رسائل تهديد.. كيف حذر ترامب الشعب الأمريكي من خسارته في الانتخابات؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


دائما ما يحرص الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، المرشح الجمهورى لفترة رئاسية جديدة، فى مواجهة المرشح الديمقراطى، جو بايدن، الذى كان قد شغل منصب نائب الرئيس فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، على تحذير الأمريكيين من خسارته فى الانتخابات التى ستجرى يوم الثلاثاء المقبل، 3 نوفمبر 2020.

وتضمنت تحذيرات ترامب المتكررة، خلال لقاءاته وجولاته الانتخابية، رسائل تهديد، تشير إلى أنه لن يترك السلطة فى الولايات المتحدة، حتى فى حال خسارته لتلك الانتخابات، التى يخوضها ضد منافسه الديمقراطى.

البقاء فى السلطة 12 عاما

ففى 13 سبتمبر الماضى، تحدث ترامب لحشد ضم الآلاف من الأمريكيين، فى مطار خارج رينو، وأشار إلى البقاء فى السلطة 12 عاما، على الرغم من القيود الدستورية التى تحظر بقاء الرئيس الأمريكى أكثر من فترتين، كل منهما 4 سنوات.

وقال ترامب: "سنفوز بـ4 سنوات أخرى فى البيت الأبيض، وبعد ذلك سنتفاوض، صحيح، لأننا على الأرجح، بناء على الطريقة التى عوملنا بها، ربما يحق لنا الحصول على 4 سنوات أخرى بعد ذلك".

لن يكون هناك انتقال للسلطة

وفى واحدة من أبرز تصريحات ترامب بشأن انتقال السلطة حال خسارته الانتخابات، وخلال مؤتمر صحفى، عقده فى البيت الأبيض، يوم الأربعاء، الموافق 23 سبتمبر الماضى، سُئل الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، عن مدى التزامه بانتقال سلمى للسلطة، فى حال إذا ما خسر الانتخابات الرئاسية أمام منافسه جو بايدن.

وردا على السؤال، قال ترامب: "علينا أن نرى ما سيحدث، أنتم تعلمون أننى كنت أشتكى بشدة من أن بطاقات الاقتراع تعد كارثة"، مضيفا: "بصراحة لن يكون هناك انتقال، سيكون هناك استمرار".

وأثار جواب ترامب، الذى كشف فيه صراحة نواياه فى عدم التخلى عن الرئاسة، والاستمرار فى السلطة، حفيظة نانسى بيلوسى، رئيسة الكونجرس الأمريكى، التى أثارت الجدل بتعقيبها على ما قاله الرئيس الأمريكى، حين قالت: "نحن نعلم بمن هو معجب، هو معجب ببوتين، وكيم جونج أون، ورجب طيب أردوغان، هو معجب بهؤلاء الأشخاص الذين يطيلون دورهم فى الحكم"، فى إشارة منها إلى الرئيس ترامب.

ووجهت بيلوسى رسالة إلى الرئيس الأمريكى، قالت فيها: "أنت لست فى كوريا الشمالية، أنت لست فى روسيا، أنت لست فى تركيا، بل أنت فى الولايات المتحدة الأمريكية، مهد الديمقراطية، فلماذا لا تحاول ولو للحظة احترام يمين المنصب الذى أديته وفق الدستور ألأمريكى؟".

غضب شعبى

بينما انتابت الشعب الأمريكى نوبات الغضب إزاء امتناع ترامب عن التعهد بانتقال سلمى للسلطة، عقب الانتخابات المقررة فى الثالث من نوفمبر الحالى، إذ إن رفض ترامب الالتزام بمبدأ أساسى فى الديمقراطية الأمريكية، ومزاعمه غير المؤكدة بأن زيادة نسبة التصويت بالبريد ستقود إلى انتخابات مزورة، أثار قلق الديمقراطيين من احتمال سعيه لتقويض نتائج السباق بينه وبين مرشح الحزب الديمقراطى جو بايدن.

فزاعة الفوضى

وأمام ذلك الغضب، لم يتراجع ترامب عن الاستمرار فى تهديد الأمريكيين من خسارته للانتخابات، مستخدما فزاعة الفوضى، من خلال قيامه بالترويج فى مؤتمراته الانتخابية لرؤية مروعة لمستقبل الشعب الأمريكى، الذى سيكون على أعتاب الانهيار، حال استيلاء من وصفهم بـ"الفوضويين العنيفين" على السلطة، الذين قد يستغلون منافسه جو بايدن لتدمير الولايات المتحدة.

وبلهجة تحذيرية، قال ترامب: "تصويتكم سيقرر ما إذا كنا سنحمى الأمريكيين الملتزمين بالقانون، أم نطلق العنان للفوضويين العنيفين، المجرمين، والمحرضين الذين يهددون مواطنينا".

ويزعم ترامب أن الديمقراطيين يتعاملون مع أمريكا على أنها بلد شرير أو فاسد، يجب تخليصه من الخطايا، بحسب "CNN"، التى قالت إن تجاهل دونالد ترامب للمعاناة العرقية التى أشعلت غضبًا فى الولايات المتحدة، بعد مقتل الأمريكى الأسود جورج فلويد، فى مينيابوليس، وتهديده بأن الأمريكيين لن يعيشوا فى أمان إذا وصل جو بايدن إلى سدة الرئاسة، لن يساعده على كسب الناخبين الوسطيين والجمهوريين المترددين فى منحه أصواتهم، ولكن لهجته الاستبدادية وتفاخره بحقه السياسى فى الحصول على فترة رئاسية ثانية ربما يساعدونه على إقناع الناخبين البيض من الطبقة العاملة الذين يتعاطفون معه عاطفيا وثقافيا.