بعد تصعيدها بـ"عاصفة المتوسط".. هل يفرض المجلس الأوروبي عقوبات على تركيا؟

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


تواصل تركيا التصعيد المستمر فى منطقة شرق المتوسط، غير مهتمة بنتائج تبنى تلك السياسات التخريبية، التى تنتهك سيادة الدول، ولا تحترم القانون الدولى، والاتفاقات الملزمة لها، وهو ما ييد المنطقة توترا على ما هى عليه.

فالخلاف القائم بين تركيا من ناحية، وقبرص واليونان من ناحية أخرى، على خلفية قيام أنقرة بالتنقيب عن الغاز فى المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص، وإرسال طائرات بشكل مستمر لاختراق أجواء اليونان، ضاربة بكل الاتفاقيات الدولية عرض الحائط، لم يزل يتوسع، حتى باتت المنطقة بأسرها وشيكة على الانفجار، وهو المنهج العدوانى الذى تتبناه تركيا، وتتخذ منه قاعدة للانطلاق طمعا فى ثروات غيرها دون وجه حق، وأملا فى السيطرة على منطقة شرق المتوسط بالكامل.

وساطة ألمانية
ومع الفشل الذريع الذى باءت به جهود حلف الشمال الأطلسى "الناتو"، للتوسط بين أنقرة وأثينا، واحتواء الأزمة والسجال الدائر بينهما، دخلت ألمانيا والاتحاد الأوروبى على خط المفاوضات، فى محاولة جديدة لاحتواء تلك الأزمة المستعرة، إلا أن أنقرة لم تزل تصعد خطواتها التخريبية، التى تجر المنطقة إلى أتون الحرب.

عاصفة المتوسط
وأعلنت تركيا عزمها إطلاق مناورات عسكرية فى منطقة شرق المتوسط، إذ أعلنت وزارة الدفاع التركية، فى بيان لها، أن المناورات التى تنطلق اليوم الأحد، وتستمر حتى يوم الخميس المقبل، تحمل اسم "عاصفة المتوسط".

وتشارك فى المناورات قوات جوية وبرية وبحرية تركية، إلى جانب قوات تابعة لجمهورية شمال قبرص، التى لا تعترف بها دول العالم كافة، باستثناء تركيا.

وأوضحت أنقرة أن "عاصفة المتوسط" تأتى بهدف تطوير التدريب المتبادل بين قوات البلدين، فى حين تتزامن المناورات مع التصعيد الذى تشهده منطقة شرق المتوسط بين تركيا واليونان وقبرص.

استعراض للقوة
فى الوقت الذى يرى فيه سياسيون أن "عاصفة المتوسط" تأتى ضمن سياسة استعراض القوة التى تنتهجها تركيا، لممارسة الضغوط على اليونان، والدفع إلى التفاوض معها، دون شروط، فى حين ترفض اليونان تلك الممارسات، مطالبة أنقرة بالكف عن تهديداتها.

عقوبات أوروبية على تركيا
وعلى صعيد العقوبات الأوروبية، قال جان ايف لودريان، وزير الخارجية الفرنسى، اليوم الأحد، إن المجلس الأوروبى المقرر عقده نهاية شهر سبتمبر الحالى، سيناقش أزمة التوتتر فى منطقة شرق المتوسط، والسلوك التركى هناك، وسيدرس فرض عقوبات على أنقرة بسبب سلوكها العدوانى.

وأضاف وزير الخارجية الفرنسى، أن الملف التركى المقرر مناقشته فى المجلس الأوروبى، تم إعداده مع وزراء الخارجية، قبل أيام، فى برلين، لتجهيز أدوات الرد على تركيا.

تركيا.. تاريخ من العقوبات الأوروبية
وتعرضت تركيا مرات عدة لعقوبات أوروبية، بسبب سياساتها وممارستها التخريبية، فقبل نحو عام فرض الاتحاد الأوروبى عقوبات على تركيا، بسبب استمرارها في التنقيب عن الغاز قبالة سواحل قبرص.

وقرر الاتحاد تعليق المفاوضات حول اتفاق النقل الجوى الشامل مع تركيا، ووقف اجتماعات مجلس الشراكة، والاجتماعات رفيعة المستوى مع تركيا آنذاك، كما وافق على اقتراح المفوضية بتخفيض مساعدات تركيا قبل الانضمام لعام 2020، ودعا بنك الاستثمار الأوروبى إلى مراجعة أنشطة الإقراض الخاصة بتركيا.

وفى فبراير الماضى، أبدى الاتحاد الأوروبي نيته فى فرض عقوبات على مواطنين تركيين ضالعين في التنقيب عن الغاز التي تقوم بها تركيا في مياه شرق البحر المتوسط وشملت العقوبات حظر دخول دول الاتحاد وتجميد أى أصول يمتلكانها هناك.