المفتي: حب الوطن فطرة وسمة مغروسة في الإنسان (فيديو)

توك شو

شوقي علام
شوقي علام


قال شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن حب الوطن سمة مغروسة في الإنسان، يولد بها ويستمر بها مدى الحياة، مشيرا إلى أن حب الوطن فكرة لا تكون إلا عند الأسوياء.

وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق، ببرنامج "نظرة"، المذاع على قناة "صدى البلد"، اليوم الجمعة أن موضوع حب الوطن فطري ومتعمق بداخل كل إنسان، وعندما يحدث خلاف ذلك مع الإنسان لا بد من وجود مشكلة مع هذا الشخص.

وأردف المفتي، النبي كان محبا لمكة المكرمة وفي الفترة التي أعقبت بعتثه صلى الله عليه وسلم كانت فترة عصيبة في الإيذاء الشديد، الذي قد لا نتحمله نحن ومع ذلك كان عليه الصلاة والسلام محبا لبلده وقال كلمته الخالدة عندما كان ذاهبا إلى المدينة المنورة « لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك».

وأكد المفتي، أن القرآن طمأن قلب الشريف الذي يعيش في البدن الشريف « إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ» ما معناه، اطمأن يا محمد يا حبيب الله فإنك ستعود إلى بلدك الذي تحب.

وأشار إلى أن الفطرة البشرية تقوم على حب الوطن، موضحا أن الأطلال أو المباني الموجودة تعبر عن معنى الوطن والبلد والسكينة والانتماء وهذه البقعة التي ولدت فيها وتتسع رقعتها لتشمل البلد كلها.

واستكمل المفتي، نجد حب النيل مع أن بعض الناس يعيشون في أماكن بعيدة عن النيل ولا يروه، لكن النيل متأصل في ثقافته ووجدانه ويعيش من أجله، وترى حبات الرمال التي يراق عليها الدم لا نفرط فيها ونفديها بأرواحنا، مردفا حب الأوطان فطرة فطر الله الإنسان عليها.

وفي وقت سابق، عادت دار الإفتاء نشر فتوى للدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، عن حكم الشائعات، وقال المفتى في فتواه إن الشائعات هي تدويرٌ لخبرٍ مختَلَقٍ لا أساس له من الواقع، يحتوى على معلومات مضلِّلة، باعتماد المبالغة والتهويل في سرده، وهذا الخبر في الغالب يكون ذا طابعٍ يُثير الفتنة ويُحْدِث البلبلة بين الناس، وذلك بهدف التأثير النفسى في الرأي العامّ تحقيقًا لأهداف معينة، على نطاق دولةٍ واحدةٍ أو عدة دول، أو النطاق العالمي أجمعه.

وقد حرَّم الإسلام نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ في الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾[النور: 19]، وهذا الوعيد الشديد فيمن أَحَبَّ وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل! كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخلٌ في نطاق الكذب، وهو محرَّم شرعًا.

ويساهم في سرعة انتشار الشائعة سببان رئيسيان:
الأول: أهمية الموضوع؛ فكلّما كان الموضوع ذا أهمية كثرت الشائعات حوله.

الثاني: قلة انتشار المعلومات الصحيحة عن هذا الموضوع.

ولا ينبغي إغفال دور وسائل الاتصال الحديثة؛ فإنها تساهم بدورٍ كبيرٍ في سرعة انتشار الشائعة ووصولها لقطاعٍ عريضٍ من الناس.

ولهذا كله، وفى سبيل التصدي لنشر الشائعات جفَّف الإسلام منابعَها؛ فألزم المسلمين بالتَّثَبُّت من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها، وأمرنا بِرَدِّ الأمور إلى أولى الأمر والعِلم قبل إذاعتها والتكلم فيها، كما نهى الشرع عن سماع الشائعة ونشرها، وذمَّ سبحانه وتعالى الذين يسَّمَّعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن.

وبيَّن الشرعُ الشريفُ سِمَات المعالجة الحكيمة عند وصول خبرٍ غير موثوقٍ منه؛ فأمَرَنا بحسن الظن بالغير، والتحقق من الخبر، ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمّن شهدها، وعدم تلقى الشائعة بالألسن وتناقلها، وعدم الخوض فيما لا عِلم للإنسان به ولم يقم عليه دليلٌ صحيح، وعدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة، بل اعتبارها أمرًا عظيمًا، وتنزيه السمع عن مجرد الاستماع إلى ما يسيء إلى الغير، واستنكار التلفظ به.