اليونان تهدد باللجوء للمحكمة الدولية.. إلى أين وصلت أزمة شرق المتوسط؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


لا تزال أزمة شرق المتوسط قائمة، بسبب السياسات العدوانية التى تنتهجها تركيا، ورئيسها رجب طيب أردوغان، فى التعامل مع الأزمة، ونتيجة للتحركات الأحادية التى تتخذها تركيا فى المنطقة، التى تشهد توترات عدة، على خلفية قيام أنقرة بمتابعة أعمال البحث والتنقيب عن موارد الطاقة، والغاز الطبيعى، فى المناطق الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، دون احترام المواثيق والقوانين الدولية، ودون الكف عن انتهاك سيادة دول الجوار.

وفيما لا تزال الدول الأوروبية تتمسك بموقفها الداعم لقبرص واليونان، ضد تركيا، تتواصل مطالبات الاتحاد الأوروبى لأنقرة بالتخلى عن التصرفات الأحادية، ووقف الاستفزازات التركية المستمرة، من أجل إنهاء التوتر لذى تشهده منطقة شرق البحر الأبيض المتتوسط.

اليونان تهدد باللجوء للمحكمة الدولية

وفى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، قال رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، إن من بين الخيارات المطروحة أمام بلاده، فيما يتعلق بأزمة شرق المتوسط، اللجوء إلى المحكمة الدولية، لحل النزاع الحدودى القائم مع تركيا، الذى أدى إلى توتر المنطقة بالكامل، منوها بأن التحركات التركية تهدد أمن منطقة شرق المتوسط، كما أن استفزازات تركيا المستمرة لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تستمر على ما هى عليه.

ودعا رئيس وزراء اليونان، تركيا، مجددا، إلى الحوار والدبلوماسية بدلا من التصعيد والاستفزازات، مؤكدا إيمانه الكامل بأن العلاقات القوية يمكن أن تنشأ بين دول الجوار حتى وإن مرت بصعوبات.

وأوضح رئيس الوزراء اليونانى أن بلاده سبق أن دعت أنقرة مرارا للحوار والتفاوض، لكنه الجانب التركى لم يزل يتخذ إجراءات تصعيدية واستفزازية، وهو ما يطرح خيار اللجوء إلى المحكمة الدولية أمام اليونان لحل النزاع.


تركيا تواصل استفزازاتها

وعلى الرغم من سحب تركيا سفينتها التى كانت تباشر أعمال البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعى فى منطقة شرق المتوسط، إلى السواحل التركية، وتحديدا إلى ميناء أنطاليا الواقع جنوب تركيا، إلا أن الاستفزازت التركية لم تتوقف، إذ إن تركيا تصر على تأجيج الصراع فى المنطقة.

فبعد أن لاقت خطوة سحب السفينة التركية من مياه المتوسط، ترحيب اليونان، خرج وزير الخاترجية التركى، مولود جاويش أوغلو، بتصريح، قال فيه إن بلاده لم تتراجع عن أنشطتها البحثية شرق المتوسط، وأن سفينة البحث التركية "عروج رئيس" عادت إلى ميناء أنطاليا التركى من أجل إجراء أعمال الصيانة فقط.

أما وزير الدفاع التركى، خلوصى آكار، فقال إن انسحاب سفينة التنقيب "عروج رئيس" لا يعنى تراجع أنقرة عن حقوقها هناك، مؤكدا أن السفينة ستنفذ تحركات أخرى في المنطقة وفقا للخطة المرسومة.

بداية استسلام

ويرى محللون أن انسحاب سفينة الأبحاث التركية "عروج ئيس" من مياه البحر المتوسط، وعودتها إلى ميناء أنطاليا التركى، هو مؤشر على أن تركيا بدأت فى الاستسلام بعد الضغوط الأوروبية، والعزلة الدولية، التى وقعت فيها نتيجة ممارساتها غير الشرعية، وتحركاتها الأحادية فى منطقة شرق المتوسط.

كما يرى محللون أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى حاول بسط نفوذ بلاده على المنطقة، أصبح مضطرا للتراجع، أمام الضغوط العسكرية والاقتصادية الدولية بسكل عام، والأوروبية بشكل خاص.