حنا: جريمة الاعتداء على كنيسة النوتردام عمل إرهابي يتناقض مع القيم الإنسانية

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


أعرب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح اليوم، عن شجبه واستنكاره ورفضه للعملية الإجرامية الإرهابية التي استهدفت كنيسة النوتردام في مدينة نيس الفرنسية وقد أدى هذا الحادث المأساوي إلى استشهاد عدد من الاشخاص المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى انهم تواجدوا في هذه الكنيسة التي قمت بزيارتها قبل عدة سنوات لدى زيارتي إلى فرنسا.

وتابع: "أننا نعزي ذوي الشهداء ونعزي الكنيسة الكاثوليكية في فرنسا سائلين الله بأن يرحمنا جميعا وان يفتقد البشرية بأسرها برحمته ورأفته،ان هذا العمل الارهابي الخارج عن السياق الانساني والاخلاقي والحضاري يجب ان نستنكره جميعا فلا يجوز التعدي على دور العبادة واستهداف المدنيين واعمال من هذا النوع انما تزيد وتؤجج من خطاب الكراهية والتحريض هذا الخطاب الذي نرفضه جملة وتفصيلا".

وأضاف: "وفي الوقت الذي فيه نرفض اي تطاول على الاديان ورموزها فإننا نرفض ايضا هذه الافعال الاجرامية التي لا تمثل اية قيمة دينية او اخلاقية او انسانية"، وأن هذه الاحداث ان دلت على شيء فهي تدل على ضرورة ان يتداعى العقلاء والحكماء والعلماء ورجال الدين من مختلف المذاهب والاديان بهدف تكريس ثقافة المحبة والسلم الاهلي والاخوة الانسانية.

وتابع: "نحن لا نعاني فقط من وباء الكورونا بل نعاني ايضا من وباء اخطر منه وهو الكراهية والتعصب ومحاولة البعض اثارة الضغينة والكراهية في مجتمعاتنا من خلال بث سمومهم وتحريضهم وكراهيتهم"، مضيفا: اننا نرفض اي خطاب يحث على الكراهية والعنف ايا كان مصدره وايا كانت الجهة التي تروج له واعتقد بأننا جميعا يجب ان نتصدى لخطاب الكراهية والتطاول على الرموز الدينية بخطاب انساني يكرس القيم الاخلاقية والايمانية النبيلة بعيدا عن ثقافة الكراهية والعنف والقتل.

واستكمل، ان ما يحدث مؤاخرا في فرنسا وفي غيرها من الاماكن يؤكد ضرورة العمل المشترك بين المثقفين والعقلاء والحكماء ورجال الدين ومن كل الاديان من اجل تكريس ثقافة ملؤها التسامح وقبول التعددية،لا اعتقد بصراع الاديان والحضارات فمن خلال وجود العقلاء والحكماء يمكن لهذه الحضارات والاديان ان تتفاعل فيما بينها خدمة للانسانية لان هنالك قواسم مشتركة توحدنا جميعا كأبناء للاسرة البشرية الواحدة فالله هو خالقنا جميعا وفي خلقه لم يميز بين انسان وانسان، كما ان الانسان لم يُخلق لكي يكون داعية للشر والكراهية والعنصرية والحقد بل خلق لكي يكون داعية للمحبة والرحمة والاخوة والسلام والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان.

وأختتم: نرفض اي تطاول ومساس بالاديان ورموزها كما اننا نرفض العنف واللجوء الى القتل بأي شكل من الاشكال لان هذا يتناقض وقيمنا الاخلاقية وما ننادي به دوما بأن "الله محبة ".