بالتفاصيل.. كيف ساهمت قطر في تدهور الأوضاع الأمنية بالصومال

عربي ودولي

بوابة الفجر


تدخلات قطر في افريقيا وإن بدت لصالح الدول، إلا إنها تحمل في طياتها الفساد والخراب والسيطرة على مقاليد الامور في الدول التي تتدخل بها، عبر الجماعات المسلحة التي تدعمها من خلف الستار من اجل تهديد حياة المواطنين وإرغام الحكومات على تدخلاتها.

وكشفت دراسة تحليلية، اصدرتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، تناولت تطورات الأوضاع الحالية في الصومال على المستوى الحقوقي، وبينت أن التدخلات القطرية في شؤون البلاد على المستويات السياسية والاستخباراتية بالصومال تسببت بتدهور الحالة الأمنية في البلاد بسبب حركة الشباب الإرهابية المدعومة بشكل أو بآخر من قطر؛ وعرقلة أدوار المانحين الدوليين لتحقيق أطماع سياسية.

ونجحت قطر فى كسب ثقة السلطات الصومالية من خلال تلك المساعدات والأموال الكبيرة التى تقدمها للمسئولين هناك، لحثها على ترك موقفها المحايد من الأزمة الخليجية والانحياز لصفها من أجل تنفيذ أجنتدتها المشبوهة، مقابل دعم وتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية فى الصومال، إلى جانب دعم قطر المعلن للمصالحة الوطنية بين الصوماليين.

وتعد الصومال إحدى الدول الثلاث التى استفادت من تبرعات قطرية بقيمة 26.7 مليون دولار أمريكى خلال 2017 لخطط الاستجابة الإنسانية والتبرعات الطوعية الأخرى، خُصّص منها 90.7 % من الدعم لثلاث دول، وهى سوريا واليمن والصومال، حسب الإعلام القطرى.

وفي يونيو الماضي، كشفت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية عن مخاطر التدخلات القطرية في الصومال، داعية إلى ضرورة وقف هذا التدخل الخليجي، وأنه على الصومال أن تنقذ نفسها من قطر.

وقالت المجلة الامريكية، إن الصوماليين سواء في الداخل أو الخارج كانوا متفائلين عندما تم انتخاب محمد عبد الله فارماجو رئيسًا فبراير 2017، معتقدين أنه رجل صريح وإصلاحي ولكن بعد مرور 40 شهرًا من حكمه تبدلت هذه الرؤية، وأصبحت الصومال الأن في حالة أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل توليه الرئاسة، حيث تردى الأمن وانهيار الاقتصاد كما أصيبت المؤسسات الوطنية بالشلل، بينما كان فيروس كورونا المستجد يدمر السكان ببطء.

واوضحت أن مشاكل الصومال تنبع إلى حد كبير من التحالف الذي صنعه فارماجو مع قطر، والتأثير الخبيث الذي تمارسه الدولة الخليجية على كل جانب من جوانب السياسة والدبلوماسية الصومالية، مشيرة إلى أن الصوماليين يتحدثون الآن عن الكيفية التي تشكل بها رغبة قطر في شن حرب بالوكالة ضد القوى الإقليمية الأخرى السياسة الخارجية الصومالية.

وفي ذات السياق، ساعد تحقيق جرته صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية، حول تورط قطر في حادثة تفجير ميناء بوصاصو على تسليط الضوء على تدخلات الدوحة في القرن الأفريقي، والتي بدأت تحت غطاء الأعمال الإنسانية وانتهت حين تمكنت قطر وفق تقارير إلى الوصول إلى هرم الدولة الصومالية ومؤسساتها، والجماعات المسلحة فيها، عبر دعم الجماعات التابعة للاخوان المسلمين.

وأوضحت أن قطر استطاعت الوصول إلى هرم الدولة عبر شخص يدعى فهد ياسين الذي يشغل منصب هام في الرئاسة الصومالية، وعمل سابقا كمراسل لقناة قطرية، مبينة أنه لعب دورا وثيقا بين قطر والجماعات المسلحة بالصومال لزعزعة استقرار مقديشيو والتخابر لصالح الإمارة الخليجية.

والعام الماضي، علق رئيس حزب "ودجر" الصومالي، عبد الرحمن عبد الشكور، على المكالمة المسربة التي كشفتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بين السفير القطري في مقديشو، حسن بن حمزة، ورجل أعمال قطري، يدعى خليفة كايد المهندي، تؤكد تورط قطر في التفجير الأخير في الصومال، موضحا أن اللوم في التدخلات القطرية في بلاده، يقع على عاتق الحكومة الصومالية، التي أصبحت مرتهنة بتعليمات القطريين، حيث يقوم السفير القطري في مقديشو بدور المندوب السامي.

وأكد عبد الشكور، أن قطر تمول وفق اعترافات قادتهم الحركات المتطرفة في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب، وتستخدم هذه الحركات كأداة لتحقيق مصالحها، من خلال تخويف الحكومة الصومالية والشعب الصومالي بالعنف والإرهاب، حتى يقبلوا صاغرين بطلباتها، مؤكدًا أن التفجير الأخير والمكالمة المسربة حوله، كشف عن سياسة قطر في شن التفجيرات لإخلاء الساحة لهم في ميناء بوصاصو.