سياسي سوري يكشف لـ"الفجر" أذرع أردوغان لإشعال الحرب الدائرة في كاراباخ

عربي ودولي

اردوغان والارهاب
اردوغان والارهاب


بعد وقوع مواجهات عنيفة في منطقة كاراباخ، دخلت كل من أرمينيا وأذربيجان دائرة الصراع، لتعكسا التوترات بين روسيا وتركيا في المنطقة، خاصة مع ارتفاع حدة التوترات التي تسببت بها أنقرة مؤخرا بالمنطقة.

وشنت أذربيجان، حملة قصف على منطقة كاراباخ المتنازع عليها، بعد أن زعم الانفصاليون الأرمينيون إسقاط مروحيتين عسكريتين تابعتين للجيش الأذربيجاني، مما زاد من احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على منطقة كاراباخ.

وأعلنت أرمينيا الأحكام العرفية والتعبئة العامة بعد الاشتباكات، وتبادلت الدولتان الاتهامات بشأن اندلاع الاشتباكات التي سقط فيها قتلى من الجانبين.

وأوضح الإعلامي السوري، وخبير العلاقات الدولية، محمود حاج علي، طبيعة الصراع الدائر بين أرمينيا وأذربيجان وعلاقة تركيا وروسيا وإيران بهما، مشيرا إلى أن ما حصل مؤخرًا يأتي في سياق المناوشات بين البلدين الذي كان ظاهرها في انتخابات مارس 2020، وباطنها هو سياسي وعسكري.

وأكد "حاج علي" في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أن سكان الإقليم من الأرمن يسعون لتحقيق حلمهم في الاتحاد مع أرمينيا، لكن موقع هذا الإقليم التجاري الواصل بين جورجيا وأرمينيا وأذربيجان جعل مهمة إلحاقه بأحد الأطراف صعباُ.

وأضاف خبير العلاقات الدولية، أن أذربيجان عادت لتكون اليوم، أحد النقاط الأساسية للصراع بين تركيا وأوروبا، فتطورات الوضع في سوريا وليبيا، دفع روسيا بأرمينيا لتحريك ملف كاراباخ، والذي بطبيعة الحال سيؤثر على الأداء العسكري والسياسي والدبلوماسي لتركيا، خاصة أن مفاوضات ستجري في إسطنبول بما يخص النفط.

وأشار إلى أن علاقة بين تركيا وأذربيجان قوية، فتركيا أول دولة اعترفت باستقلال أذربيجان عن الاتحاد السيوفيتي، وأكبر دولة داعمة لها في إقليم كاراباخ، واللغة الأذرية اللغة الأقرب للتركية.

وبين أن فرنسا وأوروبا ينظران لتنامي التوترات التركية على أنه سينعكس على دول الجوار، وأهمها وأولها أذربيجان، وفي نفس الوقت تدرك أوروبا وروسيا أيضًا خطورة الإنزلاق لحرب هناك.

وتابع:" تعترض أذربيجان على صفقات التسليح الروسية لأرمينيا، وغنى أذربيجان بالنفط والغاز جعلها تقوم بزيادة التسليح العسكري 20 ضعف خلال العقدين الماضيين، وأصبح باستطاعة أذربيجان الوصول للعمق الأرمني".

وأشار إلى أن هناك صفقات أسلحة بين أذربيجان وإسرائيل، موضحا أن الأخيرة لا تدعم المزاعم الأرمنية في مذبحتهم، لأنها تريد أن تكون الوحيدة التي تعرضت للاضطهاد والمذابح، وهذا يقلق روسيا التي تدعم أرمينيا عسكريا، ناهيك عن صفقات النفط والغاز بين أذربيجان وإسرائيل.

أما عن فرنسا وعلاقتها بالأمر، أوضح "علي"، أنها تدعم ادعاءات الأرمن في مذبحتهم المزعومة، والتي تستغلها دائمًا ضد أذربيجان وتركيا، وتأخذ دور المدافع عن أرمينيا.

وفيما يخص إيران، لفت إلي أن إيران شريكًا تجاريًا رائدًا لأرمينيا ضد أي تحالف تركي - أذري – جورجي، ففي إيران جالية أرمنية كبيرة وذات نفوذ.

وأوضح أن أساس الصراع بين الدولتين يعود لعام 1921 إثر احتلال روسيا البلشفية كلا من أذربيجان وأرمينيا، وتأسيسها فيهما حكومتين شيوعيتين تخضعان لها، لتعلن موسكو حكما ذاتيا لـ"كاراباخ" الأذرية، ذات الأغلبية الأرمنية، وتزرع بذلك نواة توتر بين البلدين ما يزال قائما.

وتابع:"في عام 1987 دخلت المنطقة منحدر العنف، فمع تداعي الاتحاد السوفييتي، أقر زعيمه آنذاك، ميخائيل جورباتشوف، إصلاحات منحت الأرمن في كاراباخ صلاحيات أوسع، لكن ذلك أعقبه تصعيدهم، على مستوى الشارع، والمطالبة بالانضمام إلى أرمينيا، ما أشعل التوتر مع الأذريين.

وفي عام 1988، طلبت الإدارة الأرمنية لكراباخ رسميا الانضمام إلى أرمينيا، لتبدأ مواجهات دامية على مدى أشهر، أوقعت عشرات القتلى والجرحى.

وفي عام 1990، أرسل جورباتشوف 26 ألف جندي لقمع مظاهرات في أذربيجان تطالب بالاستقلال عن الاتحاد السوفييتي، وسقوط عشرات القتلى فيما سمى بـ"كانون الأسود".

واستطرد المحلل السياسي حديثة بقوله:"مع انهيار الاتحاد السوفييتي 1991 ونيل ياريفان وباكو الاستقلال، أعلنت الأخيرة إنهاء الحكم الذاتي لكراباخ، لكن الإدارة الأرمنية هناك سارعت إلى إعلان "الاستقلال"، مشعلة فتيل الحرب".

وفي 1992، أعلنت أرمينيا الحرب على أذربيجان وارتكبت مجازر فاقت 30 ألف قتيل في مذبحة خوجلي، استمرت الحرب سنتين وأسفرت عن تهجير مليون شخص معظمهم من الأذريين.

وأوضح أن الولايات المتحدة أجرت اتفاق بين الطرفين لكنها رفضت شعبياُ، وبعدها لم تهدأ المناوشات وكان أكبرها حرب الأربع أيام في إقليم كاراباخ، التي راح ضحيتها أكثر من ٢٠٠ قتيل.