د.حماد عبدالله يكتب: مطلوب حقيبة وزارية لأفريقيا !!!

مقالات الرأي

بوابة الفجر






نحن فى أشد الإحتياج لعودة وزارة دولة للشئون الأفريقية أسوة بما كان عليه الحال فى سبعينيات وثمانينات القرن الماضى حينما كان يتولى الدكتور بطرس بطرس غالى وزير دولة للخارجية المصرية بجانب العملاق الهادىء الدكتور عصمت عبد المجيد  كان الدكتور بطرس  هو رمانة الميزان فى الحكومات المصرية بعد حكم جمال عبد الناصر لمصر منذ 1954 وحتى سبتمبر 1970 وإهتمامه الشخصى بقارة أفريقيا وحكامها وشعوبها وما زالت بعض الدول الأفريقية تحمل لمصر جميلاً عظيماً كذكرى لحياة الرئيس عبد الناصر !!.
وإهتماماته الفريدة نحو أبناء الأفارقة والمنح الدراسية التى وفرتها مصر فى جامعاتها وفى أزهرها الشريف لأجيال من الأفارقة أغلبهم الأن فى سدة الحكم فى بلادهم أو أبنائهم الذين يحملون نفس الذكريات عن أبائهم .
جاء الدكتور بطرس غالى لكى يستكمل هذه المسيرة ولعل تجواله فى جميع العواصم الأفريقية قد ضمها كتابه الفريد الرائع ( خمس سنوات في بيت من زجاج ) الذى كتبه بعد إنتهاء مدته كسكرتير عام للأمم المتحدة والذى كشف فيه النقاب عن تحركاته وزياراته 
ومدى إهتمامه كمصرى أولاً وكسياسى عالم بأدواته بأهمية الدول الأفريقية كعمق إستراتيجى للوطن (مصر) !!
ما أشد إحتياجنا اليوم لعودة هذه الوظيفة وزير دولة للشئون الأفريقية وليس مساعد للوزير الحالى للشئون الأفريقية.
حيث منصب الوزير مهما كان بلا وزارة (دولة) فهو أكثر قدرة على التعامل مع زملائه فى الحكومة وعلى توجيه سياسات الدولة وإهتماماتها إلى عمق القارة وعمق الإستراتيجية المصرية فى قارتها التى تحتل منها ناصية الشمال الشرقى ومفتاح البحر الأحمر وكذلك الطرق الجوية وغيرها من وسائل الإتصال المباشر مع تلك الدول الشقيقة .
إن القارة الأفريقية  بما فيها دول حوض نهر النيل تحتاج عناية خاصة من المصريين ولا يجب أن نترك الساحة فى أفريقيا لبعض المغامرين سواء كانوا عرباً أو يهوداً أو حتى من الصين الشعبية الشقيقة.
حيث تاريخنا ومستقبلنا وكذلك أملنا فى إستقرار وأمن يعتمد بشكل أساسى على مرفق الحياة فى مصر وشريانه الرئيسى الممتد من الجنوب حتى الشمال فى بلادنا فما هى المشكلة فى عودة وزير دولة للشئون الأفريقية ؟ مجرد سؤال ؟