نفط أذربيجان والانتقام من أرمينيا.. هل تسقط أوهام أردوغان؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


منذ اللحظة الأولى، أعلن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، عن دعمه الكامل لأذربيجان، فى حربها الدائرة مع أرمينيا، إذ يتقاتل الجانبان حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب فى عام 1994، وللجانبين وجود عسكرى مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.

فالديكتاتور التركى، ربما وجد فى تأييده المطلق لأذربيجان، أهدافا يسعى لتحقيقها، منها أهداف اقتصادية تتمثل فى السيطرة على النفط والغاز، ومنها ما هو سياسى، من خلال الانتقام من أرمينيا، ومقارعة النفوذ الروسى فى المنطقة.


أطماع أردوغان فى نفط أذربيجان

فأردوغان الذى أسرع فى الاتصال برئيس أذربيجان إلهام علييف، للتأكيد على أن تركيا ستواصل تعزيز تضامنها مع الأذربيجانيين انطلاقا من مبدأ شعب واحد في دولتين، هو فى حقيقة الأمر يصبو إلى ما وراء مساندة أذربيجان، التى لن تكون مجانية، وإنما ستكون مقابل تحقيق أطماع الغازى التركى، فى السيطرة على النفط، إذ تعد أذربيجان أحد أغنى الدول بالنفط.


عداء تاريخى مع الأرمن

كما لم ينس الديكتاتور التركى عداءه وبلاده التاريخى مع الأرمن، التى لم تنس حتى اللحظة الإبادة الجماعية التى تعرض لها مليون ونصف أرمينى، فى مذبحة جرت على يد الإمبراطورية العثمانية، خلال الحرب العالمية الأولى.

ومن أجل ذلك، يقف أردوغان داعما لأذربيجان، التى يجمعها بأرمينيا قتال، تدخل فيه الجانب التركى، فأجج الصراع، وبذل ولم يزل يبذل كل محاولاته من أجل زيادة الأمور أكثر مما هى عليه الآن، بما يصب فى الأخير فى مصلحته، حين يسيطر على نفط أذربيجان، وحين ينتقم من خصومه التاريخيين، من الأرمن.

منافسة مع الدب الروسى

كما وجد أردوغان فى مساندته لأذربيجان، فرصة لتثبيت قدميه بالمنطقة التى يتنافس فيها مع الدب الروسى.

فتركيا بقيادة أردوغان، تطمح فى أن تبسط سيطرتها بالقوقاز، وبآسيا الوسطى، ومن ثم فإنها تعزز من موقفا فى منافسة روسيا، التى تجمعها علاقات بأرمينيا أشد من علاقاتها مع أذربيجان، لذا فإن أردوغان أسرع فى دعم أذربيجان، التى تعتبر حليفها الاساسى بالمنطقة، وبحكم الصداقة التى تجمعهما فى ميدان واحد معادٍ لأرمينيا.

ويتضح ذلك جليا فيما كتبه غينادي روشيف، في "إكسبرت أونلاين"، تحت عنوان "روسيا تجد نفسها على أبواب حرب مع تركيا"، والذى أكد فى مقاله أن روسيا ربما تجد نفسها مضطرة لخوض الحرب إلى جانب أرمينيا ضد تركيا إذا فشلت الخيارات الأخرى.

دعم تركى متواصل لأذربيجان

وواصل الرئيس التركى دعمه لأذربيجان، من خلال تصريحاته، التى اعتبر فيها أن أرمينيا قوة احتلال للأراضي الأذربيجانية، مطالبا بوقف ذلك الاحتلال الأرميني.

وقال الرئيس التركى إن السلام والهدوء سيعود إلى المنطقة بمجرد انسحاب أرمينيا من أراضي أذربيجان التى وصفها بـ"المحتلة".

وكانت الرئاسة التركية، قد أعلنت أن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، قال: "إن أرمينيا شنت هجوما جديدا على أذربيجان، وأظهرت مرة أخرى أنها أكبر تهديد على الأمن والسلام فى المنطقة، وإن الشعب التركى يقف بكل إمكاناته إلى جانب شقيقه الأذربيجانى كما فعل دائما".

وأشار أردوغان إلى أن المجتمع الدولى الذى فشل مجددا فى أبداء ردة فعل ضرورية وكافية على الاستفزازات الأرمنية، أظهر مرة أخرى معاييره المزدوجة، مضيفا: "مع الأسف الشديد فإن ثلاثى مينسك، الذى واصل موقفه المتهاون لمدة 30 عاما بعيدا كل البعد عن التصرف لإيجاد الحلول، وبينما أدعو الشعب الأرمنى إلى انتزاع مستقبله ومصيره من أيدى قيادته التى تجره إلى كارثة، ومن أولئك الذين يستخدمونه كدمى، أناشد العالم بأسره للوقوف إلى جانب أذربيجان فى كفاحها ضد الاحتلال والظلم الأرمنى".

وطالب الرئيس التركى أرمينيا بالانسحاب فورا من أراضى أذربيجان التى تحتلها، وإن الوقت قد حان لإنهاء الأزمة فى إقليم ناجورنو كاراباخ.

بينما قال وزير الدفاع التركى، خلوصى آكار: "يجب أن توقف أرمينيا هجماتها على الفور، وتعيد المرتزقة والإرهابيين الذين أتت بهم من الخارج، وتنسحب من أراضى أذربيجان".


المرتزقة سلاح تركيا لدعم أذربيجان

وكان المرصد السورى لحقوق الإنسان، قد أعلن، يوم الأحد الماضى، أن تركيا متورطة فى نقل مرتزقة سوريين، إلى أذربيجان، للمشاركة فى القتال الدائر بينها وبين أرمينيا.

وقال المرصد فى بيان له، إن دفعة من مقاتلى الفصائل السورية الموالية لأنقرة، وصلت إلى أذربيجان، حيث قامت الحكومة التركية بنقلها من أراضيها إلى هناك، وكانت الدفعة هذه قد وصلت الأراضى التركية قبل أيام قادمة من منطقة عفرين شمال غربى حلب.

وأضاف المرصد أن مصادر خاصة به أكدت أن دفعة أخرى تتحضر للخروج إلى أذريبجان، في إطار الإصرار التركى بتحويل المقاتلين السوريين الموالين لها إلى مرتزقة وسط رضوخ كامل من قبل الأخير.