موسكو تعرض الوساطة وأوروبا تتمسك بدعم قبرص واليونان.. مستجدات الأوضاع في شرق المتوسط

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


بعد الفشل الذريع الذى باءت به جهود حلف الشمال الأطلسى "الناتو"، للتوسط بين تركيا واليونان، واحتواء الأزمة والسجال الدائر بينهما، دخلت ألمانيا والاتحاد الأوروبى على خط المفاوضات، فى محاولة جديدة لاحتواء تلك الأزمة المستعرة.

وفيما لا يزال الاتحاد الأوروبى متمسك بموقفه الداعم لقبرص واليونان فى مواجهة تركيا، مع مطالبة أنقرة بالتخلى عن التصرفات الأحادية، ووقف الاستفازات التركية المستمرة، دخلت روسيا على خط المفاوضات، إذ أبدت استعدادها الكامل للتوسط وإنهاء التوتر لذى تشهده منطقة شرق البحر الأبيض المتتوسط.


وقف الاستفزازات

فالاتحاد الأوروبى، اشترط وقف الاستفزازات التركية، والتصرفات الأحادية التى تقوم بها فى منطقة شرق المتوسط، للبدء فى حوار من شأنه تهدئة واحتواء التوتر الذى تشهده المنطقة، نتيجة الصراع القائم بين تركيا من ناحية، وقبرص واليونان من ناحية أخرى، على خلفية قيام تركيا بالتنقيب عن موارد الطاقة، والغاز الطبيعى، فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، فضلا عن إرسال طائرات تخترق أجواء اليونان، فى انتهاك واضح لسيادة الدول، والقوانين والاتفاقات الدولية الملزمة لها.

أوروبا تتمسك بموقفها الداعم لقبرص واليونان

وأعلنت الدول الأوروبية، تمسكها بموقفها الداعم لقبرص واليونان، فى مواجهة تركيا، بحسب وكالة "آكى" الإيطالية، التى ذكرت أن الدول الأوروبية طالبت تركيا مجددا، بالاستجابة لنداءات المجتمع الدولى، والتراجع عن تصرفاتها الأحادية، لخلق أرضية مناسبة للحوار، بحثا عن حلول مناسبة للأزمة التوترات المتصاعدة فى المنطقة، بالطرق الدبلوماسية.

وتعقيبا على ما يتردد عن طلب تركيا لوساطة من سويسرا، فى حل أزمتها مع اليونان، قال بيتر ستانو، المتحدث باسم الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، والذى بدا متحفظا، إن الأمر يبقى برسم الطرفين المنخرطين فى النزاع، يقصد بذلك اليونان وتركيا، لافتا إلى أن هناك مبادرات عدة واقتراحات، تسعى جميعها إلى خفض التوتر القائم فى شرق المتوسط، وإنهاء النزاع بين تركيا واليونان.


روسيا ترفض التصعيد التركى وتعرض الوساطة

وفى محاولة منها لاحتواء الموقف المتصاعد فى منطقة شرق المتوسط، أبدت روسيا استعدادها الكامل للتوسط وإنهاء صراع المنطقة، بعدما أعلنت رفضها التصعيد التركى المستمر، الذى ييد الأمور تعقيدا.

وأكد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، خلال مؤتمر صحفى مشترك، مع نظيره القبرصى، نيكوس كريستودوليديس، فى العاصمة نيقوسيا، اليوم الثلاثاء، دعم موسكو لقبرص، ورفضها القاطع للسياسات التركية والتصرفات الأحادية، فضلا عن التصعيد المستمر فى منطقة شرق المتوسط، والذى قد يجر المنطقة إلى أوضاع أكثر تعقيدا.

وقال وزير الخارجية الروسى، إن بلاده ستعمل دائما على إيجاد حلول للمسألة القبرصية، وضمان سيادتها وفق القرارات الدولية.


وساطة ألمانية 

وفى يوم الجمعة الماضى، قال شتيفن زايبرت، المتحدث باسم الحكومة الألمانية، فى مؤتمر صحفى عقده، ببرلين، إن هدف بلاده هو تقليل حدة التوتر الذى يسود بين تركيا واليونان فى منطقة شرق المتوسط.

وأشار المتحدث باسم الحكومة الألمانية إلى أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أجرت اتصالا مع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وفيه تناولا الحديث عن التطورات الأخيرة فى منطقة شرق المتوسط، حيث أعربت ميركل عن أملها فى تغيير الوضع وإنهاء الأزمة القائمة فى شرق المتوط، معربة عن استعداد بلادها للمساهمة فى تقليل حدة التوترات بالمنطقة، واحتواء الأزمة.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن بلاده ترى أنه لا بد من بدء حوار بين تركيا واليونان، كما ينبغى عليهما بذل مزيد من الجهود من أجل التوصل إلى حل بشأن الأزمة.

من جانبه، قال شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبى، إن قادة الاتحاد الأوروبى يخططون لتبني سياسة "العصا والجزرة" مع تركيا.

مؤتمر دولى بشأن الأزمة

ودعا رئيس المجلس الأوروبى إلى عقد مؤتمر دولى بشأن أزمة شرق المتوسط، تشارك فيه جميع الأطراف بما في ذلك حلف الشمال الأطلسى "الناتو".

وذكرت صحيفة "ايكاثيمرنى"اليونانية أن زعماء دول أوروبا سيدعمون موقف قبرص واليونان ضد تركيا، خلال القمة المقرر عقدها يومى 24 و25 من شهر سبتمبر الحالى.