بينهم مصر.. رد الفعل الدولي على الصدام بين جيشي أذربيجان وأرمينيا

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


أزمة جديدة، اندلعت بين أرمينيا وأذربيجان، حول منطقة ناجورنو كاراباخ الانفصالية، وهى منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان، خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب فى عام 1994، وللجانبين وجود عسكرى مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.

فالمتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، شوشان ستيبانيان، كانت قد أعلنت أن قواتها قصفت 3 دبابات أذربيجانية، موضحة أن القتال بدأ بهجوم أذربيجانيز.

لكن أذربيجان بادرت بنفى تصريحات المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية، مؤكدة أن أرمينيا هى التى بدأت الهجوم، وأن أذربيجان شنت هجوما مضادا.

وفى المجمل، أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن أذربيجان فقدت 3 دبابات، فيما أعلن الجيش الأذربيجاني عن تدمير 12 منظومة مضادة للطائرات تابعة لسلاح الجو الأرميني.

وأعلنت الحكومة الأرمينية، اليوم الأحد، حالة الحرب، والتعبئة العامة فى البلاد بسبب أحداث منطقة ناجورنو كاراباخ، وكتب رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، منشورا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، قال فيه: "نعلن حالة الحرب والتعبئة العامة بقرار من حكومة جمهورية أرمينيا، وسيسري القرار بعد نشره رسميا".

وأضاف: "أدعو الجنود المعينين في القوات المسلحة إلى المثول أمام مفوضياتهم العسكرية في المناطق".

الموقف المصرى

وتوالت ردود الأفعال الدولية، المعقبة على الأزمة، وكانت مصر فى طليعة الدول التى دعت إلى ضبط النفس، ووقف التصعيد.

ففى بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الأحد، أعربت جمهورية مصر العربية، عن متابعتها ببالغ الاهتمام تطورات الأوضاع المتسارعة بين أرمينيا وأذربيجان فى إقليم ناجورنو كاراباخ، وناشدت الطرفين بضبط النفس ووقف التصعيد.

وأكد البيان على موقف مصر الثابت والقائم على ‏حث جميع الأطراف على الحوار من أجل الوصول إلى تسوية بالطرق السلمية، وفقا لمقررات الشرعية الدولية، وذلك فى إطار مجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبى.

موقف المجلس الأوروبى

ودعا رئيس المجلس الأوروبى، شارل ميشال، اليوم الأحد، إلى ضرورة وقف القتال بين أرمينيا وأذربيجان، في منطقة ناجورنو كاراباخ، والعودة فورا إلى المفاوضات دون شروط.

وكتب ميشال تغريدة عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر"، قال فيها: "التقارير الخاصة بالأعمال العدائية فى منطقة نزاع ناجورنو كاراباخ تثير القلق البالغ، يجب أن يتوقف العمل العسكرى على وجه السرعة، لمنع مزيد من التصعيد".

وأضاف ميشال: "العودة الفورية للمفاوضات، دون شروط مسبقة، هى السبيل الوحيد للمضى قدما".

الموقف الروسى

دعت روسيا، أرمينيا وأذربيجان إلى وقف إطلاق النار في إقليم ناجورنو كاراباخ، والكف عن تأجيج وإشعال الأمور.

وبحسب موقع "روسيا اليوم"، بحث الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، مع رئيس الوزراء الأرمنى، نيكول باشينيان، مستجدات الوضع فى إقليم ناجورنو كاراباخ.

وأكدت الرئاسة الروسية "الكرملين"، فى بيان لها، أن المكالمة التى جرت بمبادرة من الجانب الأرمنى، تناولت التصعيد الحاد فى ناجورنو كاراباخ، مشيرة إلى أن الجانب الروسى أعرب عن بالغ قلقه إزاء تجدد القتال بين طرفى النزاع.

وتابعت: "تم التأكيد على أهمية بذل كل المساعى اللازمة لمنع استمرار تصعيد النزاع، والأهم هو ضرورة وقف الأعمال القتالية".

الموقف الفرنسى

ودعت فرنسا كلا من أرمينيا وأذربيجان إلى وقف الأعمال العدائية، واستئناف الحوار، بعد أن أعلنت أرمينيا الأحكام العرفية والتعبئة العامة.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أنييس فون ديرمول، في بيان لها: "تشعر فرنسا بقلق بالغ بسبب المواجهة".

موقف ألمانيا

طالب وزير الخارجية الألمانى، هايكو ماس، بالوقف الفورى للقتال بين اذربيجان وأرمينيا، فى إقليم ناجورنو كاراباخ.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، نقلت وزارة الخارجية الألمانية، عن الوزير قوله إنه انزعج حيال تجدد الاشتباكات العنيفة بين البلدين وحيال التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين على الجانبين.

وقال الوزير الالمانى: "أدعو طرفي الصراع إلى الوقف الفوري لجميع أعمال القتال، خصوصا قصف القرى والمدن"، مضيفا أن الصراع على الإقليم لا يمكن حله إلا عن طريق المفاوضاتز

تركيا تؤجج الصراع

وعلى الرغم من المساعى العربية والدولية، لضبط النفس ووقف التصعيد، جاء الموقف التركى الذى يزيد من تأجيج الأزمة وإشعال الصراع.

فالرئاسة التركية، أعلنت أن الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، قال فى سلسلة تغريدات نشرها عبر حسابه الرسمى على موقع "تويتر": "لقد شنت أرمينيا هجوما جديدا على أذربيجان، وأظهرت مرة أخرى أنها أكبر تهديد على الأمن والسلام فى المنطقة، وإن الشعب التركى يقف بكل إمكاناته إلى جانب شقيقه الأذربيجانى كما فعل دائما".

وأشار أردوغان إلى أن المجتمع الدولى الذى فشل مجددا فى أبداء ردة فعل ضرورية وكافية على الاستفزازات الأرمنية، أظهر مرة أخرى معاييره المزدوجة، مضيفا: "مع الأسف الشديد فإن ثلاثى مينسك، الذى واصل موقفه المتهاون لمدة 30 عاما بعيدا كل البعد عن التصرف لإيجاد الحلول، وبينما أدعو الشعب الأرمنى إلى انتزاع مستقبله ومصيره من أيدى قيادته التى تجره إلى كارثة، ومن أولئك الذين يستخدمونه كدمى، أناشد العالم بأسره للوقوف إلى جانب أذربيجان فى كفاحها ضد الاحتلال والظلم الأرمنى".

ونوه الرئيس التركى باتصال هاتفى جمعه برئيس أذربيجان، إلهام علييف، أكد خلاله أن تركيا ستواصل تعزيز تضامنها مع الأشقاء الأذربيجانيين انطلاقا من مبدأ شعب واحد في دولتين.