"الحقني هيولعوا فيا".. زوجة شهيد كشاف النور بالهرم تروي لـ"الفجر" لحظاته الأخيرة في أول ظهور لها (فيديو وصور)

حوادث

بوابة الفجر


"الحقني يا محمد هيموتوني، ويولعوا فيا".. "الحق يابابا بيولعوا في ماما"، هاتان الاستغاثتان، تلخصان قصة مقتل الشاب "محمد إسماعيل"، صاحب محل مأكولات بمنطقة الهرم، الذي لقى نهايته على مسمع ومرأى من الجميع، في "عز الضهر"، لحماية زوجته وأسرتها، أثناء مشاجرة مع الجيران.

انتقلت محررة الفجر، لتسمع تفاصيل هذه القصة المأساوية على لسان زوجة المجني عليه، والتي شاهدت بعينيها اللحظات الأخيرة في حياة بطلها، الذي تلقى رصاصات الغدر في صدره النابض بحبها حتى آخر دقات قلبه.

المشكلة ليست مع الضحية في الأساس

جلست فاطمة عبادي محمد، زوجة المجني عليه "محمد إسماعيل"، والحزن في عينيها، تروي لـ"الفجر"، التفاصيل المؤلمة للحادث، لافتة إلى أن المشكلة في الأصل ليست مع زوجها، وإنها بين المتهمين وشقيقها، وبدأت تفاصيلها منذ شهر مضى، بسبب "كشاف النور" الموجود في الشارع.

"كشاف نور".. بداية القضية

أوضحت "فاطمة"، أن "كشاف النور" معلق في بلكونة شقيقها، المريض بـ"العصب السابع"، ونتيجة لإزعاج الأطفال ولعبهم في الشارع، قرر إطفاءه، إلا أن هذا لم يعجب الجيران (وهم أهل المتهمين)، وقامت شقيقة المتهم المدعو "سيد طلبة" في القضية بإلقاء "الشبشب" عليه، وزوجة المتهم بصقت عليه أيضا، ومن هنا، بدأت المشاكل بينهم، وكانوا يقولون لهم: "الشبشب بتاعنا علم عليكم".

الاعتداء على سيدة وتعريتها في الشارع

تأخذ الأرملة الحزينة نفسا عميقا، وتضيف: "في يوم الواقعة، بدأ أقارب المتهم في "تلقيح الكلام" على زوجة شقيقها "محمد عبادي"، وعندما ردت عليهم، اعتدوا عليها بالضرب، و"قلعوها هدومها، وصوروها"، وحينها أخويا "محمد عبادي" قال: "اللي حصل حصل، وخلاص على كدة"، لكن في الليل جات مرات المتهم برضة وقعدت تقول "علمت عليكي وقلعتك".

عتاب ينقلب لـ"خناقة"

وتتابع: "تاني يوم جاء أشقاء مرات أخويا، وقعدوا يعاتبوا أهل المتهم، وإزاي يعملوا كدة في أختهم، وفجأة لقينا المتهم "عصام سيد طلبة"، ومعاه أنبوبة بوتاجاز مولعة، وأشقائه، أحمد وإبراهيم، ومحمود، وأبوهم، ومصطفى ابن عمتهم، ومعاهم "سنج"، وأسلحة بيضاء، وحاول "عصام" يحرقنا، إحنا خوفنا من النار ودخلنا استخبينا في البيت، وهما خدوا أخويا، في بيتهم جوة وضربوه بالسنجة، وأنا قولت لـ"أمير" ابني اهرب، وأنا هجيب أختك.. لكن معرفتش أخرج من البيت، عشان ضرب النار داخل علينا، وبيرموا طوب وزجاج".

الاستغاثة الأخيرة

"ألحقني يا محمد هيموتونا ويولعوا فيا".. تستكمل الزوجة رواية مأساتها، وتقول: "اتصلت بالحكومة كذا مرة، وبعدها بمحمد عشان ينقذنا، قولته يلحقنا هيولعوا فيا، جه جري، وعلى أول الشارع لقى ابني أمير بيقوله: "ألحق يابابا بيولعوا في ماما جوه"، وبعدها جوزي كمل جري، لكن المتهم "محمود" كان بيضرب عليه رصاص خرطوش، ولكنه لم يتوقف وقفز عليه وأخذ منه البندقية رغم إصابته في قدمه، ولكن أحد أقرباء القاتل قال لجوزي "هات البندقية أشيلهالك"، فجوزي افتكر إنه بيصلح بينهم، لكنه خد البندقية وعمرها، وأداها للمتهم وقاله: "خد أضرب"، فأطلقوا عليه النار، ولم يكتفوا بذلك، بل ضربوه بحجر في رأسه"، موضحة أن بعض الأقارب حاولوا إسعافه والوصول به إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة.

طلب بالإعدام

وطالبت السيدة المكلومة بإعدام "محمود" ومن ساعده في الجريمة، للحصول على حق زوجها، وأطفاله الثلاثة "إسماعيل، وأمير ونور"، لافتة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها مشاكل بينهم، معقبة: "زي ما هو راح، حد تاني قدامه يروح".

القبض على المتهمين

وألقت الأجهزة الأمنية في منطقة الهرم، القبض على المتهمين في الحادث، وتم إحالتهم إلى النيابة للتحقيق معهم في الجريمة المنسوبة لهم.