رامى المتولى يكتب: مهرجان الجونة «4».. 5 أفلام تستحق المشاهدة فى المسابقة الدولية

مقالات الرأي



لا شك أن العام الجارى صعب على صناعة السينما بكل روافدها، فقد أثر فيروس كوفيد- 19 على مظاهر الحياة وفرض حصارًا على الأنشطة طوال العام فى العالم بأكمله، المهرجانات الدولية العريقة توقفت وغيّرت شكل أنشطتها، الأمر الذى أثر سلبًا بدوره على تمويل وتوزيع الأفلام وكذلك الجوائز الممنوحة لها، والتى تمنحها دفعة إضافية فى شباك التذاكر فى العالم وبالتالى قدرة هذه الأفلام على استمرار منافستها فى خط الجوائز الممتد عادة من عام المشاركة وحتى الشهور الأولى من العام الذى يليه.

لكن كوفيد- 19 وأضراره توقفت عند فينسيا السينمائى الدولى، المهرجان الأقدم فى العالم والذى انطلقت فعاليات دورته الـ77 فى شهر سبتمبر الماضى وسط ترقب ومتابعة عالمية، ونجح فى إتمام الدورة بإجراءات السلامة والوقاية من الفيروس، ليعلن المهرجان انتصار السينما، الحال ذاته مع الاختلافات بالنسبة لمصر ومهرجان الجونة الذى تعد دورته الرابعة التى تنطلق فعالياتها غدًا وتعتبر اول فعالية سينمائية كبرى فى مصر، والتى ينتظرها الكثير من المهتمين بالسينما والصناعة لكسر حالة الجمود التى فرضتها ظروف عام 2020 الاستثنائية.

مهرجان فينسيا فى دورته الـ77 منح الأمل لعودة الحياة، ومعظم اختياراته الجيدة موجودة فى برنامج الدورة الرابعة لمهرجان الجونة السينمائى، على رأسها فيلم الافتتاح «الرجل الذى باع ظهره» أو The Man Who Sold His Skin من إخراج وتأليف التونسية كوثر بن هنية، وبطولة يحيى مهاينى ومونيكا بيلوتشى وكوين دى باو، عن الشاب السورى سام الذى هرب إلى لبنان هربًا من الحرب فى بلده الأم، أملا فى الحاق بحبيبته فى أوروبا، لكن يُرفض منحه التأشيرة فيلجأ إلى اتفاق مع فنان أمريكى معاصر كان يحضر معرضًا فنيًا فى لبنان مما يغير حياتهما معًا، الفيلم يمثل جزءًا من منظومة الدعم الذى يمنحه المهرجان لصناعة السينما، حيث شارك الفيلم فى منصة الجونة كمشروع فى مرحلة التطوير، وبالأمس القريب شارك فى مهرجان فينسيا وحصد يحيى مهاينى جائزة قسم آفاق أفضل ممثل، وترشحت كوثر لجائزة آفاق أفضل مخرجة، وغدًا الفيلم يفتتح الدورة الرابعة للمهرجان.

فيلم عربى آخر مرتبط بمهرجان فينسيا وينافس على جوائز المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة وهو «200 متر» أو 200 Meters، أيضًا هذا الفيلم شارك فى منطلق الجونة فى مرحلة التطوير فى الدورة الأولى، وحصد جائزة أختيار الجمهور من خلال مشاركته فى أيام مهرجان فينسيا السينمائية، ويحكى الفيلم قصة زوجين فلسطينيين، الحواجز الأمنية تصعب حياتهم بشكل كبير، حيث يفصل بين قريتيهما جدار حاجز وعلى الرغم من أن المسافة بينهما 200 متر، إلا أن الزوج مصطفى لا يستطيع الذهاب لزوجته وابنه المريض بعد رفض مروره من النقطة الأمنية.

فيلم «الروابط» أو The Ties أفتتح الدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا، وكان أول فيلم إيطالى يفتتح المهرجان منذ سنوات عديدة، وحصد جائزة تمنح للمرة الأولى من خلال المهرجان وهى RB Casting Award، الفيلم من إخراج دانيلى لوكيتى، وتدور أحداثه فى الفترة من أوائل ثمانينيات القرن الماضى وحتى الآن، وهو عمر زواج ألدو وفاندا الذى يواجه تحديًا بسبب الخيانات المتكررة والمشاكل، الأمر الذى يسبب مشاكل لأولادهما، وينافس الفيلم فى المسابقة الرسمية للمهرجان.

فيلم إيطالى آخر هو «حكايات سيئة» أو Bad Tales يشارك فى منافسات المسابقة الدولية لمهرجان الجونة، وحصد جائزة الدب الفضى من مهرجان برلين السينمائى الدولى أحد اكبر 3 مهرجانات فى العالم مع مهرجان كان فى فرنسا، وفينسيا فى إيطاليا، تدور أحداث الفيلم فى مجتمع صغير ويبدو هادئًا جدًا، لكنه فى الحقيقة يضم حكايات سوداء ومحبطة وصراع أجيال نتج عنه غضب وعنف. فيلم «أستمع» أو Listen يشارك بدوره فى المسابقة الرسمية لمهرجان الجونة، وهو قادم من مهرجان فينسيا بترشيحات وجوائز متعددة وصل عددها سبعة، احداثه تدور حول أسرة مهاجرة من البرتغال إلى بريطانيا، تحديدًا فى ضواحى لندن حيث تعيش هذه الأسرة الصغيرة، وبسبب سوء فهم من معلمة ابنتهم الصماء، تتحول حياة الأسرة لجحيم بسبب تدخل الشئون الاجتماعية وتنتزع أطفالهم ظنًا منهم انهم يسيئون معاملتهم.