برعاية روسية.. هل تنهي المفاوضات قتال أرمينيا وأذربيجان؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قتال يتجدد بين الحين والآخر، ووساطة روسية لإنهاء الحرب.. هكذا يبدو المشهد الخاص بالأزمة الحالية، التى تتناحر خلالها أرمينا وأذربيجان، حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب فى عام 1994، وللجانبين وجود عسكرى مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.

فعلى الرغم من مطالبات المجتمع الدولى، للبلدين، بالكف عن التصعيد، ووقف إطلاق النار والعمليات العسكرية، واللجوء إلى طاولة المفاوضات، تجددت الاشتباكات بين قوات البلدين، اليوم الجمعة، رغم قبولهما عرضا روسيًا للتفاوض، وإجراء محادثات.

تركيا تشعل الحرب بين أذربيجان وأرمينيا

وبات من الواضح أن تركيا، التى تدعم أذربيجان، حليفتها القوية، فى حربها ضد أرمينيا، عدوها التاريخى، تتحمل قدرا كبيرا من المسئولية عن تجدد الاشتباكات، بين الحين والآخر، إذ إنها تصر على استكمال مغامراتها العسكرية فى عدد من الدول، ومنها أذربيجان، فيصر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، على موقفه الداعم للأخيرة، عبر تزويدها بالسلاح، وإقحام قواته الجوية فى المعارك التى تدور بين البلدين، وربما كان ذلك الدعم، حاضرا على طاولة المباحثات التى جمعت أردوغان، بأمير قطر، خلال زيارته للدوحة، يوم الأربعاء الماضى.

فبحسب محللين، يكمن الهدف الأبرز فى زيارة أردوغان للدوحة، فى طلب التمويل اللازم لدعم أجندة الشر التى يحملها إلى منطقة القوقاز، إذ يرى المحللون أن أردوغان لم يكن ليزور قطر مرتين اثنتين خلال 3 أشهر، من دون أن يكون هناك دافعا قويا، وليس هناك أقوى من تدخلاته الأخيرة فى الحرب بين أرمينيا وأذربيجان، حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية.

ويضيف المحللون أن توقيت الزيارة، يأتى بالتزامن مع قتال أرمينيا وأذربيجان، بدعم تركى للأخيرة، وفى ظل تعثر مؤامرات الرئيس التركى فى ليبيا، لا سيما مع تواصل الحوار الليبى - الليبى، الرامى إلى توحيد المؤسسات الليبية، وإجراء انتخابات مبكرة، وطرد الميليشيات التركية والمرتزقة، ومن ثم استعادة الأمن والاستقرار، إلى جانب ما يعانيه أردوغان داخليا فى بلاده، من فشل اقتصادى وانهيار الليرة التركية، وهو ما أشعل الغضب الشعبى تجاه نظامه.

مقتل 107 من المرتزقة الموالين لتركيا فى أذربيجان

وتواجه تركيا اتهامات بإرسال مرتزقة من الفصائل السورية الموالية لها، إلى أذربيجان، إذ إن المرصد السورى لحقوق الإنسان، أعلن، فى بيان له، أن دفعة من مقاتلى الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وصلت إلى أذربيجان، حيث قامت الحكومة التركية بنقلها من أراضيها إلى هناك، وكانت الدفعة هذه قد وصلت الأراضى التركية قبل أيام قادمة من منطقة عفرين شمال غربى حلب.

وأضاف المرصد أن مصادر خاصة به أكدت أن دفعة أخرى تتحضر للخروج إلى أذريبجان، في إطار الإصرار التركى بتحويل المقاتلين السوريين الموالين لها إلى مرتزقة وسط رضوخ كامل من قبل الأخير.

فى غضون ذلك، بادرت أذربيجان، حليف تركيا، بنفى تلك الاتهامات، مؤكدة أنه لا وجود للمرتزقة على أراضيها، فيما لا يزال المرصد السورى يؤكد إلا أن المرتزقة متواجدين فى العملية العسكرية فى ناجورنو كاراباخ.

وقال رامى عبد الرحمن، مدير المرصد، اليوم الجمعة، إن ما لا يقل عن 26 قتيلا، وقعوا خلال الـ24 ساعة الماضية، وإن هناك نحو 400 مقاتل من فصيلى السلطان والحمزات، متواجدين فى تركيا، يستعدون للذهاب إلى أذربيجان.

وأشار مدير المرصد السورى إلى أن هناك فى كاراباخ وأذربيجان 1450 مقاتلا سوريا، قُتل منهم 107 حتى اللحظة، وهناك جثث 26 من المرتزقة لم تنقل حتى الآن إلى الأراضي السورية.

وأوضح مدير المرصد أن الغالبية الساحقة من الذين ذهبوا للقتال إلى جانب الحكومة الأذربيجانية، هم من المكون التركمانى، والآخرين يعتبرون أن الحكومة التركية هى الأب والأم لهم، وأن أردوغان رمزهم، بالإضافة إلى الدافع المادى الذى يصل إلى 2000 دولار شهريا.

روسيا ترعى المفاوضات

دعا الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، أطراف النزاع فى إقليم ناجورنو كاراباخ، إلى وقف القتال لأسباب إنسانية.

وذكر بيان صادر عن الكرملين، أن أن الرئيس الروسى أجرى سلسلة من المحادثات الهاتفية مع الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرمينى نيكول باشينيان، مؤكدا على ضرورة وقف الاشتباكات فى المنطقة من أجل تبادل الأسرى وجثث القتلى.

وبحسب بيان الكرملين، تم دعوة وزيرى خارجية البلدين، إلى موسكو لإجراء مشاورات حول النزاع بوساطة وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف.

وقال رئيس الوزراء الأرمينى، نيكول باشينيان، إن منطقة ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها، تواجه كارثة إنسانية بسبب سلوك أذربيجان، مبديا استعداد يريفان لاستئناف الحوار لخفض التصعيد القائم.

وأضاف رئيس الوزراء الأرمينى: "لا نزال متمسكين بمبدأ التسوية السلمية لنزاع كاراباخ، ومستعدون لاستئناف العملية السلمية بالتوافق مع البيانات الصادرة فى الأيام الأخيرة عن رؤساء ووزراء خارجية الدول، والرؤساء المشاركين فى مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، فى إشارة منه إلى روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.

على الجانب الأذربيجانى، قال الرئيس إلهام علييف، إنه يقدم ليريفان الفرصة الأخيرة، للعودة إلى المفاوضات، وسحب قواتها من إقليم ناجورنو كاراباخ، وذلك بالتزامن مع انطلاق مشاورات مع أرمينيا بوساطة روسية.

وأكد علييف أن بلاده ستستعيد أراضيها بأى وسيلة، لكنها تريد أن تفعل ذلك سلميا وتعطى أرمينيا الفرصة الأخيرة، مشيرا إلى استعداده للعودة للمحادثات بشأن كاراباخ، لكنه جدد تمسكه بسيادة بلاده الكاملة على الإقليم، وأضاف أنه لن تكون هناك أى مفاوضات إذا أصرت أرمينيا على اعتبار كاراباخ جزءا من أراضيها.