تركيا تؤجج صراع شرق المتوسط من جديد

عربي ودولي

بوابة الفجر


من جديد، عادت تركيا إلى تأجيج الصراع فى منطقة شرق المتوسط، التى تشهد توترات عدة، على خلفية قيام أنقرة بعمليات البحث والتنقيب عن موارد الطاقة، والغاز الطبيعى، فى المناطق الاتقصادية الخالصة لليونان وقبرص، فضلا عن إرسال طائرات اخترقت المجال الجوى اليونان، فى انتهاك واضح للمواثيق والقوانين الدولية، التى تضرب بها تركيا عرض الحائط.

وعلى الرغم من حالة الهدوء النسبى التى شهدتها منطقة شرق المتوسط، خلال الفترة الأخيرة، إلا أن تركيا عادت مجددا لإشعال الصراعات، من خلال اتباع سياسات عدوانية، سبق أن حذر المجتمع الدولى منها، كما سبق أن حذر الاتحاد الأوروبى مرارا وتكرارا من أنها لن تأتى إلا بإشعال المنطقة وجر الدول إلى الحرب.

وفيما لا تزال مطالبات المجتمع الدولى، وخصوصا الدول الأوروبية، لأنقرة، مستمرة ومتجددة، بالتخلى عن تحركاتها الأحادية، وسياساتها العدوانية، إلا أن الجانب التركى يصر على موقفه الذى يشعل المنطقة بأكملها، ويؤجج الصراع، وييد التوترات التى تجمعها ليس بدول المنطقة فحسب، وإنما بدول العالم التى تستنكر السياسات التركية، التى يأتى فى مقدمتها الإصرار على استفزاز دول الجوار فى منطقة شرق المتوسط.

فأنقرة التى تبدى استعدادها للتفاوض، تُظهر تصرفاتها عكس ذلك، إذ إنها أعلنت، اليوم الجمعة، عن إجراء مناورات عسكرية جديدة فى منطقة شرق المتوسط، فى تصعيد جديد، تستنكره دول عدة.

ونقلت "سكاي نيوز عربية"، عن مصادر لها، قولها إن تركيا ستجرى مناوراتها التى تمتد حتى نهاية شهر أكتوبر الحالى، فى بحر إيجة، فى ظل مباحثات بينها وبين اليونان، بشأن مناطق التنقيب عن النفط والغاز فى منطقة شرق المتوسط.

واتفق وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو، مع نظيره اليونانى نيكوس ديندياس، على عقد محادثات استكشافية بشأن شرق المتوسط، لكن من دون تحديد تاريخ لها.


جهود الناتو

وفي الأول من شهر أكتوبر الحالى، أعلن حلف شمال الأطلسى "الناتو"، أن اليونان وتركيا اتفقتا على آلية لتجنب وقوع أى اشتباك عرضى فى شرق البحر المتوسط، وذلك فى إطار الجهود التى تستهدف نزع فتيل الأزمة بشأن موارد الطاقة فى المنطقة.

وقال ينس ستولتنبرج، الأمين العام لحلف الناتو، إن الاتفاق بين أنقرة وأثينا، وهما عضوان فى حلف الناتو، يضمن إقامة خط ساخن لتجنب الحوادث فى البحر والجو.


المخطط التركي فى شرق المتوسط

ودائما ما كانت تسعى أنقرة إلى السيطرة على موارد الطاقة والغاز الطبيعى فى منطقة شرق المتوسط، ومن أجل ذلك دأبت على إرسال سفنها للبحث والتنقيب فى المناطق الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، حتى إنها عندما اضطرت إلى سحب سفينة التنقيب "عروج رئيس"، إلى ميناء أنطاليا التركى، فى خطوة رحبت بها اليونان، عادت مرة أخرى لإثارة الأزمة وتأجيج الصراع، من خلال تصريحات الرئيس التركى، ووزيرى الدفاع والخارجية، التى كانت إلى استفزاز اليونان، وجرها مرة أخرى للصراع.

واتبعت أنقرة سياسة استعراض القوة، ظنا منها أنها بذلك ستجبر أثينا على اللجوء إلى طاولة المفاوضات من دون إملاء شروط، إذ أجرى الجيش التركى، فى مطلع شهر سبتمبر الماضى، مناورات عسكرية، أطلق عليها "عاصفة المتوسط"، بمشاركة قوات جوية وبرية وبحرية تركية، إلى جانب قوات تابعة لجمهورية شمال قبرص، التى لا تعترف بها دول العالم كافة، باستثناء تركيا.

وأوضحت أنقرة أن "عاصفة المتوسط" جاءت بهدف تطوير التدريب المتبادل بين قوات البلدين، فى حين جاءت المناورة لتتزامن مع التصعيد الذى تشهده منطقة شرق المتوسط بين تركيا واليونان وقبرص.

ومع فشل جهود حلف الشمال الأطلسى لاحتواء الأزمة، تدخلت العديد من الدول، إلى جانب الاتحاد الأوروبى، الذى حذر تركيا مرارا من أن سياساتها التى تنتهجها فى التعامل مع الأزمة، لن تأتى إلا بعقوبات يفرضها الاتحاد على تركيا.

تحذير أوروبى

وفى مطلع شهر أكتوبر الحالى، دخل المجلس الأوروبى على خط الأزمة، من جديد، فحذر شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبى، تركيا من عواقب تحركاتها الأحادية وسياساتها فى منطقة شرق المتوسط.

وقال رئيس المجلس الأوروبى إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للدفاع عن مصالح التكتل، ما لم تتخذ تركيا موقفا بناءً، من شأنه تعزيز التفاوض، والتوصل إلى الحلول اللازمة لإنهاء صراعات المنطقة.