«الفجر» تحقق من قرى «الكداية» ومنيا الرقة وأطفيح وكفر قنديل

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


عمال مصانع الطوب طلبوا دعم النواب والجزيرة زيفت الحقائق

عناصر إخوانية أطلقت شائعة «الحقوا الحكومة جاية تهد بيوتكم»

وعناصر إخوانية قاموا بحرق كاوتش على الأوتوستراد وروجوا شائعات أن الشرطة ستسجن أطفال القرية

لا تتوانى جماعة الإخوان الإرهابية فى إشعال الفتن أو التحريض ضد أجهزة الدولة.

وخلال الفترة الماضية سعت الجماعة الإرهابية بكل قوة لسكب الزيت النار بالكذب والفبركة، ظهر ذلك بشكل واضح بادعائهم بوجود مظاهرات فى العديد من القرى من خلال فبركة فيديوهات لتلك الاحتجاجات، «الفجر» ذهبت إلى القرى التى ادعى الإخوان أنها تشهد حالات احتقان وتظاهرات ضد الحكومة خلال الفترة الماضية لترى الوضع على أرض الواقع.

عبر طريق غير ممهد يمكنك الوصول إلى قرية الكداية، التابعة لمركز أطفيح جنوب محافظة الجيزة، وبالتحديد من مدخلها البحرى، بمجرد الدخول إليها يمكنك أن ترى مشاهد التباين ما بين الفقر الشديد على بعض المنازل والغناء الفاحش على الجانب الآخر.

الغالبية العظمى من أهالى القرية هنا يعملون داخل مصانع الطوب القريبة من القرية، فى الصباح يخرج أغلب أهالى القرية للذهاب إلى مصانعهم بمركز أطفيح والتى أغلبها مملوكة لأهالى القرية.

بالقرب من مسجد الفتح القريب من مدخل القرية القبلى، تجمع بعض الأهالى عقب صلاة الجمعة لمناقشة آليات الإفراج عن ذويهم المقبوض عليهم على خلفية أحداث الشغب التى شهدتها القرية قبل أسابيع، وبحسب الأهالى فقد بلغ عدد المقبوض عليهم ما يقرب من 150 فردا ما بين شباب وأطفال ومسنين، مؤكدين أنهم لا علاقة لهم بالجماعة الإرهابية.

أما عن أحداث الشغب فيقول الحاج مصطفى، 60 عامًا، فلاح، للأسف العيال الصغيرة طلعت عشان المصانع اللى اتقفلت ولا حد فيهم اعتدى على أمين شرطة ولا حتى مخبر، واتفاجئنا أن الجزيرة منزلة فيديو بتقول علينا إننا ثوار وإننا نازلين عشان نشيل الريس.

يبلغ تعداد القرية ما يزيد على  40 ألف نسمة، ويتراوح المستوى الاقتصادى لقاطنيها ما بين المتوسط والمتيسر، قطاع كبير من أهل القرية حريص على تعليم أبنائه، ففى القرية ما يزيد على 6 مدارس ما بين ابتدائى وإعدادى وثانوى علاوة على مدارس لغات، وحصل قطاع كبير من أهالى البلد على شهادته المتوسطة.

يعمل الغالبية العظمة هنا فى صناعة الطوب ويمتلك أهالى القرية ما يزيد على 80% من المصانع والتى توقف عدد كبير منها بسبب قرار الدولة بمنع البناء على الأراضى الزراعية، وفقد قطاع كبير من شباب القرية أعماله بسبب توقف هذه المصانع.

بالتجول داخل القرية تجد «سرايا» كبير مزخرفة بالألوان الناصعة إلى جوارها منزل صغير طينى، الحال نفسه ينطبق على أهالى القرية، وبسؤال أحد الأهالى عما حدث قال محمود 35 عاماً «للأسف بعض الأطفال فعلاً خرجوا وده بعد ما شخص سيئ قال لهم أخرجوا عشان دلوقتى الداخلية بعد ما قفلت المصانع هتهدها عليكم ولازم تخرجوا، وبالفعل فى ناس خرجت بس من غير ما يعملوا حاجة، والإخوان استغلوا الموضوع وصوروهم وقالوا مظاهرات ضد السيسى».

يختلف الأمر كثيراً ما بين الكداية وقرية منية الرقة، هنا الأهالى يعترفون بالخروج فى تظاهرات ولكن الأسباب مختلفة والمحرض واحد.

ففى قرية منية الرقة الفقر لا يحتاج لبيانات للتعرف عليه، أغلب البيوت المبنية متواضعة جداً، الخدمات تكاد تكون منعدمة، صنفت القرية فى بيانات الحكومة بأنها من الأكثر احتياجاً، رغم ذلك لم يطرق التطوير بابها، المنازل مقامة بشكل عشوائى على أراض زراعية، يعمل قطاع كبير من أهالى القرية فى الزراعة، والقطاع الآخر يعمل فى صناعة الطوب أيضاً، يعتمد الغالبية العظمة من أهالى القرية على العمل باليومية. 

يكشف أحد أهالى القرية تفاصيل ليلة دامية قضتها القرية الفقيرة، فيقول: «الحكاية بدأت لما عيال صغيرة طلعت تشتم فى البلد وفى الحكومة، عيال عمرها ميجيش 20 سنة، وكلهم عيال من أول البلد ملهاش علاقة بينا، ومن الصيع اللى مرميين على القهوة طول اليوم».

يضيف: «العيال دول فجأة لقناهم عمالين يجروا على أول البلد ويقولوا إن الحكومة جاية تهد البيوت على اللى فيها، الناس خرجت تشوف فى إيه لقينا قوات أمن عمالة تضرب فى غاز فى العيال الصغيرة وتلم فيهم فكل اللى ليه عيل خرج يشوف إيه اللى بيحصل وبقى الموضوع خناقة كبيرة بين الأهالى والأمن».

وعن سبب تواجد قوات الأمن فى البلد فى هذا الوقت يقول: «للأسف كان فى 3 عيال من كفر قنديل مولعين كاوتش على الطريق بعرض الطريق ومصورين الكوتشات ومنزلينها على النت قال إيه قاطعين الطريق، الأمن نزل عشان يشوف إيه اللى حصل لقى العيال فى وشه بيضربوا عليهم طوب وزلط».

يتفق مصطفى إمام وهو أحد أهالى القرية مع هذه الرواية ليقول «إحنا ماشيين جنب الحيط هما الإخوان اللى هيجوا الدنيا على الأمن، إحنا ملناش أى يد فى اللى حصل، هما بقالهم أكثر من شهر عمالين يسخنوا فى الناس هنا وإحنا نهدى فى الناس كل اللى طالعين بيه اليومين دول أن البيوت هتتهد على اللى فيها وإننا كلنا هنترمى فى الشارع».

يوضح مصطفى «للأسف العيال الصغيرة اتلعب بيهم وميعرفوش أى حاجة، الإخوان كانوا عايزين يطلعوا ناس من البلد يتظاهروا والسلام، وأغلب العيال ميعرفوش أصلاً يعنى إيه مظاهرات».

فيما يفسر أشرف عطية أحد أهالى القرية أسباب التظاهرات قائلا «للأسف القرية هنا فيها إخوان ومعروفين كمان بيستغلوا الأوضاع السيئة اللى فى البلد وإننا قرية فقيرة ومفيهاش خدمات جيدة عشان يهيجوا الناس على الحكومة، كلنا ماشيين جنب الحيط ومحدش بيتجاوب معاهم بس هما مش ساكتين طول الوقت عاملين تحريض وشحن فى الناس وقبل أى حاجة يقولك نتظاهر».

تتبع قرية منية الرقة مركز أطفيح جنوب محافظة الجيزة، وهو مركز فقير نسبياً يعمل غالبية قاطنيه ما بين الزراعة ومصانع الطوب وأعمال البناء وتكسير الجبل، فيما يقيم داخله ما يزيد على  378 ألف نسمة بحسب إحصاء عام 2018، ويصل معدل البطالة فى مركز أطفيح إلى 13 %، يعيش الكثير منهم تحت خط الفقر، حيث يبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلى لا يتجاوز 3.9 ألف جنيه/ للفرد سنويا – بينما يبلغ 7.1 ألف جنيه/فرد سنويا على مستوى المحافظة،  ويعد من أقل المراكز من حيث التنمية داخل المحافظة، وهو ما يجعله بيئة خصبة لنمو التيارات الإرهابية.

على مسافة ليست بالبعيدة يقع كفر قنديل، لا أحد فى أطفيح لا يتهم هذا الكفر بالأخونة، يصفوه بأنه المصدر الرئيسى للإرهاب بأطفيح، بالبحث عبر موقع يوتيوب تجد العشرات من الفيديوهات عبر قنوات الإخوان تعود لسنوات ماضية لتظاهرات بالمئات لعناصر الجماعة الإخوانية رافعين علامة رابعة.

يقول أحد سكان مركز أطفيح وكان شاهدًا على بعض التظاهرات التى خرجت «للأسف من المعروف عن مركز أطفيح أنه فى إخوان كتير وده حقيقى، بس اللى حصل هو أن هناك خطة دائما ما تقوم بها جماعة الإخوان فى المظاهرات وهى أن يقوم ثلاثة أشخاص بواسطة دراجات نارية بإشعال النيران فى إطارات سيارات قديمة على الطريق العام ويقوم بتصويرها ووضعها على الإنترنت مدعيا أن هناك قطعًا للطريق وأن هناك تظاهرات وأعمال عنف».

من ضمن الفيديوهات المنشورة على منصات التواصل الاجتماعى كانت لتظاهرات قيل إنها خرجت من قرية العطف مركز العياط، إلا أن الأهالى نفوا ذلك، حتى أن أحد الأهالى كشف لنا تفاصيل حول الصور التى تم نشرها على الإنترنت.

يقول عرفات مصطفى «شوفنا الفيديوهات المنشورة هى عندنا فى البلد بس اللى حصل كان كمين لينا والأمن، إحنا محدش فينا خرج فى المظاهرات، فى عيال صغيرة تم تأجيرها من البلد عندنا بفلوس عشان يطلعوا يرموا طوب على عربيات الأمن وهى معدية».

يردف عرفات: «اللى عرفناه من العيال اللى مسكناهم بعد ما شوفنا صورهم فى الفيديو أن شخصًا اتفق معاهم على أنهم يرموا طوب ويولعوا فى كوتشات العربيات على الطريق العمومى، والاتفاق أنه أول ما المدرعات تيجى يرموا طوب ويجروا، والخطة أن فى حد هيولع كوتشات والأمن هييجى وبمجرد وصوله يقوموا برمى الطوب عليهم ويتم الاشتباك معاهم».