خبراء مياه يؤكدون: سد النهضة الإثيوبي لن يكون حامي للسودان من الفيضانات

عربي ودولي

بوابة الفجر


فيضانات كبيرة لم تشهدها السودان من قبل، وتسببت بمقتل أكثر من 100 شخص وهدم مئات المنازل وتشريد الآلاف.

السلطات في السودان أعلنت حالة الطوارئ لمدة شهور ثلاثة، واعتبر مجلس الأمن والدفاع الوطني أن السودان باتت "منطقة كوارث طبيعية"، بعد أن غمرت مياه الفيضان مساحات شاسعة، كما بيّنت صور التقطتها أقمار اصطناعية.

وأوضح الباحث في استراتيجيات المياه، علي جعفر أسباب الفيضانات المدمرة التي شهدتها السودان، مبينا أن تفسير أمر الفيضان معقد من ناحية علمية لأنه يرتبط بظواهر مناخية حدث تزامنها في تكرار نادر أدت إلي غزارة الأمطار في حوضي النيل في الهضبة الإثيوبية وهضبة البحيرات في ذات الوقت.

وبين أن الفيضان أكد للجميع أن سد النهضة لن يكون حامي للسودان من الفيضانات وما يروج المتحمسين للسد كله كذب، مضيفا ان جزء من الكارثة مرتبط بالارتباك في تشغيل منظومة السدود السودانية بسبب عدم التنسيق الأثيوبي فيما يلي سد النهضة.

وشدد في تصريح على أن السودان يحتاج لتطوير منظومة أكثر فعالية للتعامل مع الفيضانات وهذا أمر آكد في ظل واقع سد النهضة.

وأكد أنه ليس هناك تأثير من السد العالي سلبا أو إيجابا علي حدة الفيضانات في السودان، مشيرا إلى أن كل ما يقال حول تورط مصر في الأمر غير صحيح.

وقال:" ببساطة المياه تمر على السودان أولا قبل وصولها للسد العالي، وبالتالي سيحدث الفيضان قبل الوصول لمصر".

وأوضح أن لو صح ما قيل حول إغلاق مصر بوابات السد العالي فهل كانت المياه سترد حتى تغمر سد مروي لغاية يصل الخرطوم وسنجة".

من جانبه أوضح رئيس قسم الموارد الطبيعية في معهد البحوث والدراسات الإفريقية، عباس شراقي، أن الفيضانات أمر متكرر في السودان، لكن هذا العام تخطت الحد الطبيعي.

وأوضح شراقي أن هناك مؤشرات تظهر قبل أشهر بأن السودان يتعرض لموجة فيضانات أشد من المعتاد، بعد سقوط أمطار غزيرة في المنطقة الاستوائية في مايو الماضي، ووصول منسوب المياه في بحيرة فيكتوريا لأعلى معدل في التاريخ، ويعقب تلك الأمطار الغزيرة في المنطقة الاستوائية، أمطار غزيرة أخرى على السودان وإثيوبيا"

وأكد أن السودان يحتاج بعض المعدات لفتح الطرق وإنقاذ السكان المعزولين بسبب المياه، وبناء الجسور للروافد والأنهار الداخلية لمنع مزيد من الفيضانات، وبناء سدود صغيرة لتخزين جزء من مياه الفيضانات، وأيضا تطهير وتطوير لبعض الأنهار مثل النيل الأبيض غير العميق الذي يحتاج تعميق لاستيعاب كميات أكبر من المياه، وتطهير مخرات السيول لتمر المياه بسلاسة وسهولة إلى المجاري المائية، مثل النيل الأزرق والنيل الأبيض” دون أن تغرق الأراضي.

فى مايو الماضي من العام الجارى، قام السودان بتفريغ تام لخزان الروصيرص، ومع بداية شهر يوليو تم إغلاق بوابتين في سد النهضة من ضمن 4 بوابات، وبلغ إيراد يوليو في المتوسط حوالي 8.9 مليار متر مكعب، ومع النصف الثاني لشهر يوليو علم السودان بحدوث غلق لـ3بوابات، خاصة أنه أعلن عن تراجع في الإيراد وقتها، ووقف تشغيل الروصيرص، وتسبب ذلك بعطش في مشروع الجزيرة، حيث تم حجز للمياه في خزان الروصيرص وانخفضت مناسيب محطات الشرب في الواقعة الشهيرة.