د. بهاء حلمى يكتب: القيم واحترام الآخر..ممارسة وسلوك

مقالات الرأي

بوابة الفجر


إن إعلان السيد وزير التربية والتعليم عن إدراج منهج جديد لقيم الأخلاق والمواطنة واحترام الآخر تحت شعار «معاً نبنى» بداية من الصف الثالث الابتدائى، ومنهج «بناء الشخصية الوطنية» للمرحلة الثانوية.

وذلك فى المؤتمر الصحفى الخاص بإعلان تفاصيل العام الدراسى الجديد، والإجراءات الوقائية من فيروس (كوفيد 19)، إنفاذا لتوجيه القيادة السياسية، ووفاءً بالوعد الرئاسى للطفل مهند، كان إعلاناً ملهماً بكل المقاييس.

يثير هذا الموضوع كثيراً من التساؤلات مثل: ياترى ما شكل ومضمون هذه البرامج وموضوعاتها؟ وهل هو كتاب نمطى به موضوعات وعبارات للحفظ؟ أم أنها مختلفة من حيث الأسلوب والنمط والأداء؟ من المناط بهم تدريس هذه المواد؟ وما مؤهلاتهم وقناعاتهم وأفكارهم والأيديولوجية التى يعتنقونها؟ وما وسائل ومعايير قياس مستوى تحصيل الطالب وتحسين السلوك؟

والعديد من التساؤلات الأخرى المحفوفة بالأمل والمختلطة بالمخاوف من ضياع الفكرة والهدف.

لقد شاهدت رؤية عين سلوك وممارسات بعض التلاميذ من البنين والبنات بالمراحل السنية المختلفة فى إحدى المناسبات التى دعوت لها والخاصة بالاحتفال بأصحاب الهمم والعزيمة من ذوى القدرات الخاصة.

فقد شاهدت أجمل الاحتفالات وأقربها إلى قلبى، مشهد للاندماج ومشاركة البنين والبنات الزائرين مع المحتفى بهم فى سعادة وفرحة وبراءة يرسمون العرائس، ويتسابقون فى السباحة وشد الحبل، مع التقاط الصور التذكارية وتبادل أرقام التليفونات تحت رعاية المشرفين، وانتهاء الحفل بعزف النشيد الوطنى وتحية العلم.

وفى مناسبة أخرى تابعت قافلة من طالبات إحدى مدارس الراهبات أثناء زيارة مركز (أحباب الله) لذوى القدرات الخاصة حاملين معهم برنامج الاحتفال الذى يعتمد على المشاركة والتفاعل مع أصحاب الهمم.

وتكليف كل طالبة بالقافلة بإعداد تقرير بنقاط التميز وأبرز القيم وأوجه الاستفادة من الزيارة، مع عرض الاقتراحات التى يمكن تنفيذها فى الزيارات المستقبلية، وذلك فى عرض عام أمام أقرانهن ممن لم يشاركن بالزيارة.

وسألت إحدى المشرفات عن مدى تأثير وقت تلك الزيارات على زمن ووقت الحصص التعليمية، وما العائد من هذه الزيارات.

فأجابت: إن هذه الزيارات تأتى ضمن برامج بناء الشخصية المصرية واحترام القيم والأخلاق، وتنمية روح التسامح والمواطنة والمسئولية والمشاركة المجتمعية لدى الطالبات، كما أنها عنصر أساسى لتحفيز الروح الإيجابية لهن ولأصحاب القدرات الخاصة واحترام وتعظيم دورهم بالمجتمع.

وأردفت حديثها حول الطاقة الإيجابية التى اكتسبتها الطالبات من زيارات سابقة تمت فى نفس العام الدراسى مثل زيارة دور المسنين والتفاعل معهم ومساعدتهم، وزيارة أهالى بعض القرى الأكثر احتياجا، مع توزيع بعض الاحتياحات المعيشية اللازمة لأهالينا دون طلب ذلك منهن.

إننا نتفق معا فى أهمية تدريب وتثقيف المعلمين والمشرفين ممن لديهم القدرة والرغبة فى التطوع للمشاركة فى هذا العمل الرائع وترسيخ قيم احترام الآخر والعطاء دون تمييز بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العقيدة أو الفكر أو الأيديولوجية أو اللغة أو الإعاقة أو أى سبب آخر.

نأمل أن تكون موضوعات المنهج وكتاب القيم مكان لتدوين التلاميذ ماذا استفادوا من الزيارات الميدانية بوضع علامة صح بمساعدة المدربين، وتدوين ملاحظاتهم بعد مناقشتهم وتصويب أفكارهم.

مع تطوير أسلوب التدريس والإلقاء لكل مرحلة سنية على حدة، وتدوين كل طالب انطباعاته ومدى الاستفادة من اللقاءات الميدانية ومقترحاته حتى تصبح القيم والأخلاق ممارسة وسلوكاً.

مع إمكانية عمل مسابقات بين المدارس «شهرية أو ربع سنوية أو أى مدة تكرارية» للتنافس فى مسابقات لاختيار البرامج الأفضل والأجمل فى مجال ترسيخ القيم والأخلاق والسلوك أسوة بمسابقات تحفيز القرآن.

مع استغلال تلك المناسبات فى عرض ملامح من العقيدة العسكرية والأمنية المصرية من خلال أفلام وفيديوهات ومقاطع سينمائية وسيناريوهات عملية وقصص وحكاوى عن الأبطال وملامح الفداء والتضحية.

وجهود الدولة فى التعليم والصحة وبناء الإنسان المصرى، مع منح أبنائنا من الطلبة فى المراحل التعليمية المختلفة فرصة للتعبير والابتكار والإبداع وصولا للهدف الأسمى وهو غرس القيم الوطنية والإنسانية واحترام الآخر، ومواجهة أيديولوجية العداء والتطرف العنيف من أهل الشر والعدوان.

www.bahaahelmy.com