هددت باستخدام القوة.. تركيا تشعل صراع شرق المتوسط

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


استفزازات متواصلة ما تزال تركيا تتبناها في مواقفها التي طالما تسببت في تأجيج الصراع، فى منطقة شرق البحر المتوسط، التي تشهد توترات عدة، على خلفية قيام أنقرة بالتنقيب عن موارد الطاقة، والغاز الطبيعي، في المناطق الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، ضاربة بكل الاتفاقات والقوانين الدولية عرض الحائط، كما لم تبد اهتماما لأصوات المجتمع الدولي الذي يدعوها باستمرار إلى التخلي عن تحركاته الأحادية في المنطقة، والكف عن استفزاز دول الجوار، واللجوء إلى طاولة المفاوضات واتخاذ السبل الدبلوماسية لبحث الأزمة وإيجاد الحلول المناسبة لها.

فكلما استقرت الأمور نسبيا فى منطقة شرق المتوسط، تخرج تركيا بعمل استفزازي جديد، يعيد إشعال الأزمة، وتأجيج الصراع من جديد، فتارة تجرى مناورات عسكرية لاستعراض القوة، وتارة ترسل سفنها للبحث والتنقيب عن موارد الطاقة في مناطق غير تابعة لها، وتارة أخرى تثير حفيظة اليونان، من خلال تصريحات استفزازية، على لسان مسئوليها، أو من خلال القيام بإجراء غير مقبول، مثلما حدث من تعمد تعطيل طائرة حكومية، تقل وزير الخارجية اليوناني، من العراق، وتركها تحلق لمدة 20 دقيقة، قبل منحها الإذن بعبور الأجواء التركية.

تهديد باستخدام القوة

وبعد أيام قلائل من إعلان تركيا، قرارها بتمديد فترة عمليات المسح التي تجريها سفينتها "عروج رئيس" حتى الرابع من شهر نوفمبر المقبل، صدرت تصريحات استفزازية جديدة عن حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، الذى أعلن أن بلاده تستطيع الرد المناسب على الأطراف الساعية لفرض الأمر الواقع فى منطقة شرق البحر المتوسط.

عمر جليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، قال إن أنقرة لن تسمح باستغلال اليونان للمفاوضات لفرض أمر واقع، بحسب وكالة "الأناضول التركية".

وأضاف جليك، عقب اجتماع للجنة التنفيذية للحزب برئاسة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن باب التفاوض مع اليونان مفتوح دائما، فى حال تخلت عن محاولات فرض الأمر الواقع، لافتًا إلى أن سفينة عروج رئيس تجرى أنشطة المسح فى الفترة بين 25 أكتوبر، و4 نوفمبر المقبل، على بعد 440 كيلو مترًا من السواحل اليونانية، و130 كيلو مترًا من السواحل التركية.

وأكد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركى أن أنشطة التنقيب التى تجريها أنقرة فى منطقة شرق المتوسط تستهدف حماية مصالحها، وحقوق شمال قبرص التى تحتلها تركيا منذ 1974.

تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية

وقبل يومين، أجرت القوات الجوية التركية تدريبات بالذخيرة الحية فى منطقة شرق المتوسط.

وذكرت وزارة الدفاع التركية، عبر حسابها الرسمى على موقع "تويتر"، أن زوارق هجومية تابعة للقوات البحرية، ومروحيات قتالية تابعة للقوات البرية، نفذت تدريبات مشتركة فى منطقة شرق المتوسط بنجاح.

اتهامات يونانية وإجراءات قبرصية

من جهته، جدد وزير الخارجية اليونانى، نيكوس دندياس، اتهامه لتركيا بتدمير أى أمل فى إجراء محادثات بناءة، من خلال تحركاته الأحادية، وخطواتها الاستفزازية التى تتخذها فى منطقة شرق المتوسط.

وقال وزير الخارجية اليونانى إن أنقرة تحاول تدمير أى احتمال للحوار البناء، عن طريق حجز مناطق داخل الجرف القارى اليونانى بشكل غير قانونى لإجراء عمليات مسح زلزالية غير قانونية، أو من خلال الاستفزاز بالزيارة غير القانونية لنائب الرئيس التركى إلى فاروشا المحتلة.

أما قبرص، فقد أعلنت أنها بصدد اتخاذ إجراءات ضد تركيا، فى حالة عدم توقف اعتدائها فى منطقة شرق المتوسط.

تمديد فترة عمل السفينة "عروج رئيس"

وكانت تركيا، قد أعلنت يوم الأحد الماضى، قرارها بتمديد فترة عمليات المسح التى تجريها سفينتها "عروج رئيس" حتى الرابع من شهر نوفمبر المقبل.

وبحسب موقع "روسيا اليوم"، أشار إخطار صادر عن البحرية التركية، إلى أن السفينة "عروج رئيس" والسفينتين "أتامان" و"جنكيز خان" ستواصل العمل فى منطقة تقع إلى الجنوب من جزيرة رودس اليونانية، حتى الرابع من شهر نوفمبر المقبل، وذلك بعد أن مددت أنقرة قبل أيام أعمال المسح في المنطقة حتى 27 أكتوبر، حسب إخطار سابق.

عقوبات اقتصادية أوروبية

على المستوى الأوروبى، كانت دول الاتحاد الأوروبى، البالغ عددها 27 دولة، قد هددت أنقرة بفرض عقوبات عليها، بسبب سياساتها العدوانية التى تؤجج الصراع فى المنطقة.

وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، من أنه إذا واصلت أنقرة أنشطتها غير القانونية، فسيتم استخدام كل الوسائل المتاحة، مضيفة أنه جرى إعداد عقوبات اقتصادية وهى جاهزة للتنفيذ فورًا.

وبعد تمادى الجانب التركى فى سياساته العدوانية، بات من المحتمل أن تقوم دول الاتحاد باتخاذ إجراء سريع لردع أنقرة، ومنعها من استئناف أنشطتها فى المنطقة، واستفزاز دول الجوار، ومن الممكن أن تشمل تلك التحركات فرض عقوبات اقتصادية، بحسب ما سبق أن أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.