بعد تدخلها في صراع أرمينيا وأذربيجان.. تركيا تواجه اتهامات بتهديد الأمن الدولي

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


لا تكف تركيا عن التدخل فى شئون الدول، ظنا منها أنها بذلك يمكنها بسط سيطرتها ومد نفوذها، وسعيا منها وراء تحقيق أوهام إقامة الخلافة العثمانية من جديد.

فعلى الرغم من الموقف الدولى المطالب بضرورة تخلى أرمينيا وأذربيجان عن التصعيد، وحل الأزمة القائمة بينهما دبلوماسيا، عن طريق اللجوء إلى طاولة المفاوضات، يتخذ الرئيس التركى اتجاها آخر مخالفا للموقف الدولى الداعم للتفاوض، فيصر على تأجيج الصراع أكثر مما هو عليه بين البلدين اللذين يتقاتلان حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب فى عام 1994، وللجانبين وجود عسكرى مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.


تركيا وتهديد الأمن الدولى

وتواجه تركيا اتهامات عدة بتهديد الأمن الدولى، إذ إن رئيس الوزراء الأرمينى، نيكول باشينيان، قال إن تركيا دأبت على خلق حالة من عدم الاستقرار فى محيطها، فتارة تؤجج الصراع فى منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتارة تتدخل فى شئون الدول بمنطقة الشرق الأوسط، والآن تسعى جاهدة لتأجيج الصراع فى جنوب القوقاز.

واتهم رئيس الوزراء الأرمينى تركيا بأنها تشكل تهديدا متزايدا للأمن الدولى، كما اتهمها بمساعدة أذربيجان فى الاعتداء على بلاده، من خلال إمدادها بطائرات بدون طيار، وأخرى من طراز F-16، إلى جانب نقل المرتزقة من سوريا لدعم أذربيجان.

ووصف رئيس الوزرء الأرمينى ما يحدث اليوم من اقتتال، بأنه إعلان للحرب ضد الشعب الأرمينى، موضحا أن بلاده تواجه تهديدا نتيجة الصراع التاريخى بينها وبين تركيا، لذلك تقوم بدعم أذربيجان فى هجومها على أرمينيا، وقصفها منطقة فاردينيز، الواقعة شرق العاصمة يريفان.

وأشار رئيس الوزراء الأرمينى، إلى أن وقوع عشرات القتلى من الأرمن ونحو 200 مصاب، منذ بدء القتال يوم الأحد الماضى، كما أن أذربيجان فقدت مئات القتلى وأكثر من 100 دبابة، ومروحيات ومعدات عسكرية أخرى، موضحا أن قوات بلاده نجحت فى صد الهجوم الأرمنى، والآن على أذربيجان أن تفهم أن الأزمة لن يتم حلها بالطرق العسكرية.

وأكد رئيس الوزراء الأرمينى أنه اتصل بمسئولين فى الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا، لكنه حتى الآن لم يتم وضع تصور واضح لوقف إطلاق النار، واللجوء إلى طاولة المفاوضات.

ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن رئيس الوزراء الأرمينى، قوله: "من غير المناسب الحديث عن قمة بين أرمينيا وأذربيجان وروسيا، فيما لا تزال معارك عنيفة جارية"، مضيفا أن المفاوضات تحتاج إلى أجواء منايبة.

وبحسب وسائل إعلام روسية، قال رئيس الوزراء الأرمينى، إن بلاده لا تدرس نشر قوات حفظ سلام فى إقليم ناجورنو كاراباخ، لكنها تدرس إمكانية تشكيل تحالف عسكرى سياسى مع الإقليم، بعد الاعتراف الرسمى باستقلاله.

نائب معارض يتهم تركيا بالدعوة إلى الحرب

على جانب آخر، اتهم جارو بايلان، وهو نائب تركى معارض، الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، وحكومته، بسعيهم إلى الحرب، فى النزاع القائم بين أذربيجان وأرمينيا، مؤكدا أن تركيا هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تدعم الحرب.

وبحسب "العربية"، طالب النائب التركى حكومة أردوغان بالرد على ما يلاحقهم من اتهامات بإرسال المرتزقة السوريين إلى أذربيجان.

وأكد النائب التركى المعارض أنه قام بإرسال مجموعة من الأسئلة البرلمانية، إلى الرئاسة التركية، بشأن بالنزاع القائم بين أذربيجان وأرمينيا، من بينها سؤالا عما إذا كانت مزاعم إرسال تركيا المرتزقة السوريين إلى أذربيجان لدعمها فى قتالها ضد أرمينيا صحيحة أم لا.

وأشار النائب التركى المعارض إلى أن العالم كله يحاول إيقاف هذا الصراع أو التوتر أو الوضع الذى بلغ ذروته فى الحرب، فالجميع يدعو لوقف إطلاق النار، لكن هناك دولة واحدة فى العالم تدعو للحرب، هذا البلد للأسف، البلد الذى أنا مواطن وعضو برلمانة فيه، تركيا".

وطالب النائب البرلمانى المعارض تركيا بالتراجع عن موقفها، ومساندة سبل التفاوض وإحلال السلام بدلا من تأجيج الصراع، كما طالب تركيا بعدم الانحياز لطرف على حساب طرف.

مرتزقة تركيا

وكان المرصد السورى لحقوق الإنسان، قد أعلن، يوم الأحد الماضى، أن تركيا متورطة فى نقل مرتزقة سوريين، إلى أذربيجان، للمشاركة فى القتال الدائر بينها وبين أرمينيا.

وقال المرصد فى بيان له، إن دفعة من مقاتلى الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وصلت إلى أذربيجان، حيث قامت الحكومة التركية بنقلها من أراضيها إلى هناك، وكانت الدفعة هذه قد وصلت الأراضى التركية قبل أيام قادمة من منطقة عفرين شمال غربى حلب.

وأضاف المرصد أن مصادر خاصة به أكدت أن دفعة أخرى تتحضر للخروج إلى أذريبجان، في إطار الإصرار التركى بتحويل المقاتلين السوريين الموالين لها إلى مرتزقة وسط رضوخ كامل من قبل الأخير.