أكاديمي بجامعة عدن لــ"الفجر": اتفاق الرياض الفرصة الأخيرة.. وهذه أهداف التدخل التركي والإيراني ببلادنا (حوار)

تقارير وحوارات

الدكتور بدر فضل العرابي
الدكتور بدر فضل العرابي


قال الدكتور بدر فضل العرابي عضو هيئة التدريس بجامعة عدن إن اتفاق الرياض يعد الفرصة الأخيرة التي ستفضي، إذا ماتم تنفيذه من قبل الأطراف كافة ، إلى صيغة مقبولة تطل على كل تعقيدات الصراع في اليمن ،بما فيه الصراع الجهوي بين الشمال والجنوب والصراع بين الشرعية والانقلابيين الحوثيين.


وأضاف العرابي في حوار خاص لــ"الفجر" فيما يخص حل الأزمة اليمنية ؛ فأن أي حلول لا تنطلق من مقاربة الواقع اليمني، ومن تشخيص دقيق وعميق لتراكمية الأزمات المرحلة منذ عام ١٩٩٠م( أزمة الوحدة بين الجنوب والشمال والإطاحة بالاتفاق السلمي بين الشطرين وتحويل الجنوب كطرف شريك في الاتفاق ،إلى تابع وفرع )  حتى اللحظة الراهنة المتمثلة في الانقلاب على الشرعية وطردها خارج اليمن فلن تزيد اليمن إلا مزيداً من الدمار والمآسي والحروب. 



وإليكم نص الحوار:

◄ ماذا عن إتفاق الرياض؟

إن هذا الاتفاق يعد الفرصة الأخيرة التي ستفضي إذا ماتم تنفيذه من قبل الأطراف كافة إلى صيغة مقبولة تطل على كل تعقيدات الصراع في اليمن، بمافيه الصراع الجهوي بين الشمال والجنوب والصراع بين الشرعية والانقلابيين الحوثيين.

 

هذا من المنظور العقلاني الباحث عن مخرج نجاة لليمن واليمنيين من الأزمة والوضع الذي أفضت له في الراهن، أما من منظور بعض القوى لاسيما القوى التي خطفت الشرعية في الراهن ونقلت الصراع في اليمن من صراع محلي إلى صراع إقليمي ،وضربت بالمصلحة الوطنية عرض الحائط ، بل وعقدت ناصية اليمن بأجندات إقليمية إسلام سياسية دولية فإنها قد انصرفت من الهم الوطني وهم استعادة الدولة ؛ إلى هم البحث عن قوى خارجية للحفاظ على مصالحها الرأسمالية في الداخل والخارج ،بعد الثراء الفاحش الذي صنعته مستغلة تواجدها في السلطة بصيغ عسكرية وسياسية وقبلية وأيديولوجية إسلامية مقنعة، ومن ثم فتلك القوى ترى في اتفاق الرياض والقبول به، تهديداً لوجودها ولمصالحها الخاصة وما صنعته من جاه وثروات ومكانة رأسمالية متصلة بأجندات اقتصادية ورأسمالية، في الداخل والخارج.

 

ومن ثم فالإتفاق على صيغة شاملة لاستعادة الدولة، تتوافق عليها الأطراف كافة يتعارض، بل ويهدد حضور تلك القوى،في الداخل والخارج ؛ وخاصة إذا ما تلى اتفاق الرياض ،بعد تنفيذه تسوية سياسية دولية مدعومة من المجتمع الدولي؛ مع مليشيات الحوثي ؛ لأن تحول تلك المليشيات إلى طرف سياسي مقبول به ؛ يعني في نظر تلك القوى بمثابة إسدال الستار عن إمبراطوريتهم ومصالحهم، والرأسمالية الخاصة ، في الداخل والخارج،هذا إذا لم يتم إخضاع تلك القوى ، إذا ماتم تنفيذ اتفاق الرياض وتمت التسوية مع مليشيات الحوثي _ إخضاعها للمحاسبة ةوإدانتها في جنحة  نهب الأموال العامة وتسخير السلطة للثراء الفاحش بالشراكة مع قوى إسلام سياسة إقليمية .



◄ ماذا عن التدخلات التركية والإيرانية في اليمن؟

التدخلات الإيرانية والتركية؛ فتدخلات إيران لها مرجعياتها، كالصراع الإسلامي التاريخي بين الشيعة والسنة ، الذي يترقى إلى محاولة إيران الانتقام من المملكة العربية السعودية ، وتأسيس بؤرة تطل على المملكة العربية السعودية ،تستطيع إيران من خلالها ضرب المملكة في أي حين تشاء ،وكذلك حتى تضمن زعزعتها أمن المملكة عبر حلفائها الإسلاميين ( الشيعة في اليمن ) كعدو أيديولوجي مرة ، وعدو اقتصادي وعسكري حليف لقوى دولية مناوئة لإيران وحلفائها . 

أما التدخلات التركية، فلا تزيد عن الأطماع  التاريخية المرجعية لتركيا في الإقليم العربي من جهة ، وعن حماية قوى الإسلام السياسي المتوافقة مع منهجها ونظامها السياسي الحالي ؛ لكن ذلك الحلف يبدو أشبه بقناع يخفي كثير من الأطماع الاقتصادية والاستثمارية الشخصية للنخبة الحاكمة في تركيا ونخب الإسلام السياسي في مصر وتونس واليمن ،والتي التقت مؤخراً تحت إطار تنظيم الإخوان الدولي الذي التقت فيه وبشكل غير معلن الإحزاب الإسلامية العربية ،كتنظيم العدالة والتنمية في تونس وإخوان مصر والتجمع اليمني للإصلاح مؤخراً ، ومايزال الباب مفتوحاً لكل الجماعات الإرهابية المشبوهة من القاعدة وداعش والحركات ذات الصبغة الإسلامية المتطرفة ومافيات الرأسمال السياسي التي انتجتها الأنظمة السياسية العربية الفاسدة.


◄ ماذا عن إعداد النخب والأحزمة الأمنية وألوية المقاومة الجنوبية؟

حول إعداد النخب والأحزمة الأمنية وألوية المقاومة الجنوبية؛ فإن ميدان القتال مع المليشيات الحوثية جنوباً وطردها لتلك المليشيات من المحافظات الجنوبية قد أثبت بما لايدع مجال للشك،احترافية بنيتها العسكرية وقدرتها على التكتيك القتالي وصناعتها للنصر وصد أي قوة عسكرية ، ومواجهتها وحسم المعركة معها لصالحها ؛ ولعل ماحدث من هزيمة لقوات الحوثي وقوات الحرس الجمهوري ،التي غزت الجنوب في عام ٢٠١٥م خير دليل على مدى استحقاقها لأن تغدو قوة عسكرية وأمنية يعتمد عليها في الحاضر والمستقبل .

 

◄ ماذا عن حل الأزمة اليمنية؟

فيما يخص حل الأزمة اليمنية فإن أي حلول لاتنطلق من مقاربة الواقع اليمني، ومن تشخيص دقيق وعميق لتراكمية الأزمات المرحلة منذ عام ١٩٩٠م( أزمة الوحدة بين الجنوب والشمال والإطاحة بالاتفاق السلمي بين الشطرين وتحويل الجنوب كطرف شريك في الاتفاق ،إلى تابع وفرع حتى اللحظة الراهنة المتمثلة في الانقلاب على الشرعية وطردها خارج اليمن فلن تزيد اليمن إلا مزيداً من الدمار والمآسي والحروب.