منح وقروض.. تحركات أوروبية جديدة لمحاصرة كورونا

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


لا تزال جائحة كورونا، تهاجم الكثير من دول العالم، وخصوصا الدول الأوروبية، التى أعلنت 10 منها بدء الموجة الثانية من الجائحة، بشكل رسمى، بعد الزيادة الملحوظة التى تحققها تلك الدول فى أعداد المصابين بكورونا، وحالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالفيروس.

وفيما لا تزال الدول الأوروبية تصارع من أجل محاصرة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، الذى ينتشر بسرعة بين مواطنيها، خلال موجته الثانية، التى تعد أشد فتكا من الموةجة الأولى للفيروس، جاءت التحركات الأوروبية التى تستهدف محاصرة المرض، ودعم الدول للتغلب على الجائحة، ومنعها من أن تتمكن من المواطنين، مخلفة خسائر بشرية ومادية فادحة، على غرار ما حدث فى الموجة الأولى وأكثر.

مساعدات البنك المركزى الاوروبى

وكان البنك المركزى الأوروبى، فى طليعة المؤسسات الأوروبية، التى تتصدى للموجة الثانية من الفيروس، إذ أبدى رغبته فى تقديم مساعدات إضافية إلى الدول، فى ظل استمرار تزايد أعداد الإصابات والوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا.

وجاءت مبادرة البنك المركزى الأوروبى، فى ضوء متطلبات المرحلة الراهنة، للتحرك مجددا فى مواجهة آثار وتداعيات أزمة كورونا، لا سيما وأن تعافى الاقتصاد من تبعات كورونا ما زال غير مكتمل، وغير مؤكد، وغير متكافئ، بحسب ما أكدته كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزى الأوروبى، خلال كلمتها، اليوم الإثنين، أمام البرلمان الأوروبى، التى أبدت خلالها استعداد البنك لإطلاق المزيد من حزم التحفيز لمساعدة اقتصادات منطقة اليورو على التعافى، فى ظل تراجع احتمالات تحسن الاقتصاد، بسبب تداعيات أزمة كورونا.

وأوضحت لاجارد، أن التعافى فى منطقة اليورو، التى تضم 19 دولة، غير مؤكد، وناقص، فى ظل تردد المستهلكين فى الإنفاق، وتردد الشركات فى ضخ استثمارات جديدة، مؤكدة أن الأزمة الصحية ستظل تلقى بظلالها على النشاط الاقتصادى وتمثل مخاطر كامنة بالنسبة للنظرة المستقبلية الاقتصادية، وهو ما يستوجب قيام مجلس محافظى البنك المركزى بالاستعداد لتعديل كل الأدوات بما يتناسب مع الموقف الاقتصادى.

التوقيع على الشريحة الأولى من صندوق التعافى

وفى يوم الجمعة الماضى، وقع قادة الاتحاد الأوروبى، على الشريحة الأولى من صندوق قروض الاتحاد الأوروبى، التى تبلغ قيمتها 87.4 مليار يورو، مخصصة لصالح 16 دولة من الأعضاء، لحد من تأثير جائحة كورونا على سوق العمل، على أن يذهب الجانب الأكبر إلى إيطاليا، التى من المقرر أن تحصل على 27.4 مليار يورو، ثم إسبانيا، التى من المقرر أن تحصل على 21.3 مليار يورو، ثم بولندا، المخصص لها 11.2 مليار يورو.

جاء ذلك بعد اتفاق قادة الاتحاد الأوروبى، أواخر شهر يوليو الماضى، على تأسيس صندوق للتعافى، حجمه 750 مليار يورو، وهو ما يعادل 859 مليار دولار، لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19"، تمول للمرة الأولى بواسطة دين مشترك، على أن يقدم الصندوق منحا لا ترد بقيمة 390 مليار يورو، والباقى قروض يتم سدادها.

انتشار سريع للموجة الثانية من كورونا

وعلى الرغم من أن الكثير من دول القارة الأوروبية تشهد زيادة ملحوظة فى أعداد الإصابات والوفيات نتيجة الإصابة بكورونا، إلا أن 10 دول أعلنت رسميا بدء الموجة الثانية من الجائحة، هى: إسبانيا، واليونان، وهولندا، وبلجيكا، والبوسنة، وكرواتيا، وجمهورية التشيك، وصربيا، وسلوفاكيا، وسلوفينيا.

وتهدد الموجة الثانية من جائحة كورونا، التى تسببت فى تزايد أعداد الإصابات الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس، بإعادة فرض قيود، واتخاذ إجراءات الغلق التى كانت قد أعلنتها الحكومات خلال الموجة الأولى من الجائحة، للحد من انتشار الفيروس، وهو ما يهدد اقتصاديات تلك الدول، التى تتأثر بتداعيات أزمة كورونا.