أزهري: لا يوجد ما يعرف بلبس الجن للبشر نهائيا (فيديو)

توك شو

بوابة الفجر


قال الدكتور عبد الشافي الشيخ، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، إنه لا يوجد ما يعرف بلبس الجن للإنسان، وهذا كلام خطير حتى الافتراض فيه

وأوضح "الشيخ"، خلال حواره مع برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على فضائية "dmc"، اليوم الخميس، أن المس الذى ذكره القرآن ليس دليل على أن الجن يدخل جسم الإنسان.

وتابع أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر،: "القرآن قد يشبه بشيء غير موجود إلا في الخيال فقط، ويمكن أن يكون موجود، ومن زعم إنه رأى الشيطان فقط كذب، فكل هذه غيبيات لا يستطيع أحد يعرف أحد عنها شيئا، فكلامنا ده فلان مثل الملائكة، هل هناك أحد رأى الملائكة؟، طبعا لا لكن ده على سبيل إنهم مخلوقات مباركة من الله".

وأصدرت دار الافتاء المصرية فتوى رقم،"(9270) حول "مدى صحة تلبس الجن للإنسان، وهل فعلًا يمكن للسحر أن يمنع عن الإنسان شيئا كتبه الله له" وكانت الإجابة.

"الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الذي يقرره العلماء في كتبهم في هذه المسألة هو ما جاءت به ظواهر الأدلة من جواز وقوع المس، وتخبط الشيطان بالإنسان، وصرعه ودخول بدنه، وذلك في قوله عز وجل: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة275.

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ: لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلاَتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ. فَقَالَ: ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: مَا جَاءَ بِكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللهِ! عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. قَالَ: ذَاكَ الشَّيْطَانُ، ادْنُهْ. فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ: فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ:
اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ. فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. ثُمَّ قَالَ: الْحَقْ يعَمَلِكَ. قَالَ: فَقَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بعْدُ. رواه ابن ماجة

وقال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل: "قلت لأبي: إن أقوامًا يقولون: إن الجني لا يدخل في بدن الإنسي؟ فقال: يا بني يكذبون، هو ذا يتكلم على لسانه"

ويقول الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله - في جملة ما حكاه من عقائد أهل السنة -:
"وأن الشيطان يوسوس للإنسان ويشككه ويخبطه" انتهى. "مقالات الإسلاميين" (1296) وأما السحر فهو موجود أيضا، وذكره القرآن الكريم، ولكنه لا ينفع ولا يضر إلا بإذن الله تعالى، فقال عز وجل: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى ا لْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا
يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) البقرة102.

ومع ذلك نقول: إن ما وقع لكثير من الناس هذه الأيام من نسبة كل ضرر يصيبهم إلى السحر والعين: هو من المبالغة الظاهرة، وإخراج الأمور عن حد الاعتدال، بل وصل إلى حد الوسواس المذموم، ونسوا أن المسلم تحفظه الملائكة التي سخرها الله عز وجل لحمايته من الغوائل، كما قال سبحانه: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) الرعد11.

والحياة مليئة بالابتلاء، وقد كان الأنبياء أشد الناس بلاء، وبعدهم الصالحون المتقون، ولم يكن من هديهم إلا الصبر والاحتساب، وليس التسخط إلى حد الوسواس بوقوع السحر والحسد. والله أعلم.")