بالصور والأسماء.. القرى المنسية من «أولاد الدايرة»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


أعد الملف: عادل خشبة وخالد العسقلانى ونهى وجيه وموسى إبراهيم ومحمد أكرم دياب


مع بداية كل انتخابات برلمانية تنطلق وعود المرشحين للأهالى ويسعون لتقديم خدمات شخصية لمن يحتاجها، لكن أغلب تلك الوعود يتحول أغلبها إلى رماد بعد فوز المرشح، وهو ما شهدته الدورات البرلمانية المتعاقبة، وتدور أغلب الوعود حول تطوير القرى المنسية التى تتراكم المشكلات على أهلها، منها ما يحتاج للخدمات الأساسية مثل رصف الطرق، والصرف الصحى، وتوصيل المياه، وغيرها من خدمات البنية التحتية.

وترصد «الفجر» أهم القرى المنسية والتى تسقط دائماً من حسابات النواب بعد الفوز فى الانتخابات.

فى محافظة القليوبية وتحديداً بمركز بنها تعد قرية «عرب السبعات» التى تقع على حدود محافظة الشرقية من أكثر القرى المهمشة، لدرجة أن أهلها يؤكدون أن محافظ القليوبية لا يعلم عنها شيئاً، ومنذ 5 سنوات فقط عرفت القرية المياه العذبة، ولا تزال طرق القرية ترابية، إضافة إلى افتقارها إلى المدارس وارتفاع نسبة الأمية.

وفى زمام القليوبية أيضاً وتحديداً فى نطاق مركز أبوزعبل تقع منطقة «العكرشة»، والتى تعانى من نقص شديد فى الخدمات، ورغم كونها أكبر تجمع لمصانع إعادة تدوير القمامة فى المحافظة إلا أن أهلها يعانون من انتشار القمامة مع وجود مصرف مكشوف يسبب تلوثه، بالإضافة لما تصدره مصانع التدوير فى جعل المنطقة الأكثر تلوثاً فى المحافظة، ويطالب أصحاب المصانع المرشحون منذ سنوات بتقنيين أوضاعهم، إضافة إلى رصف الطرق، كما يطالب الأهالى بوجود وسائل مواصلات آدمية.

وبخلاف العكرشة هناك قرية «عرب العليقات» التى تتبع المركز ذاته، ويعانى أهلها من وعود المرشحين الوهمية لتزويدها بالخدمات التى تفتقرها، وكل مرشح بحسب ما قال الأهالى يقول إنه يضع القرية على رأس أولوياته، وهو ما يحدث فى كل انتخابات برلمانية.

وهناك قرية «المنية» التابعة لمركز الخانكة، والتى هربت من وعود المرشحين المزيفة واعتمدت على الجهود الذاتية فى التطوير، وتم وضع أعمدة إنارة بتبرعات الأهالى، وتبرع أحد الأثرياء بقطعة أرض تم بناء مكتب بريد عليها، وسعى الشباب لتطوير مركز الشباب بالنجيل، وبحث بناء سور بدلاً من الأشجار التى تحاوطه.

وفى مركز كفر شكر الذى كان دائرة مؤسس حزب التجمع خالد محيى الدين، تعانى عدد من القرى من نقص شديد فى الخدمات وينساها المرشحون دائما، وعندما يظهرون فإنهم يستخدمون المال السياسى فقط، ويعتمدون على كبار العائلات فى تلك القرى، ومنها قرية تصفا وكفر تصفا والزومرانية وكفر الولجا والبقاشيين.

وفى مركز طوخ تعانى 3 قرى من التهميش هى العبادلة، والدير، وزاوية بلتان، ويقول أحد أهالى الأخيرة إنها مهمشة منذ سنوات وطالب الأهالى لمدة 10 سنوات بإنشاء كوبرى للمشاة لمنع الحوادث على الطريق السريع حتى تم إنشاؤه.

أما قرية سوارس التى تنتج أعلى نسبة ألبان بمحافظة القليوبية، وبها ما يقارب من 50 ألف رأس ماشية، فيعانى سكانها من الكثير من المشكلات أهمها سوء الرعاية الصحية، والطرق غير الممهدة، وعدم وجود صرف صحى، ووجود رشاح الحجة نعيمة الذى يعد مصدراً للأوبئة، إضافة لعدم وجود عيادة بيطرية ما يضر بصناعة الألبان، وعدم وجود مستشفى قريبة.

وفى مركز قليوب تعانى قرية كفر أبو جمعة التى تعد مركزا لصناعة خزانات المياه، وتضم ما يقارب من 200 مصنع، يعانى أهلها من عدم وجود كوبرى للمشاة، وزيادة الحوادث.

وتعانى بنفس المركز قرى أخرى مثل قرية طنان، بالإضافة لقرى تقع على طريق القناطر المسمى بـ»خط 12» وتعد مركزا لصناعة الأثاث، وحتى الآن ما زالت طرقها ترابية، وليس بها وحدة صحية قريبة، إضافة لوجود المصارف المكشوفة التى تعد مصدراً للأوبئة، وينطبق الأمر ذاته على قرية بلقس وباسوس.

خارج الحيز العمرانى المتمدين والبهو العريق لديوان عام المحافظة، ما إن تتجه غرباً أو جنوباً سيقابلك ما لا يسر ناظريك، هنا فى شرق المحافظة حيث المزيج بين السهل الأخضر والجبل.

وبالتحديد بين طريقين صحراويين وعلى بعد بضعة كيلومترات من نهر النيل تقع قرية مسجد موسى التابعة إدارياً إلى مركز أطفيح بمحافظة الجيزة، ورغم كثرة المرشحين وأيضاً الأموال التى يتم إنفاقها على الدعاية الانتخابية إلا أن الكثير من أهالى الدائرة لا يرون أن هناك فائدة تذكر من وراء تلك اللافتات.

وبحسب بيانات وزارة التضامن الاجتماعى فإن معدلات الفقر داخل قرية مسجد موسى تتعدى الـ 75%.

ويتنافس ٣٦٢ مرشحاً على ٢٥ مقعداً بدوائر محافظة الجيزة البالغ عددها ١٢ دائرة انتخابية، فيما تبلغ الكتلة التصويتية ٥ ملايين و ٦٠٠ ألف صوت.

على الجانب الآخر من مركز أطفيح تقع قرية الصالحية، إحدى القرى الأكثر فقراً طبقاً لتصنيف وزارة التضامن الاجتماعى، هنا أيضاً يعيش الناس بالتكافل الاجتماعى.

وتتبع قرية منية الرقة مركز أطفيح جنوب محافظة الجيزة، وهو مركز فقير نسبياً ويعمل غالبية قاطنيه ما بين الزراعة ومصانع الطوب وأعمال البناء وتكسير الجبل، ويزيد تعداده عن 378 ألف نسمة بحسب إحصاء عام 2018، يعيش أغلبهم تحت خط الفقر، ويصل معدل البطالة فى مركز أطفيح إلى 13%، ولا يتجاوز متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى 3.9 ألف جنيه سنوياً، بينما يبلغ 7.1 ألف جنيه على مستوى المحافظة، ما يجعل المركز بيئة خصبة لنمو التيارات الإرهابية.

وتشهد أوسيم منافسة شرسة للفوز فى الانتخابات البرلمانية كالعادة، وهى مدينة متاخمة للطريق الصحراوى.

وعلى عكس المدينة لا يفضل أهالى قرية ولاد أبو لبدة التابعة لأوسيم خوض الانتخابات، ويقول أحد الأهالى: «مش مهتمين، ومحدش بيجى عندنا من الأساس، يمكن مرشح يجى بالغلط بس يدوب ياخد الشاى بتاعه ويمشى، منعرفش مين النائب هنا، ولا عايزين نعرف».

ولا يختلف الوضع كثيراً فى بعض قرى محافظة أسيوط، التى تعد أفقر محافظات مصر طبقا لإحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.

وتعد قرية عرب أبو كريم بالظهير الصحراوى بمركز ديروط واحدة من تلك القرى التى تعانى من نقص الخدمات، مثل الصرف الصحى والوحدة الصحية، ولم تشهد على مدار سنوات أى تطوير فى رصف الشوارع.

ونفس الحال بقرية القصير شرق التابعة لمركز القوصية، وأيضاً قرية قاو النواورة التابعة لمركز البدارى.

وقرية «منشية المعصرة» التابعة لمركز الفتح تعد من ضمن القرى الأكثر احتياجًا والتى تعانى من نقص الخدمات الأساسية وارتفاع لنسبة الأمية، ولا توجد بها وحدة إسعاف أو أى وسيلة للإسعافات الأولية، وكذلك الحال فى قرية عرب الكلاب.

وكان اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، أعلن عن اعتماد مبلغ 2.4 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» بمحافظة أسيوط بالمرحلة الثانية بعدد 90 قرية من القرى الأكثر احتياجاً، استكمالًا للمرحلة الأولى التى استهدفت 60 قرية.

فى مدينة الفيوم وبالتحديد بنطاق الدائرة الأولى ببندر ومركز الفيوم تجد قرى ومناطق وأحياء خارج نطاق اهتمامات المرشحين لأنها مكلفة مالياً وأصواتها لا تحرك ساكنا بالمقارنة بقرى وأحياء أخرى بعد تعديل تقسيم الدوائر.

وهناك قرى وأماكن تصل أصواتها إلى 18 و25 ألف صوت، ولا ينظر المرشح لقرى وعزب وأحياء لا يتجاوز أصواتهم ألفين أو 4 آلاف صوت.

ويتجاهل المرشحو ن زيارة أماكن وأحياء وقرى مثل «الصيفية و«الحاكورة» و«عزبة الصعيدى» و«مساكن گيمان فارس» و«درب الطباخين» كونها مناطق متطلباتها كبيرة وكثيرة، مثل إعادة رصف طرق مكسرة ونقص خدمات حيوية من صرف صحى وغيره، ومليئة بورش صناعية وفقراء، كما أن هناك قرى تتبع مركز الفيوم منها الخمسين وصفر والصعيدى، وقرى أخرى متطرفة على طريق الفيوم – الدائرى مثل البيضة والعامرية.

وفى مركز يوسف الصديق وإبشواى ينظر المرشح للتكتلات التصويتية بمناطق مثل قارون، وكحك، والنزلة، وبندر إبشواى، ومشرك، لكن بالدائرة مناطق يتجاهلها المرشح مثل منطقة قوته والخالدية وشكشوك، ويتبعها عزبة الريان، لأن أصواتها أقل من ٣ آلاف صوت، وفى قرية الحامولى ومشرك بحرى والعزب المجاورة لها مناطق فقيرة جداً لقلة أصواتها والتى لا تتجاوز ٤ آلاف صوت ومطالب أهلها كثيرة.