتذاره للرجل مطالباً إياه للحضور للدير ليعتذر له وجها لوجه كما برر موقفه بأنه يتعكز على عكاز وخاف أن يقع أرضاً.

4- استعراض السلطة

مع اختفاء فتاة قبطية من إيبارشيته بمنطقة البدارى انتشرت التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أنه خرج ونفى الواقعة ولكن مع مزيد من الضغط وبعد عودة الفتاة والتى ساهم فى عودتها رجال الأمن أصبح نيافته فى موقف لايحسد عليه، الأقباط غضبوا منه خاصة أنه أخذ عليه استعراض القوة حينما بدأت الإزالات والمصالحات على المبانى بالأراضى الزراعية والتى أجاب عليها «بمكالمة تليفون بنخلص كل حاجة» والتى شعر فيها الأقباط أنه يهتم بالاستعراض عليهم بينما لا يهتم بغياب إحدى الفتيات بل وينكر ذلك.

وأخذ عليه موالاته لكل الأنظمة وليس نظام مبارك وحده، بل عبر عن دعمه للإخوان وترحيبه بهم ففى مارس 2013 قال عن زيارة محمد بديع مرشد جمعة الإخوان للبابا تواضروس حيث قال يؤانس «أن الزيارة طيبة وجاءت فى حب الوطن وللاطمئنان على حالة البابا الصحية مؤكداً آنذاك أن زيارة المرشد أكدت على العلاقات الطيبة بين جماعة الإخوان المسلمين والأقباط بعد ثورة 25 يناير خاصة أن المرشد اطمأن تليفونيًا أكثر من مرة على صحة البابا، وقدم حزب الحرية والعدالة تهنئة بعيد الميلاد المجيد فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وباقى الإبراشيات فى مصر».