صفعة قوية لأردوغان من اللوبيات التركية في واشنطن

عربي ودولي

بوابة الفجر


رأى الصحافي الروسي إيغور سوبوتين، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، أن سلوك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عطّل فرص أنقرة لتحقيق مصالحها في واشنطن عبر جماعات ضغط.

 

واعتبر الكاتب، في مقال في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، أنه على الرغم من أن أنقرة تتمتّع بمصادر مهمة في واشنطن لتعزيز مصالحها، إلا أن الخبراء يعتقدون أنه ليس لديها فرصة للتأثير على أجندة السياسة الخارجية لحليفها في "الناتو".

  

قبل أيام، قطعت شركة الضغط "ميركوري بابليك أفيرز" العلاقات مع الحكومة التركية بعد أن فسخت عقداُ بقيمة مليون دولار مع مسؤولين أتراك، عقب ضغوط من نشطاء أمريكيين من أصل أرميني، رداً على تفاقم الصراع في ناغورنو قره باغ.

 

 

والشركة التي تمّ تسجيلها وفقاً للقانون الأمريكي كممثل لمصالح البعثة الديبلوماسية التركية في الولايات المتحدة ومجلس الأعمال الأمريكي-التركي (تايك)، كانت من الناحية الرسمية، تُروّج للنفوذ التركي منذ عام 2013. وبعد أن تجدّد التصعيد المُسلّح في ناغورنو قره باغ، أصبحت الشركة هدفاً رئيسياً لمنتقدي سياسات تركيا وأذربيجان. وعلى وجه الخصوص، اندلعت حملة ضدها في كاليفورنيا، حيث يعيش العديد من المواطنين الأمريكيين من أصل أرمني.

 

 

ووفقاً لوثائق وزارة العدل الأمريكية، قدّمت "ميركوري" المساعدة في تنظيم الأحداث التي من شأنها أن تسمح للديبلوماسيين الأتراك "بالتواصل مع شخصيات ذات تأثير في السياسة العامة الأمريكية"، وقدّمت المشورة للحكومة التركية بشأن القضايا المُتعلّقة بوسائل الإعلام الأمريكية. وتصف مجلة "أحوال" التركية المعارضة "ميركوري" بأنها آخر شركة ضغط مُسجّلة كوكيل للنفوذ التركي في الولايات المتحدة ، لكن مجلة "بوليتيكو" الأمريكية تؤكد أن أنقرة تُحافظ أيضاً على علاقات مع شركات أخرى تُروّج للمصالح التركية بشكل علني، وهي مكاتب "كابيتال كاونسل" و"غرينبرغ تراوريغ"(Capitol Counsell) و (Greenberg Traurig).

 

 

وتُعتبر هذه الخطوة ضربة "قوية" لتركيا، في ظلّ تراكم التناقضات في علاقاتها مع الحليف الأمريكي. وهذه التناقضات لا تقتصر على الوضع في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وقره باغ، بل تتخطّاها إلى القضايا المتعلّقة بالتعاون العسكري التقني، إذ تشعر واشنطن بخيبة أمل من اختبار القوات المسلحة التركية أنظمة الصواريخ الروسية "إس -400" في ساحل البحر الأسود.

 

 

واعترف خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي المُقيم في أنقرة تيمور أحمدوف بأن "لدى أردوغان وصهره (وزير المالية بيرات البيرق) قنوات اتصال وإمكانية الوصول إلى الإدارة الأمريكية. ومع ذلك، فإن الأتراك يُواجهون مشكلات كبيرة في التعامل مع الكونغرس، على وجه التحديد، والذي يتمتع بتأثير قوي على تطوّر سياسة أمريكا الخارجية تجاه أنقرة.

 

 

وشرح أن الصعوبات ليست في تمويل أنشطة اللوبيات، إنما في أن القيادة التركية لا تفهم طبيعة اللوبيات في أمريكا. "آراء أردوغان تحدّ بشكل كبير من إمكانية عملها. وكنتيجة لذلك، فإن أنشطة اللوبيات التركية تنزلق إلى مستنقع غير واضح، ما يُسبّب مشاكل لأنقرة"، يقول أحمدوف.

 

 

وأكد أحمدوف أن هذا الأمر ينطبق على عمل الديبلوماسيين الأتراك: فهم، من حيث المبدأ، أشخاص موهوبون يُمكنهم الدفاع عن موقف تركيا في العديد من القضايا، "لكن هذا يرجع إلى إحجام القيادة التركية عن منح الحرية للسلك الديبلوماسي".