مهلة أخيرة للتفاوض.. هل تنطفئ نيران الحرب بين أرمينيا وأذربيجان؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تقترب الحرب التي اندلعت بين أرمينا وأذربيجان، من الشهر، ومع ذلك يتجدد القتال بين الحين والآخر، ويتبادل الطرفان القصف العنيف، وهو ما تسبب في إزهاق الكثير من أرواح المدنيين والعسكريين من الجانبين على حد سواء.

فالقتال الذي اندلع بين البلدين في السابع والعشرين من شهر سبتمبر الماضي، حول منطقة ناجورنو كاراباخ، الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان، لا يزال مستمرا، واتهامات خرق الهدنة، التي جاءت برعاية روسية، المتبادلة بين الطرفين لا تزال هي الشماعة التي يعلق عليها كل منهما هجماته على الآخر، فعلى الرغم من قبول البلدين للهدنة الإنسانية، التي دعت إليها روسيا، لأسباب إنسانية، تمكن الطرفين من انتشال جثث القتلى، من ضحايا الاشتباكات العنيفة، يتجدد القتال بين قوات البلدين، اللتين تتبادلان القصف، دون أن يحترم أحدهما ما تم الاتفاق عليه، الأمر الذي يعد تراجعا لكل المساعي الدولية الرامية إلى وقف التصعيد، وإنهاء العمليات العسكرية، وإخماد نيران الحرب، واللجوء إلى طاولة المفاوضات بحثا عن حلول دبلوماسية بعيدة كل البعد عن الصراعات القائمة.

مهلة أخيرة للتفاوض
وبينما تزداد الأمور سوءا، بين البلدين، في ظل تدخل تركيا، ودعمها لأذربيجان، حليفها القوى بمنطقة القوقاز، في حربها ضد أرمينيا، عدوها التاريخي، أعلن إلهام علييف، رئيس أذربيجان، إمهال أرمينيا، ومنحها فرصة أخيرة حتى تعود إلى التفاوض بشأن إقليم ناجورنو كاراباخ.

وأكد الرئيس الآذري أن قوات بلاده تعزز مواقعها، لإرغام من وصفهم بـ"المحتلين" على السلام، كما أكد على أن الجيش الآذري حرر قرى عدة، هي: زيلانلى، وكورد ماهريزلى، وموغانلى، وآلاقورشاق، مضيفا: "لقد أريناهم أننا من ينتصر على أرض المعركة، لا توجد قوة تستطيع أن تنحينا عن الطريق القويم، لا توجد دولة تستطيع أن تؤثر على إرادتنا".

ووجه الرئيس الآذري رسالة لأرمينيا، قال فيها: "اسحبوا قواتكم، وعودوا إلى المفاوضات، والتزموا بواجباتكم"، مضيفا: "لن نقبل بالاحتلال".

أرمينيا تقاتل ضد 3 أطراف في آن واحد
في المقابل، قال وزير الخارجية الأرميني، زوهراب مناتساكانيان، إن قوات بلاده في ناجورنو كاراباخ، تقاتل ضد 3 أطراف معادية في آن واحد.

وأوضح مناتساكانيان، خلال كلمته لمجلس واشنطن الأطلسي، أن تركيا تشارك في الحرب بشكل مباشر، كما أن هناك مسلحون إرهابيون يشاركون في القتال الذي تخوضه أذربيجان ضد أرمينيا، مضيفا أن هذا لن يؤثر على بلاده، التي لم ولن تتنازل عن أمن المواطنين في كاراباخ.

وأشار مناتساكانيان إلى أن أكثر من 90 ألف شخص تم تشريدهم بسبب التصعيد في إقليم ناجورنو كاراباخ، فأصبحوا لاجئين، بعد أن فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، جراء القصف المتواصل الذي يتعرضون إليه.

الولايات المتحدة تعلن مساندتها لأرمينيا
من جهته، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن إدارته تعمل مع أرمينيا في صراعها مع أذربيجان حول منطقة ناجورنو كاراباخ.

وبحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية، أشار ترامب إلى حجم الأرمن الذين يعيشون في الشتات بالولايات المتحدة، وقال: "نحن نعمل مع أرمينيا، فلدينا علاقة جيدة جدا معهم، إنهم شعب جيد للغاية، وهم مخلصون، إنهم شعب رائع، وسنرى ما يحدث"، دون أن يوضح ما إذا كان قد تحدث إلى القادة في أرمينيا أو أذربيجان.