مخاطر كبيرة على الأثريين فوق "السقالات".. والمقابل 40 جنيهًا

أخبار مصر

أرشيفية
أرشيفية


العاملون في الحقل الأثري بشكل عام يتعرضون للعديد من المخاطر، سواء الذين يعملون في قطاع الآثار المصرية القديمة أو الإسلامية، أو أي موقع أثري آخر، ومنذ سنوات طالب العديد من العاملين في المجلس الأعلى للآثار، بزيادة مبلغ بدل المخاطر الذي يتلقاه الأثري حيث أنه يبلغ حاليًا 40 جنيهًا فقط.

واقعة جديدة حدثت لأحد العاملين في المجلس الأعلى للآثار، وهو أحمد السيد مدير آثار سور مجرى العيون، حيث سقطت عليه أحد الأدوات الثقيلة أثناء متابعته لعمليات ترميم السور وأصيب بخلع في الكتف، وأصبح يحتاج لمتابعة طبية دقيقة لا تجدي معها مبلغ الأربعون جنيهًا خصيصًا في ظل عدم وجود نظام تأمين صحي للعاملين بالآثار.

حادثة "السيد"، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، حيث تعرض العديدون من الأثريين على مدى سنوات عملهم للعديد من الإصابات أو التعرض للمواد الكيمياوية الخطرة التي قد يتعرض لها العاملين في الترميم، وهنا يأتي السؤال الأهم: "ما الذي ستفيد به الأربعون جنيهًا في حال وقوع إصابة عمل للأثري"؟

لماذا 40 جنيها؟
وعن سر الأربعين جنيهًا بدل مخاطر، أفاد مصدر بوزارة السياحة والآثار أن نسبة بدل المخاطر هي 40% ولكن على مربوط الدرجة، وبالطبع يكون المبلغ قليل للغاية، لأن البدل لو كان على إجمالي الراتب لكانت قيمة البدل أعلى من ذلك، لذا نجد دائمًا أن نسبة بدل المخاطر لا تتجاوز الأربعون جنيهًا.

وأشار المصدر، إلى أنه كانت هناك نية إبان تولي الدكتور زاهي حواس منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار لرفع النسبة لتصل إلى 80% بعد الحصول علي موافقة مجلس الشعب، لكن هذا المشروع تعطل نتيجة لأحداث يناير 2011 م.

وأضاف المصدر، أن الوزارة تسعي لتوفير الأدوات والتجهيزات المناسبة في مواقع العمل للأثريين والعاملين فيها، كذلك يتم تجهيز معامل الترميم بالأجهزة والأدوات المناسبة لحماية المرممين والعاملين بها، ولكن ذلك لا يمنع وقوع الحوادث، وأكد أنه عندما يجد الأثري أو المرمم أو العامل بدل مخاطر مناسب، فإن ذلك سيشعره بقيمته كإنسان وكمصري يفتخر بأن عمله هو حماية وصيانة تاريخ وتراث وآثار هذا الوطن.

مخاطر يتعرض لها الأثريين
ويتعرض العاملون في الآثار لمخاطر كثيرة، نسرد بعض وقائعها حيث يذكر أنه قبل حوالي 5 سنوات سقط مرمم أُثار من أعلى سقالة، وذلك أثناء عمله ترميم أحد أبراج قلعة صلاح الدين الأيوبي وتوفي بعدها، كما تعرض سامح جابر أخصائي الترميم الذي كان يعمل في مشروع ترميم بمنطقة آثار الهرم، للسقوط أيضا من علي السقالة وأصيب بكسر في الجمجمة.

وهذا الأمر تكرر عدة مرات، فهناك أثريين ومرممين سقطوا من أعلي السقالات، وكثيرًا ما يتعرضون في المناطق الصحراوية والنائية للدغات العقارب والثعابين كما يتعرض العاملين في الترميم لتأثير المواد الكيمياوية الضار، مثل مادة الأسيتون التي تؤثر علي العيون والحنجرة وتسبب احمرار الجلد والصداع وزيادة معدل ضربات القلب والغثيان، ومن مخاطرها أيضًا لكن علي المدي الطويل التأثير علي الكليتين والكبد والأعصاب وقد تؤدى إلى العقم.

ومادة الكلوروفورم تسبب الصداع وأمراض الكلي والقرح الجلدية، وغاز الأمونيا وأضراره في حالة لم يكن مخففًا الاختناق والتهابات وتهيجات في الجلد والأعين والأنف، والأحماض المركزة قد تؤدي لالتهابات وحروق وتشوهات بالجلد وإصابات الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.