بعد استهدافهم للسفارة الأمريكية.. هل اقتربت نهاية المليشيات الإيرانية في العراق؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


لا تزال الميليشيات المدعومة من إيران، هى أكبر عائق للاستقرار فى العراق، إذ تمثل هجماتها الصاروخية، التى تشنها دائما، خطرا كبيرا يحدق بالشعب العراقى، من ناحية، وبالبعثات الدبلوماسية، من ناحية أخرى، لا سيما مع استهداف تلك الميليشيات لمقار تلك البعثات، وسفارات مختلف الدول.

هجمات صاروخية وتنديد أمريكى

فمنذ شهر أكتوبر الماضى، حتى نهاية يوليو 2020، استهدف 39 هجوما بصواريخ، مصالح أمريكية ببغداد، وقواعد عراقية تضم جنودا أمريكيين.

وسقط صاروخ، مساء يوم الإثنين الماضى، على منزل عائلة تسكن قرب مطار بغداد، حيث يتواجد جنود أمريكيون، وهو ما أسفر عن مقتل 5 أطفال، وامرأتين من عائلة واحدة، وتسبب ذلك فى إحداث موجة غضب واسعة فى العراق، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ونددت السفارة الأمريكية فى بغداد، بالهجوم الصاروخى، وقالت فى بيان لها: "نشعر بالسخط بعد الهجوم الصاروخى الذى استهدف بغداد، وتسبب بمقتل مدنيين، بمن فيهم أم وأطفالها".

وأضاف البيان: "نعرب عن تعازينا للشعب العراقى البرىء، وأسرهم التى وقعت ضحية لأعمال العنف المروعة هذه مرة أخرى.. يستحق الشعب العراقى العيش بسلام وأمن، لذا ندعو المسئولين العراقيين إلى التحرك فورا لمحاسبة المسئولين عن هذا الهجوم، وقد سبق أن أوضحنا أن أعمال الميليشيات المارقة المدعومة من إيران هى أكبر عائق للاستقرار فى العراق، فهذه الميليشيات تشكل خطرا غير مقبول على الجميع فى العراق، بدءا من المسئولين والمرافق الدبلوماسية، وصولا إلى النشطاء العراقيين والعائلات".

أمريكا تنتوى إغلاق سفارتها ببغداد

ولعل ذلك كان دافعا وراء تحذير وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، من أن بلاده تنتوى إغلاق سفارتها فى العاصمة العراقية، بغداد، حال استمرار الهجمات الصاروخية التى تستهدفها.

كما أعلن وزير الخارجية العراقى، فؤاد حسين، أمس الأربعاء، عن نية الولايات المتحدة الأمريكية إغلاق سفارتها فى بغداد، بسبب تكرار الهجمات الصاروخية التى تستهدفها.

ودعا وزير الخارجية العراقى، الولايات المتحدة إلى إعادة النظر فى قرارها بإغلاق سفارتها لدى بغداد، مؤكدا أن الحكومة العراقية غير سعيدة بهذا القرار، كما أن رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى، تواصل مع العديد من قادة الدول بشأن قرار الانسحاب الأمريكى.

وأكد وزير الخارجية العراقى، أن حماية البعثات الدبلوماسية من واجب الحكومة العراقية، لافتا إلى أن حكومة بلاده اتخذت إجراءات عدة لتأمين مقار البعثات الدبلوماسية، التى يعد استهدافها استهداف مباشر للعراق.

حماية البعثات الدبلوماسية بالعراق

ونقلت وكالة "رويترز" عن رئيس الوزراء العراقى، مصطفى الكاظمى، قوله إن إن العراق سيحمى البعثات الدبلوماسية الأجنبية، ويحصر السلاح بيد الدولة، وذلك بعدما حذرت واشنطن من أنها قد تغلق سفارتها فى بغداد.

جاء ذلك خلال لقائه مع 25 من السفراء والقائمين بالأعمال الأجانب، أمس الأربعاء، بعدما استعدت الولايات المتحدة لسحب دبلوماسييها من العراق، فى خطوة عملية جاءت بعد تحذير بغداد من أنها قد تغلق سفارتها هناك، وهى خطوة يخشى العراقيون أن تحول بلدهم إلى ساحة قتال.

وشدد رئيس الوزراء العراقى، على أن مرتكبى الاعتداءات على أمن البعثات الدبلوماسية يسعون إلى زعزعة استقرار العراق، وتخريب علاقاته الإقليمية والدولية.

سفراء 25 دولة يعلنون دعم العراق فى مواجهة تحدياته الأمنية

وأصدرت السفارة الأمريكية فى بغداد بيانا، أمس الأربعاء، قالت إنه لمجموعة من السفراء والقائمين بالأعمال، عقب لقائهم برئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى.

وجاء فى البيان أن "السفراء والقائمون بالأعمال لدول أستراليا، كندا، كرواتيا، مصر، الاتحاد الأوروبى، فنلندا، ألمانيا، اليونان، إيطاليا، اليابان، الأردن، مملكة البحرين، المملكة العربية السعودية، الكويت، هولندا، النرويج، بولندا، جمهورية كوريا، صربيا، إسبانيا، السويد، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية واليمن، التقوا برئيس الوزراء مصطفى الكاظمى".

وأضاف البيان: "أكدنا من خلالال اللقاء عن دعمنا للعراق وشعبه واحترامنا للسيادة العراقية ورغبتنا برؤية عراق مستقر وآمن، كما أعربنا عن قلقنا البالغ إزاء ارتفاع اعداد وتطور الهجمات ضد المؤسسات الدبلوماسية فى العراق، بما فى ذلك الهجمات الصاروخية والعبوات الناسفة، حيث تبينا أن هذه الحوادث لا تعرض فقط السفارات الأجنبية الى المخاطر، بل العراقيين أيضا والدليل على ذلك الحادث المأساوى الذى ذهبت ضحيته عائلة بالقرب من مطار بغداد الدولى، عقب الهجوم الصاروخى يوم الإثنين".

وتابع البيان: "لقد رحبنا بالإجراءات التى اتخذها رئيس الوزراء الكاظمى وحكومته لمعالجة هذه المخاوف، بما فى ذلك التحقيقات والعمليات الأمنية وتعزيز أمن المطار، كما أعربنا عن دعمنا لمزيد من الإجراءات لتعزيز الأمن فى بغداد، بما فى ذلك، من خلال دعم وتعزيز القوات الموجودة فى المنطقة الخضراء".

وأردف البيان: "كأصدقاء للعراق، أعربنا أيضا عن رغبتنا بمساعدة العراق فى مواجهة هذه التحديات الأمنية".

نهاية الميليشيات الإيرانية

ويرى محللون أن الهجمات الصاروخية التى دائما ما تتعرض لها مقار البعثات الدبلوماسية فى العراق، بما فيها سفارة الولايات المتحدة، ربما تكون الشرارة الأولى فى اندلاع موجة من الغضب، والمواجهات التى تستهدف إنهاء حالة الانفلات الأمنى، والسيطرة على مجريات الأمور فى العراق، لا سيما وأن تلك الدول بما فيها الولايات المتحدة، أعربت عن رغبتها فى مساعدة العراق، ومؤازرته حتى يتمكن من مواجهة التحديات الأمنية، ما من شأنه أن يعجل بنهاية الميليشيات المدعومة من إيران على الأراضى العراقية، لا سيما وأن العراقيون يرون أن هذه الميليشيات ما هى إلا نسخة من تنظيم داعش الإرهابى ولكن بمذاق إيرانى، وقد سبق أن استقوت بدعم رئيس الوزراء العراقى السابق نورى المالكى، الذى وفر لها غطاء حكوميا.