«كورونا» يشعل بيزنس سكن الطالبات

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


المدن الجامعية اشترطت الحصول على تقدير «امتياز»

الجامعات الخاصة والحكومية تخصص أماكن فندقية بـ«الواى فاى» بقيمة تصل إلى 4000 جنيه شهريًا 

التأجير بالسرير فى بين السرايات.. والأسعار فى الهرم وفيصل وبولاق تتراوح ما بين 1500 و3 آلاف شهرياً

يواجه طلاب وطالبات الجامعات الحكومية والخاصة المغتربين كل عام أزمة كبيرة عند البحث عن سكن، وتفاقمت هذا العام بسبب فيروس كورونا حيث حاولت الجامعات حصر المتقدمين للمدن الجامعية بين الحاصلين على تقدير ممتاز وجيد جدًا فقط، لتقليل الأعداد فى إطار الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس.

1- جامعة الأزهر

ولأول مرة تدخل جامعة الأزهر بيزنس السكن الاقتصادى مستغلة أزمة كورونا، وهو سكن يتوافر به قاعة للمكتبة، ومطعم خاص، ويتم تسكين 3 طالبات فقط بالغرفة الواحدة، وتوجد بوابة خاصة لدخول وخروج الطالبات، مع إحاطة المبنى بسور يفصل عن سكن البنين، ولم يتم الإعلان عن الأسعار إلى الآن.

وقررت الجامعة استبعاد المتقدمين بتقدير جيد، ما أثار أزمة خاصة بين طلاب الصعيد الذين تقدم عدد كبير منهم بشكاوى لرئيس الجامعة للنظر لهم بعين الرأفة، خاصة فى ظل ما يتعرضون له من استغلال من جانب السماسرة، فى حين يصل سعر الغرفة إلى 5000 جنيه شهرياً بمدينة نصر.

وطالب المتضررون بمنحهم فرصة التقديم للسكن الاقتصادى الجديد، فى ظل الظروف الاستثنائية هذا العام الذى يشهد تفشى للوباء وضيق حال الأهالى.

ووضعت جامعة الأزهر لائحة تأديبية جديدة تخض محظورات السكن بالمدن الجامعية، والتى قد يؤدى تجاهلها إلى الطرد دون رجعة.

وأشهر الأماكن التى تتيح سكن لطلاب وطالبات جامعة الأزهر هى الحى السادس والسابع والعاشر والزهراء، ويكون الإيجار بالغرفة أو السرير بسبب غلاء الأسعار بها، خاصة مع وجود شرط لتسكين طلاب المرحلة النهائية بالمدينة الجامعية وهو حصول الطالب على امتياز، ما زاد أعداد الباحثين عن سكن خارجى.

وتتراوح الأسعار ما بين 3 إلى 6 آلاف جنيه للشقة حسب موقعها ومساحتها، كما يوجد سكن باليوم بجوار الجامعة أو فى الحى السادس، وهناك بالسرير الذى يصل سعره إلى 550 جنيهاً شهرياً، وهناك شقق تتكون من 3 غرف بها 8 طالبات، وأحيانا تصل إلى 10 بنات بإيجار 3 آلاف جنيه شهرياً، ومثلها تأمين.

2- الجامعات الحكومية

واستغلت جامعة عين شمس احتياج الطلاب للإنترنت لتعلن عن توافر شبكة واى فاى قوية، وثلاجة، وشاشة تليفزيون بالسكن الفندقى والمميز، مع تحديد 2 أو 3 على أقصى تقدير للسكن بالغرفة الواحدة، لتحقيق التباعد والنظافة ومنع العدوى، وذلك بسعر 3000 جنيه شهرياً للمميز، و4000 للفندقى.

وبدأ سماسرة السكن استغلال تلك الأسعار للإعلان عن شقق بها مميزات أعلى وبسعر مقارب للمدينة الجامعية.

ومعظم المساكن المتاحة للإيجار بمنطقة عين شمس تتواجد بميدان العباسية، ومنشية الصدر، وحدائق القبة، والدمرداش، ويكون الإيجار بالسرير الذى يصل سعره إلى 550 جنيهًا شهرياً، أو إيجار بالغرفة بسعر ألف جنيه، أو شقة غرفتين وصالة بسعر 3 آلاف جنيه.

وكان عدم قبول المدينة الجامعية بكفر الشيخ العديد من الطلاب رغم تطابق الشروط عليهم مثيرًا للغضب، وتقدم الكثيرون بشكاوى من عدم وجود معايير ثابتة للقبول.

يقول إبراهيم السعيد، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة، إنه مستوف لكل شروط التقدم ويبعد منزله عن الجامعة مسافة 71 كيلو متراً، وتقديره جيد جدًا، إلا أنه رفض هو ومجموعة كبيرة من زملائه بسبب زيادة أعداد المتقدمين، وهو ما تحت رحمة السكن الخاص الذى يبدأ من 2000 جنيه شهرياً، بجانب المصاريف اليومية والسفر أسبوعيًا، وهذا يكلف الأسره فوق طاقتها وناشد رئيس الجامعة من خلال هاشتاج «المدينة حقى» للنظر بعين الرأفة للطلاب المغتربين.

وتقدم الكثيرون من أولياء الأمور مؤخرًا بشكاوى للإدارات الجامعية الخاصة بسبب استغلال أبنائهم القادمين من محافظات بعيدة ليسكنوا بأسعار تصل إلى 3 آلاف جنيه للسرير الواحد فى الشقق المفروشة، خاصة فى المدن الجديدة.

وفى جامعة القاهرة لم تجد «تقى» الطالبة بالمرحلة الرابعة بكلية الطب، والتى أتت من الفيوم أمامها سوى البحث عن شقة بسعر معقول بالقرب من الجامعة بالاشتراك مع أخريات.

وتروى أنها بحثت لمدة شهر عن شقة مناسبة، بادئة بمنطقة بين السرايات باعتبارها الأقرب للجامعة، وتشتهر بوجود عدد كبير من السماسرة، وكان المتاح أمامها شقق يسكنها 10 طالبات ويتم تأجيرها بالسرير، كما شاهدت جراجًا تم تحويله لشقة، وشاهدت أيضاً شقة تعيش بها سيدة فى غرفة بمفردها وتقوم بتأجير باقى الغرف، وأخيراً استأجرت سريرًا فى شقة لمدة عام بقيمة 400 جنيه شهرياً، وأوضحت أن كليتها عملية وتذهب للشقة للنوم فقط، وأغلب من يسكنون معها طالبات من كليات عملية، لكنها استطاعت هذا العام تأجير شقة مع 3 بنات أخريات مقابل 1500 جنيه شهرياً، وكان العقد لمدة عام، ثم انتقلت لشارع فيصل فى شقة إيجار مقابل 2000 جنيه مقسمة على 4 بنات.

فيما أكدت «عفاف» الطالبة بالمرحلة الرابعة بكلية الإعلام، مغتربة من محافظة الشرقية، أنها بدأت رحلة البحث عن شقة بمنطقة بين السرايات قائلة: «كانت أقل شقة شوفناها دور أرضى، والمالك كان صعب التعامل، وأول ما دخلنا السرير وقع، وبعدين اكتشفنا أن خرطوم غاز الأنبوبة بيسرب»، وكان ذلك بالصدفة حيث قامت بمعاونة زملائها الست بتغيير الأنبوبة أكثر من 3 مرات فى الشهر، ثم قررن الانتقال منها بعد قضاء حوالى 6 أشهر إلى شقة بالدقى كان أثاثها «متكسر»، ورغم وعد صاحب الشقة بإصلاحها عند الاستلام وبعد أخذ مقدم الإيجار أخلف وعده، ما جعلهن يطالبن بالمقدم.. تضيف عفاف: «كان يومًا صعبًا علينا، خرجنا واحنا بنبكى لا نعلم أين نذهب».. «اتسحبنا ورجعنا الشقة القديمة بعد الساعة 11 بالليل علشان نبات فيها دون إخبار صاحبها بدل ما نبات فى الشارع»، ثم عاودنا البحث على شقة فى شارع فيصل حتى وصلنا لواحدة بقيمة 1200 جنيه شهرياً.

وأكدت «ميسون» الطالبة فى مرحلة تمهيدى ماجستير بكلية الإعلام، مغتربة من محافظة الإسماعيلية، أنها ظلت عامين تتنقل بين الشقق حتى وصلت لسكن آمن بمنطقة بين السرايات الشعبية والتى تشهد استغلالاً غير طبيعى من السماسرة والملاك للطالبات المغتربات.

تروى «ميسون» أنها استأجرت سريرًا فى شقة بها 7 بنات مساحتها 3 غرف، مقابل 400 جنيه شهرياً، وكان صاحب المكان يؤجر السرير باليوم فى حالة سفر إحداهن لأهلها.

3- الجامعات الخاصة

واستغلت بعض الجامعات حرص الطلاب وأولياء أمورهم على توفير سكن نظيف يحقق التباعد الاجتماعى، وبدأت بالإعلان عن سكن مميز وفندقى يتراوح ما بين 2000 إلى 4000 جنيه شهرياً.

ودخلت الجامعات الخاصة بيزنس الجائحة بإنشاء جامعة مصر الدولية بمدينة العبور مبنى سكنى للذكور وآخر للإناث لتأجيره طوال العام الدراسى مقابل 2000 جنيه شهريًا للغرفة الواحدة، على أن يتشاركها 3 أفراد بحد أقصى.

وبررت الجامعة رفع أسعار السكن بتجهيزه على مستوى فندقى يوفر الوقاية من العدوى والراحة، والأمان لوجود أفراد أمن مسئولين عن كل مبنى طوال 24 ساعة، مع تحديد مواعيد للدخول والخروج.

وتشترط الجامعة أن يكون المتقدمين من محافظات بعيدة، مع تخصيص باصات تسهل انتقال الطلبة الذين يسكنون محافظات الجيزة والقاهرة والقليوبية مقابل اشتراكات شهرية.

وفى جامعة بدر قررت الإدارة إنشاء مبنى سكنى يشترط دفع تأمين مبدئى قدره 3 آلاف جنيه يرد مع نهاية السنة، ويتم تقسيمه بين الطلبة المستأجرين لكل شقة، على أن يسكن بالشقة الواحدة 5 أفراد بحد أقصى مقابل إيجار شهرى قدره 1500 جنيه لكل طالب، وتذهب الحصيلة لصالح خزينة الجامعة.

وأجرت الجامعة منذ عدة أيام انترفيو للراغبين فى الاستفادة من الخدمة، لدراسة ظروفهم المعيشة والمستوى الاجتماعى بجانب محيطهم السكنى لاختيار الأحق منهم.