محمد عبد الوهاب يكتب: "امريكا القادمة للفقراء.. أم الأغنياء"

مقالات الرأي

محمد عبد الوهاب المستشار
محمد عبد الوهاب المستشار المالي والمحلل الاقتصادي


 

تتجه أنظار العالم  صوب الولايات المتحدة الأمريكية التى تشهد صراع سياسيا هذه الأيام  حيث يحاول الديمقراطيين استعادة زمام الحكم مرة أخرى  من براثن الجمهوريين  وسط مخاوف من مدى تقبل ترامب لنتائج الإنتخابات التى لم يجد فرصه إلا وصرح عن مدى شكوكه من إمكانية حدوث تزوير لنتائج الإنتخابات التى يجرى التصويت بها لأول مرة من خلال البطاقات البريديه  نتيجة تفشى كوفيد 19.

 

 

و ما  يعطى  الصورة مزيدا من الضبابيه  أن الرئيس الأمريكى التى إقترنت فترة ولايته الأولى  بالكثير من الأحداث السياسية والإقتصادية الهامة  والتى أثرت بشكل كبير على  الإقتصاد العالمى مثل النزاع التجارى مع الصين والتى حاول ترامب إنتزاع المكاسب الاقتصادية منها حتى ولو بالقوة  فقام بفرض الضرائب على المنتجات الصينية وزيادة الجمارك  وإغلاق شركة تيك توك ، بالولايات المتحدة وفرض مزيدا من القيود على مواقع شركات كبرى مثل على بابا  وشن حربا شرسه مؤخرا على شركة هواوى بمساعدة بريطانيا ورئيس وزرائها جونسون الذى يمنى نفسه بفوز ترامب مرة أخرى ليكون مساندا له فى خروجه  من البريكست.

 

رفع ترامب شعار أمريكا أولاً وهو الشعار الذى لوح به فى اجتماعات الأمم المتحدة وغيرها من التجمعات التى لم يجد حرجا فى إعلانه دوما أنه لا يهتم سوى بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية  حتى وإن كانت على حساب المبادئ والقيم التى قامت عليها الولايات المتحدة  فانسحب الرجل من إتفاقية باريس الخاصة بالمناخ ورفض تمويل منظمة الصحة العالمية وقرر الإنسحاب من العديد من الإتفاقيات التى تتعارض مع المصالح الأمريكية من وجهة نظره الشخصية.

 

ترامب الذى يرى  فى نفسه منقذ الاقتصاد الأمريكى  والتى غلبت فترة رئاسته الأولى بإرتفاعات فى مؤشرات أسواق المال الأمريكية وإنخفاض فى معدلات البطالة والتضخم  وزيادة فى مستوى دخل المواطنين  فكما يقول ترامب  إن إدارته ولدت أفضل اقتصاد في تاريخ البلاد متوقعا انهياره في حال فوز "بايدن".

 

 

وكانت كل المؤشرات الاقتصادية جيدة قبل الوباء، فيما سادت سوق العمل أفضل ظروف منذ 50 عاما.

 

الرئيس الجمهوري دونالد ترامب يسعى للفوز بولاية ثانية من خلال برنامج إنتخابي اقتصادي مختلف تماما عما يعتمد عليه منافسه الديمقراطي جو بايدن   حيث يعتزم ترامب خفض الضرائب على سبيل المثال فيما ينتوي بايدن زيادتها أما أسواق المال فهى تلوح بكفها الى الرئيس الأمريكى ترامب التى ارتفعت مؤشراتها خلال فترة ولايته إلى درجات لم تبلغها من قبل، و حققت  المؤشرات الرئيسية لسوق المال الأمريكى عقب تولى الرئيس ترامب الحكم فى ال20 من يناير 2017  خلفا للديمقراطى اوباما وفائزا على منافسته هيلارى كلينتون التى حصلت على 232 صوت فى المجمع الانتخابى بينما حصل ترامب على 306 صوت فى نتيجة مغايرة لاستطلاعات الراى أنذاك بنسبة 34% بينما حقق مؤشر داو جونز ارتفاع يقدر ب40%  مقتربا من 26 الف نقطة. "S&P500".

 

وتوقع بنك جي بي مورجان  أن إعادة انتخاب "دونالد ترامب" رئيساً للولايات المتحدة ستمثل النتيجة الأفضل لأسواق   الأسهم الأمريكيه نوضحا ان اكتساح الديمقراطيين للانتخابات وفوز "بايدن" سيكون محايداً في الغالب للأسواق، لكن فوز ترامب  سيكون النتيجة الأكثر ملاءمة للأسهم.

 

 

ويعتقد بنك جيه بي مورجان أن أسهم الطاقة والقطاع المالي التي شهدت انخفاضاً ملحوظاً في الفترة الماضية ستكون الأكثر استفادة على  الأرجح من فوز "ترامب" بالرئاسة.

 

فى حين توقع البنك الاستثماري الأمريكي إن فوز "ترامب" بمقعد الرئاسة في الانتخابات المقبلة قد يؤدي لصعود المؤشر إلى 3900 نقطة، ما يعادل زيادة 12.6% مقارنة بإغلاق جلسة الجمعة الماضية .  "S&P500"

 أما "بايدن"  الد يمقراطى الذى يتحدث لغة الاشتراكيين  فى دعايته  يعرف عن نفسه بأنه مرشح الطبقات الوسطى، أن سياسة خصمه تفيد بصورة رئيسية  الأكثر ثراء

وقال بايدن  إن أصحاب الملايين والمليارات مثله ينجون بأنفسهم بشكل جيد من أزمة كوفيد-19 وانه يعتزم "بناء اقتصاد" أكثر مراعاة للبيئة

 

وفى دراسة أجريت في حال فاز جو بايدن فإن الشركات الكبرى وكبار الأثرياء الأمريكيين سيدفعون ضرائب إضافية بقيمة 4 تريليون  دولار خلال السنوات الـ 10 المقبلة.

 

ويعتزم بايدن توظيف هذه العائدات الضريبية  حسب  البرنامج الانتخابى في برامج اجتماعية، في التعليم، والبنى التحتية المترهلة التي تعود مسألة تحديثه باستمرار في الخطاب السياسي الأمريكي

وقالت موديز  أن الأسر ذات الدخل المتدني والمتوسط ستستفيد من سياسة "بايدن" أكثر منها من سياسة ترامب.

محمد عبد الوهاب المستشار المالي والمحلل الاقتصادي