مددت فترة عمل سفينتها.. تركيا تشعل أزمة شرق المتوسط

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


لا تزال تركيا تسعى إلى تأجيج الصراع فى منطقة شرق البحر المتوسط، التى تشهد توترات عدة، نتيجة للتدهور الملحوظ فى العلاقات مع دول الجوار، بسبب قيام أنقرة بعمليات المسح والتنقيب عن موارد الطاقة والغاز الطبيعى، فى المناطق الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، ضاربة بكل الاتفاقات والقوانين الدولية عرض الحائط.

وتواصل أنقرة تحركاتها الأحادية، وخطواتها الاستفزازية، دون اهتمام توليه للمطالبات الدولية والأوروبية، بالتخلى عن استفزاز أثينا، واللجوء إلى التفاوض.

تمديد فترة عمل السفينة "عروج رئيس"

وأعلنت تركيا، اليوم الأحد، قرارها بتمديد فترة عمليات المسح التي تجريها سفينتها "عروج رئيس" حتى الرابع من شهر نوفمبر المقبل.

وبحسب موقع "روسيا اليوم"، أشار إخطار صادر عن البحرية التركية، في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، إلى أن السفينة "عروج رئيس" والسفينتين "أتامان" و"جنكيز خان" ستواصل العمل في منطقة تقع إلى الجنوب من جزيرة رودس اليونانية، حتى الرابع من شهر نوفمبر المقبل، وذلك بعد أن مددت أنقرة قبل أيام أعمال المسح في المنطقة حتى 27 أكتوبر، حسب إخطار سابق.

تحركات أوروبية

على المستوى الأوروبى، كانت دول الاتحاد الأوروبى، البالغ عددها 27 دولة، قد هددت أنقرة بفرض عقوبات عليها، بسبب سياساتها العدوانية التى تؤجج الصراع فى المنطقة.

وحذرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، من أنه إذا واصلت أنقرة أنشطتها غير القانونية، فسيتم استخدام كل الوسائل المتاحة، مضيفة أنه جرى إعداد عقوبات اقتصادية وهي جاهزة للتنفيذ فورًا.

وبعد تمادى الجانب التركى فى سياساته العدوانية، بات من المحتمل أن تقوم دول الاتحاد باتخاذ إجراء سريع لردع أنقرة، ومنعها من استئناف أنشطتها فى المنطقة، واستفزاز دول الجوار، ومن الممكن أن تشمل تلك التحركات فرض عقوبات اقتصادية، بحسب ما سبق أن أعلنته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

تركيا تعاود التنقيب

فبعد سحب تركيا سفينتها "عروج رئيس" من منطقة شرق المتوسط إلى السواحل التركية، وتحديدا ميناء أنطاليا، الواقع جنوب تركيا، فى خطوة لاقت ترحيبا يونانيا، أعلنت البحرية التركية، يوم الإثنين 12 أكتوبر، أن السفينة التركية سوف تستأنف عملها فى المنطقة حتى يوم 22 أكتوبر الحالى، الأمر الذى أثار غضب اليونان.

ويبدو أن التحرك التركى، ما هو إلا استكمال لسلسلة الاستفزازات التى كان المسئولون التركيون قد أعلنوا عنها، فى أعقاب سحب سفينة "عروج رئيس"، إذ إن وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، كان قد قال إن بلاده لم تتراجع عن أنشطتها البحثية شرق المتوسط، وأن سفينة البحث التركية "عروج رئيس" عادت إلى ميناء أنطاليا التركى من أجل إجراء أعمال الصيانة فقط.

أما وزير الدفاع التركى، خلوصى آكار، فقال إن انسحاب سفينة التنقيب "عروج رئيس" لا يعنى تراجع أنقرة عن حقوقها هناك، مؤكدا أن السفينة ستنفذ تحركات أخرى في المنطقة وفقا للخطة المرسومة.

رفض دولى

وردا على التحركات التركية، ندد وزير الخارجية اليونانى، نيكوس داندياس بما وصفه بـ"تصعيد كبير" و"تهديد مباشر للسلام والأمن".

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قال وزير الدولة اليوناني، جورج جيرابتريت: "اليونان لن تشارك في أي محادثات، طالما عروج رئيس والسفن المرافقة لها ستكون في المكان".

وعززت ألمانيا الضغط على أنقرة للتوقف عن ممارساتها الاستفزازية.

وفى بيان له، قال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، الذي زار اليونان وقبرص، اليوم الثلاثاء: "إذا جرت فعلا عمليات استكشاف تركية جديدة للغاز في المناطق البحرية المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط، فستكون هذه انتكاسة كبرى لجهود خفض التصعيد".

وأضاف وزير الخارجية الألمانى: "على أنقرة أن تضع حدًا لدوامة التهدئة والاستفزاز إذا كانت الحكومة مهتمة بإجراء محادثات، كما أكدت أكثر من مرة".

ودعت ألمانيا إلى عدم إغلاق نافذة الحوار التي فتحت للتو مع اليونان بسبب التحركات الأحادية الجانب.

أما وزارة الخارجية الأمريكية، فقد استنكرت التحرك التركي للتنقيب عن الطاقة في شرق المتوسط.

وقالت الخارجية الأمريكية إن التحركات التركية تثير التوتر بشكل أحادي الجانب في المنطقة، وتعقد بشكل متعمد استئناف المحادثات الاستطلاعية المهمة بين اليونان وتركيا.

وطالبت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، تركيا بإنهاء هذا الاستفزاز المتعمد والبدء على الفور في محادثات استطلاعية مع اليونان.

استفزازات متواصلة

وفى يوم الأحد 18 أكتوبر الحالى، وفى إجراء جديد، من شأنه استفزاز اليونان، أعلنت تركيا خريطة تحدد منطقة مسئوليتها عن عمليات البحث والإنقاذ، فى وسط بحر إيجه، تشمل سواحل جزر يونانية، وهو ما أثار غضب أثينا.

وبحسب بيان نشره عادل قره إسماعيل أوغلو، وزير النقل التركي، عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر"، فإن تركيا ستستجيب لاستغاثة السفن التى تتعرض للغرق، عندما يرسلون إشارة طوارئ من مناطق على بعد أميال قليلة من جزر يونانية، مثل ميكونوس، أو سانتورينى، أو كريت، فى وسط بحر إيجه.

وجاء في تغريدة وزير النقل التركى: "تحية للفاتح ويافوز وكنونى.. قمنا بتوسيع منطقة مسؤولية البحث والإنقاذ لتشمل مناطق البحث لسفننا الوطنية العاملة فى شرق البحر الأبيض المتوسط"، مضيفا: "تهانينا على خطتنا الوطنية الجديدة للبحث والإنقاذ لبلدنا".

فى المقابل، أدانت وزارة الخارجية اليونانية، إعلان تركيا توسيع منطقة مسئوليتها فى البحث والإنقاذ، فى وسط بحر إيجة.

وأعلنت الخارجية اليونانية، أن أنقرة تخلق حالة من الارتباك وتعرض أرواح البشر للخطر، مؤكدة على أن المنظمة البحرية الدولية، ومنظمة الدولية للطيران المدنى، قد أوكلتا اليونان مهمة البحث والإنقاذ فى بحر إيجة لأكثر من 70 عاما.

كما أكدت وزارة الخارجية اليونانية أن الحكومة التركية تضيف قضية أخرى إلى القائمة الطويلة لمطالباتها غير القانونية في بحر إيجه.

صفعة دبلوماسية

ووجهت اليونان صفعة دبلوماسية جديدة لتركيا، ردا على الاستفزازات التى تمارسها، وعلى مساعيها نحو تأجيج الصراع فى منطقة شرق المتوسط.

وطلبت اليونان من الاتحاد الأوروبى، يوم الثلاثاء 20 أكتوبر الحالى، تعليق اتفاق الاتحاد الجمركى بين بروكسل وأنقرة.

وبحسب وكالة "فراس برس"، وجه وزير الخارجية اليونانى، نيكوس ديندياس، خطابًا إلى مفوض سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، أوليفر فاريلي، أكد فيه أن الاتحاد الأوروبى عليه النظر فى تعليق الاتفاق الجمركى، الذى أبرمه مع تركيا وجاء التحرك اليونانى ردًا على انتهاكات تركيا المتكررة للاتفاق.