صحيفة صومالية: هناك مخطط إرهابي قطري تركي بمقديشو

عربي ودولي

بوابة الفجر



فضحت صحيفة "سونا تايمز" الصومالية مخططاً تركياً- قطرياً- إيرانياً، لتكوين قوة إرهابية في الصومال، تتبع فرع التنظيم الإرهابي وتسير على درب حزب الله اللبناني، ليصبح هدفها الأساسي القيام بعمليات تخريبية في الإقاليم الصومالية التي تناوئ السياسة القطرية - التركية ومشروع الإخوان الإرهابي التوسعي... 

 

وكشفت الصحيفة النقاب عن أن أموال قطر لعبت دوراً كبيراً في الخطوة المتهورة التي أقدمت عليها حكومة مقديشو مطلع الشهر الجاري، بطرد مبعوث الأمم المتحدة إلى البلاد نيكولاس هايسوم، بعد نحو أربعة أشهر فحسب على اختياره لهذا المنصب.

 

وأشارت المصادر - في تقريرٍ تحليليٍ نشرته الصحيفة إلى أن الأموال التي يغدقها النظام القطري على حكومة مقديشو، وراء اتخاذ مثل هذه التحركات، التي تؤلب عليها المجتمع الدولي والقوى الكبرى على الساحة الإقليمية.


 
 

وأبرزت الصحيفة في تقريرها كون قطر إحدى الدول القليلة في العالم التي غضت الطرف عن المبررات الواهية التي قدمتها حكومة مقديشو لطردها هايسوم في الثاني من الشهر الجاري بدعوى تدخله في الشؤون الداخلية للصومال.


 
 

وشدد التقرير على أن أسباب هذا القرار - الذي احتفت به وسائل الإعلام القطرية - أبعد ما تكون عن حماية «استقلال البلاد»، بل ترتبط بالممارسات القمعية التي يتحكم فيها فهد ياسين، المراسل السابق لقناة «الجزيرة» المملوكة لنظام الدوحة، والذي يضطلع حالياً بأدوارٍ أمنيةٍ واستخباراتيةٍ مشبوهةٍ في الصومال.


 
 

ومن بين أحدث هذه الممارسات - بحسب «سونا تايمز» - ما وقع في مدينة بيداوا غربي مقديشو مؤخراً، من مقتل 15 شخصاً على الأقل على يد قوات الأمن، خلال احتجاجاتٍ أعقبت اعتقال مرشحٍ رئاسيٍ لولاية جنوب غرب الصومال، وهو ما كان محوراً لرسالةٍ مؤرخةٍ في الثلاثين من ديسمبر الماضي، وجهها المبعوث الأممي إلى وزير الأمن الداخلي في الحكومة الفيدرالية الصومالية، وسُرَبت إلى وسائل الإعلام المحلية.

 

وطلب هايسوم في رسالته الحصول على توضيحاتٍ بشأن التقارير التي تؤكد ارتكاب قوات الأمن الصومالية المدعومة من الأمم المتحدة، انتهاكاتٍ جسيمةً لحقوق الإنسان في تعاملها مع محتجي بيداوا، وهو ما رد عليه نظام مقديشو بعد أيامٍ قليلةٍ، بإصدار بيانٍ يعتبره فيه «شخصاً غير مرغوبٍ فيه».


 
 

وقالت الصحيفة إن حكومة مقديشو تحاول دائماً تصوير الأمم المتحدة على أنها «قوةٌ أجنبيةٌ شريرةٌ» تسعى إلى تقويض سيادة واستقلال بلاده، وهو الأمر الذي لم يحرك الوفد القطري لدى المنظمة الأممية ساكناً للاعتراض عليه.

 

وشدد التقرير - الذي أعده المحلل السياسي الصومالي محمود ألصو - على أن المساعدات المالية والعينية السخية التي تقدمها الدوحة ساعدت فهد ياسين - الذي يُعرف بأنه رجل «نظام الحمدين» في الصومال ومهندس مؤامراته هناك - بأن يكون أحد أهم أركان المنظومة الحاكمة في مقديشو.


 
 

وأبرز تقرير الصحيفة في هذا الصدد تبوء ياسين منصباً استخباراتياً رفيعاً في الوقت الحالي، بعد أن ظل حتى قبل شهورٍ قليلةٍ رئيساً للديوان الرئاسي في قصر الحكم المعروف باسم «فيلا صوماليا»، موضحاً أن العميل القطري بات يرأس في الوقت الراهن وكالة الاستخبارات الوطنية، في مسعى على ما يبدو لإحكام سيطرة نظام تميم بشكلٍ غير مباشرٍ، على القوى الأمنية والعسكرية في هذا البلد.

 

وبدأت علاقة النظام القطري بـ «ياسين» - المقرب من حركتيْ «الشباب» و«الإصلاح الإسلامي» الإرهابيتين في الصومال - قبل عقود، وشملت تلقيه تدريباً استخباراتياً في قطر، وأدار فهد ياسين برنامجاً يتم في إطاره تجنيد مئات الشبان الصوماليين، للحصول على تدريبٍ عسكريٍ في الدويلة المعزولة، ليصبحوا في نهاية المطاف «فيلقاً أجنبياً تابعاً للجيش القطري»، كما تورط في نقل ملايين الدولارات من جهاتٍ قطريةٍ متورطةٍ في تمويل الإرهاب إلى حساباتٍ مصرفيةٍ تخص أشخاصاً على صلةٍ بالتنظيمات المتطرفة.


 
 

وشددت «سونا تايمز» على أن «المال الأسود القادم من دولة قطر.. يؤدي إلى تعزيز الفساد والمحسوبية واستخدام العنف والترهيب وتشويه الحقائق والقضاء على استقلالية السلطة القضائية ووسائل الإعلام الحرة في مقديشو».