الشياطين الحمر يراوضون الأميرة الإفريقية التاسعة

الفجر الرياضي

الأهلي و الوداد
الأهلي و الوداد



يا له من فريق ، ويا له من إنجاز حققه النادي الأهلي نادي القرن في القارة ، وكم هو رائع أن يصل الأهلي إلى النهائي الإفريقي الثالث عشر في تاريخه محققاً الرقم القياسي للأندية الإفريقية بالوصول للمباراة النهائية ، فلم يصل أي فريق في إفريقيا لهذا الرقم من قبل سوى النادي الأهلي كبير القوم في إفريقيا .

النادي الأهلي والذي أكد أحقيته وأثبت جدارته وعاود الفوز على الوداد البيضاوي المغربي إياباً على ستاد القاهرة الدولي بثلاثية رائعة مقابل هدف وحيد للضيف المغربي بعد أن أنجز مهمته ذهاباً في الدار البيضاء وعلى مركب محمد الخامس بهدفين نظيفين ، عاد من جديد ليبرز تألقه ويبرز روعة لاعبيه ومن قبلهم المدير الفني الكبير والقدير الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني ، وبعث برسالة واضحة للطرف الآخر من النهائي الإفريقي الذي وبكل تأكيد نتمناه القطب الثاني للكرة المصرية والعربية والإفريقية نادي الزمالك ، بأنه سيكون رقماً صعباً ومرهقاً في المباراة النهائية . 

المدرب الجنوب إفريقي والذي نال بعض من السخرية والتنمر على فِكْرُه التدريبي وقدراته والسخرية أحياناً من بلده ، وصلت لحد الإستهزاء أحياناً من لاعبين سابقين ومدربين حاليين ومحللين بالقنوات الفضائية ومقدمي برامج رياضية وعامة ، أثبت بما لا يدع مجالاً للشك حسن قرار إدارة القلعة الحمراء وعلى رأسهم الأسطورة خلقاً ولعباً محمود الخطيب وحكمة تصرفهم ومعهم لجنة التخطيط بالنادي على هذا القرار الرائع بتعيينه وجهازه الفني لقيادة الفريق الأول لكرة القدم ، فشتان الفارق في المستوى والنتائج والأداء بين الأهلي مع موسيماني والأهلي مع سابقه السويسري رينيه فايلر ، والحديث هنا عن أهلي فايلر ما بعد العودة من التوقف ( فيروس كورونا ) وليس قبل التوقف ، فالأهلي مع فايلر قبل التوقف كان يقدم أفضل مستوياته تقريباً على كل الأصعدة وفي كل المسابقات ، إلا أن توقف  النشاط الرياضي لظروف الوباء اللعين وبعد عودته مرةً أخرى حالت لإستمرار الأهلي في تقديم مستوياته تلك التي كانت قبل التوقف ، مع رغبة المدير الفني السويسري في العودة لبلاده بجانب زوجته وأولاده وأسرته ومع بعضُ ملابسات أخرى حدثت ، كلها ظروفٌ جعلت إدارة النادي تتخذ قرارها الصحيح والسليم بالإستغناء عن السويسري وتعيين الجنوب إفريقي ، وحسناً فعلت ، فلولاه ما كننا شاهدنا هذا التألق اللافت لصانع ألعاب الأهلي محمد مجدي قفشة ، ولما شاهدنا عودة الظهير الأيمن محمد هاني لمستواه المعهود ، ولما شاهدنا هذا التماسك القوي بين قلبي الدفاع أيمن أشرف وياسر إبراهيم ، ولما شاهدنا عودة الكثير من لاعبي الأهلي لمستواهم المعهود . 

نَعم ، الوداد ليس بالمستوى الذي كننا نتوقعه ، وليس بالفريق الصعب الذي لعِب ضد الأهلي في نهائي ٢٠١٧ ، ولكنه يظل الوداد أكثر أندية المغرب تتويجاً بالبطولات ويظل فريقاً قوياً وإسماً كبيراً في كرة القدم الإفريقية ولا ننسى أنه وصل للنهائي الإفريقي مرتين في آخر أربع مواسم . 
ما فعله موسيماني هو أنه خلق لامركزية رائعة لكل اللاعبين على أرض الملعب ، فترك الحرية لمجدي قفشة للتحرك بطول الملعب وعرضه في المساحات الفارغة ، وترك الحرية للمهاجم مروان محسن للتحرك خلف المدافعين في إنتظار الكرات الطويلة من أقدام المدافعين ولاعبي الوسط وضرب مصيدة التسلل كما حدث في الهدف الأول في المباراة ، وأيضاً عودة الفريق للتهديف عن طريق الكرات الثابتة وهو ما حدث في الهدف الثالث للمدافع ياسر إبراهيم بعد أن ظل الأهلي فترةً طويلة لا يسجل من الكرات الثابتة ولا يستغلها ، علاوةً على الروح القوية التي ظهر عليها اللاعبين منذ تولي بيتسو المسئولية . 


خلاصة القول : لم يعد متبقي للأهلي سوى تسعون دقيقة على إعلان العودة لتسيُّد إفريقيا مرة أخرى ، تسعون دقيقة لإعلان عودة الشياطين الحمر لزعامة وسيادة القارة السمراء بعد سبعة أعوام من الغياب ، تسعون دقيقة لمواصلة الرقم القياسي للنادي والإبتعاد أكثر فأكثر عن أقرب منافسيه ، تسعون دقيقة للعودة لكأس العالم للأندية مرة أخرى وهو صاحب الرقم القياسي كأكثر أندية العالم مشاركةً فيها خلف أوكلاند سيتي النيوزيلندي ،  تسعون دقيقة لتملأ جماهير الأهلي شوارع القاهرة ومصر فرحاً وبهجةً وسعادة بعودتها لقمة إفريقيا مرة أخرى . نثق تماماً في قدرة لاعبي الأهلي على التكيُّف مع هذه الأجواء والمعطيات ، والتعامل مع تلك المباريات الهامة والنهائية لما لهم من خبراتٍ إفريقية متراكمة جرّاء مشاركاتهم السابقة في مناسبات كهذه ، على أمل أن يستطيع الزمالك التغلب على الرجاء البيضاوي المغربي في مباراة الإياب التي تم تأجيلها من قبل الكاف نظراً لتعرض عدد من لاعبي الرجاء لفيروس كورونا ( شفاهم الله جميعاً ) ، وكلنا ثقة في رجال القلعة البيضاء في تخطي تلك العقبة وتلك الأزمات التي تحيط بالنادي وإدارته ورئيسه وهم قادرين بحقٍ على هذا ، لنتمكَّن جميعاً ويتمكَّن المصريين من مشاهدة نهاءٍ لطالما حلمنا به جميعاً بين الكبيرين الأهلي والزمالك . وأخيراً وليس آخراً ، كل الشكر والتقدير لمجلس إدارة النادي الأهلي وأخص بالشكر الكابتن محمود الخطيب على ما يقدمونه للنادي والفريق في الفترة الحالية من توفير مناخٍ رائع يليق بالحدث وبالنادي والفريق ، كل الشكر أيضاً للكابتن سيد عبدالحفيط مدير الكرة بالفريق على تحكمه وسيطرته على غرفة ملابس الفريق في الظرف الراهن وتعامله مع المدرب الجنوب إفريقي بخبرةٍ وحنكة وذكاء ، وشكر خاص جداً لموسيماني وجهازه على ما قدموه ويقدموه للفريق ، وأما اللاعبين أخيراً : لم تفوزوا بشيء بعد ، لتحتفلوا بعد إحراز اللقب وليس الآن .