إيمان كمال تكتب: إلغاء حفل «سعد لمجرد» .. انتصار للإنسانية

مقالات الرأي



لا أنكر أن لمجرد موهوب وصوت مميز نجح فى أن يجعلنا نستمع للأغانى المغربية فى مصر

لا أنكر بأننى مؤخرا لم أعد أهتم كثيرا بـ«تريند» السوشيال ميديا الذى يتحول بين ليلة وضحاها من قصة لأخرى، خاصة تلك القصص التى تناولت التحرش والاغتصاب ليس لأننى مع فضح المتحرشين لكن لأننى أصبحت أتخوف كثيرا من تشويه الحقائق وتزويرها من أجل أسباب ودوافع شخصية، فأصبحت أخشى الإنسياق وراء اللا حقيقة والهوس بالتريند، فقررت الابتعاد أو كما يقال «إغماض عينى» كى لا أظلم بريئًا أو أقف بجانب الظلم لمجرد أن أكون «صاحبة رأى» على السوشيال.

لكن على العكس تماما وجدتنى راضية تماما بالحملة التى بدأت على صفحات الفيس بوك تطالب بإلغاء حفل المطرب المغربى سعد لمجرد فى مصر والتى تم الإعلان عنها من فترة من خلال هاشتاج «سعد لمجرد مغتصب»، فلا يمكن أن تكون الصدفة أو انتقام شخصى وراء تورط لمجرد فى أربع قضايا اغتصاب مختلفة، لا أنكر أن لمجرد موهوب وصوت مميز ونجح فى أن يجعلنا نستمع للأغانى المغربية فى مصر فلم يتخل عن لهجته ويغنى بالمصرية ليضمن النجاح كما هو المعتاد لكنه اختار أن يجعلنا نحب اللون المغربى بموسيقاه وبهجته فى اختيار الأغانى مثل «معلم» وغيرها ولكن كيف هو الشعور حيال ضحاياه من النساء اللاتى تعرضن للاغتصاب ونحن نمجد فى موهبته؟ كيف نقف فى صفه لمجرد الموهبة والشهرة؟ كيف ندعم الجانى؟.

انفصل تلقائيا عن محبة من ينتهكون الإنسانية حتى لو موهوبين فالموهوب من المفترض أن يكون لديه لمسات أكثر رقة وعذوبة فى نظرتهم للأمور تلك اللمسات التى تخرج لنا فى هيئة صورة فنية شاعرية عذبة وشديدة الجمال، كيف استسيغ الجمال فى صوت لشخص تجرد من إنسانيته وتعامل بوحشية مع امرأة كل ذنبها أنها تعرفت عليه.

وهى نفس مشاعرى تجاه فضل شاكر كيف أغفر لمن أعلن القتل من تجرد من إنسانيته وقرر أن يقف فى صف واحد مع «الشيطان» نعم فالإرهاب فى نظرى هو الشيطان بذاته فالإرهاب لا دين له ولا إنسانية.. فقتل الأبرياء لا يمكن غفرانه، فهناك أخطاء لا تغتفر مثلها مثل «الكبائر» فى الإنسانية لا يمكن أن تمحى من الذاكرة وإلا فلماذا يسجن ويعدم القتلة؟ ولماذا يسجن المغتصب؟.

فى الحقيقة قرار إلغاء حفل لمجرد من أفضل القرارات التى أعلن عنها مؤخرا وهى بلا شك انتصار للقيم والإنسانية.

إعادة النظر فى حفل سعد لمجرد وإلغائه فرصة لكى نعيد النظر أيضا فى إعادة حفلات «مشروع ليلى» فى مصر بعد سنوات من المنع بعد رفع علم المثلية الجنسية فى حفلاتهم،

أتمنى أن نمنحهم فرصة أخرى بعودتهم للغناء مع المطالبة بعدم رفع علم المثلية –محل الخلاف مع رافضى اختلاف الهوية الجنسية – فاختلاف الهوية الجنسية لا يعنى أن هذا الشخص يقيم علاقته بالقوة الجبرية أو بالاغتصاب كما هو الموقف مع لمجرد، ولا يعنى أن هذا الشخص سيئ بالضرورة لكنه اختار هوية مختلفة قد نتفق أو نختلف معها.