إيمان كمال تكتب: المنتصر بالله.. والمنتصر بالفن

مقالات الرأي




جاء خبر رحيل المنتصر بالله قبل أيام لينهى عشر سنوات من الآلام التى عاشها بعد الجلطة التى أصابته فى المخ والتى أثرت على حالته الصحية تباعا فعانى لسنوات طويلة من أمراض مزمنة ومختلفة وابتعد خلال تلك الفترة تماما عن الفن والميديا، لكن هذا الاختفاء لم يبعده عن قلوب جمهوره الذى أحبه منذ ظهوره بأدوار صغيرة وحتى حين لمع نجمه فى المسرح أمام فؤاد المهندس وشريهان فى مسرحية «عشان خاطر عيونك»، وهى ليست التجربة الأولى له مع المهندس فقد سبق وقدم دورا معه فى مسلسل «عيون» كان من الأدوار أيضا التى تركت علامة فى مشواره.

أدوار المنتصر بالله لم تكن بطولة مطلقة كما أنها لم تكن كبيرة مقارنة بنجوم آخرين لكنه استطاع من خلالها أن يكون مؤثرا ويترك بصمته ويصبح صاحب شعبية كبيرة سواء فى الكوميديا والتى قدم فيها أعمالا مثل فيلم «تجيبها كده تجيلها كده هى كده» و»الرجل الذى عطس» ومسرحية «عائلة سعيدة جدا».

نجاح المنتصر بالله فى الكوميديا لم يجعله يحصر نفسه فى هذه النوعية من الأدوار بل كان حريصا على التنوع واختيار أعمال مهمة أيضا فلا يمكن تجاهل تجربته فى فيلم «سواق الأتوبيس» عام 1982 مع المخرج عاطف الطيب حيث قدم شخصية ماهر ابن خالة «ميرفت» التى جسدتها ميرفت أمين فى الفيلم الذى يعتبر واحدا من الأفلام المهمة فى السينما المصرية، وهو ليس الفيلم الوحيد الذى جمع المنتصر بالله بالمخرج عاطف الطيب بل شارك أيضا معه فى فيلم «ضد الحكومة» ليضف إلى رصيده العديد من التجارب المهمة.

فى فيلم «صراع الأحفاد» قدم شخصية المهرج الذى يلعب على كل الأحبال فلا يهمه سوى مصلحته فقط فهى البوصلة التى توجهه فى علاقته بالأشخاص وقد نجح المنتصر بالله فى تجسيد الشخصية بأسلوبه المميز، وبأسلوب بسيط أيضا وبعيدا عن التكلف لفت الأنظار إليه حين قدم شخصية الغفير فى فيلم «المواطن مصرى» أمام عمر الشريف ومع المخرج صلاح أبوسيف.

تصنيف المنتصر بالله كنجم كوميدى مهم لم يعرقله عن الظهور بشخصية «رمضان» زوج الأخت الشرير لحسن آرابيسك فى العمل الذى جمعه ببطل المسلسل صلاح السعدنى والكاتب أسامة أنور عكاشة.

فتجربة المنتصر بالله كانت متنوعة وغنية بمشاركات مختلفة مع مؤلفين ومخرجين كبار أضافوا لمشواره بشخصيات لا يمكن تخيل أحد يقدمها غيره، ونجاحه فى تلك التجارب لا يقل عن تجربته الكوميدية التى استطاع أن يترك من خلالها بصمة رغم مشاركته فيها مع كبار نجوم الكوميديا من أبناء جيله ومن سبقهم أيضا.

رحيل المنتصر بالله بالتأكيد كما قلت كان نهاية رحلته مع الألم والمرض لكنه ليس نهاية للنجاح الذى حققه خلال حياته فسيظل اسمه محفورا فى الفن المصرى سواء كنجم كوميدى مميز وحتى بأدواره المختلفة... رحم الله المنتصر بالله.