عودة زمن المحارم.. ضحايا قرار أصحاب الفنادق يتحدثن لـ«الفجر»

العدد الأسبوعي

بوابة الفجر


فتيات يقضين الليل بـ«بنسيون» مجهول وعلى كرسى بمحطة القطار 

عضو غرفة الفنادق: قرار غير قانونى ومن تتعرض لذلك عليها إبلاغ شرطة السياحة

أثار قرار بعض الفنادق بالامتناع عن تسكين السيدات أقل من 40 عاما دون ضامن حالة واسعة من الجدل خلال الأيام الماضية، ما اعتبره البعض ردة إلى الخلف وتعدياً صارخاً على حقوق المرأة وعودة إلى القواعد المتشددة التى تم نبذها حاليا بالكثير من دول العالم حيث كانت تعامل المرأة كشخص ناقص لابد لها من واصى أو محرم لاستقبالها.

ورغم أن مثل هذه القرارات من قبل بعض الفنادق غير قانونية وليس لها سند قانونى أو دستورى، إلا أنه يتم تطبيقها بالفعل ببعض الفنادق بعدد من المحافظات.

تقول «صابرين. ص» إنها تعرضت لهذا الموقف بمحافظة أسيوط حين توجهت إليها لاستيفاء بعض الأوراق الخاصة بوالدها بالنيابة العسكرية هناك.

وتحكى صابرين أنها ظلت مستيقظة لساعات طويلة خلال رحلة سفرها من القاهرة إلى أسيوط ثم توجهها لاستيفاء أوراق والدها وبعدها عادت لحجز قطار العودة ففوجئت بأن موعد القطار بعد 9 ساعات ففكرت فى استئجار غرفة بأى فندق لتنال قسطا من الراحة قبل موعد الرحلة.

وأضافت أنها توجهت لأحد الفنادق ورغم أنها قدمت له بطاقة تحقيق الشخصية وتذكرة القطار إلا أنه رفض منحها الغرفة بدعوى أنها أقل من 40 عاما ولابد أن يكون لديها ضامن متجاهلا كافة محاولاتها لإقناعه.

لم تستسلم صابرين وتوجهت على الفور لقسم الشرطة وهناك أرسل معها الضابط أحد أفراد الأمن الذى تمكن من تسكينها بالفندق حيث علمت أن الأمر مجرد عرف وليس قانونياً.

وتقول «غادة. ع» إن نفس الموقف تكرر معها وصديقاتها بالإسكندرية حيث رفض أكثر من فندق تسكينهن وكانوا بحاجة ماسة لقضاء الليلة هناك لاستيفاء بعض الأوراق فى صباح اليوم التالى.

وتضيف أنها وصديقاتها مكثن اليوم بطوله يبحثن عن فندق يبتن فيه حتى فقدوا الأمل وكادوا يعودون للقاهرة ويأتون فى يوم آخر لاستكمال أوراقهن، لولا أن « بنسيون» «على أد الحال» بحسب تعبيرها، وافق على تسكينهن فى غرفة حالتها متدهورة لدرجة أن بابها غير محكم الغلق حتى أنهن قضين الليلة يتناوبن على حراسة الباب.

وتحكى «مارى. ف» قصتها فى هذا الشأن قائلة إنها توجهت مع ابنة عمتها للإسكندرية وأردن أن يقضين الليلة هناك ويعدن فى اليوم التالى إلا أن أكثر من فندق على الكورنيش رفض تسكينهن رغم أن إحداهن تجاوزت الأربعين.

وأضافت مارى: أحد الفنادق أبلغنا أنه غير مسموح للمرأة أقل من خمسين عاما بالسكن دون ضامن، مستطردة ساخرة: «لما كنا أقل من أربعين كانوا بيقولوا بعد الأربعين ولما وصلنا الأربعين بيقولوا بعد الخمسين إحنا ناخدها من قصيرها وما نروحش فنادق غير بعد الثمانين يمكن وقتها يقبلوا يسكنونا».

وقالت «أمينة. أ» إنها تعرضت لنفس الموقف ببورسعيد حيث اضطرت للمبيت ليلة هناك ولكنها فوجئت بأن أياً من الفنادق لم يوافق على تسكينها دون محرم، مشيرة إلى أنها ظلت طوال اليوم تبحث عن فندق يقبل بتسكينها ولكن دون جدوى، حتى اضطرت للتواصل مع أحد المعارف بالمدينة والذى تمكن من حجز غرفة لها بأحد الفنادق بناء على علاقته الشخصية بالعاملين فيه.

«نهلة. م» من المنيا تقول: توجهت للقاهرة لاستيفاء بعض الأوراق ولسوء حظى لم أتمكن من الانتهاء منها جميعا فى نفس الوقت فقررت المبيت فى أحد الفنادق ولاستكمال أوراقى فى اليوم التالى لأنه من غير المنطقى أن أعود للمنيا واضطر للسفر فى الصباح مرة أخرى للقاهرة.

وأضافت أنها فوجئت بأن عدداً كبيراً من الفنادق يرفض تسكينها لأنها أقل من 40 حتى أنها مكثت طويلا لتعثر على فندق يقبل بتسكينها.

وتروى «نرمين. أ» قائلة إنها تعمل مرشدة سياحية بإحدى الشركات بالقاهرة وذات يوم كان لديها تكليف باصطحاب فوج سياحى فجرا من ميناء الإسكندرية فيما يعرف بالرحلة السريعة حيث تتحرك بهم للقاهرة لزيارة الأهرامات والمتحف وبعض المناطق الهامة ثم تعيدهم مرة أخرى لسفينتهم بميناء الإسكندرية.

وأضافت أنه بعد انتهائها من الرحلة كان التعب قد بلغ منها مبلغه فقررت المبيت بالإسكندرية بدلا من العودة للقاهرة خاصة أن مهمتها الثانية كانت ستبدأ فى فجر اليوم التالى ولكن هذه المرة من ميناء بورسعيد.

فوجئت نرمين بأن جميع الفنادق التى توجهت إليها رفضت تسكينها لأنها دون الأربعين عاما ولأنه لم يكن لديها وقت طويل للبحث فقضت ليلتها على كرسى بمحطة القطار قبل أن تلغى مهمتها وتعود إلى القاهرة مع أول قطار فى الصباح.

فى المقابل نفى الكثير من العاملين بقطاع السياحة والفنادق وجود قانون يمنع تسكين المرأة دون الأربعين مؤكدين أن مثل هذه الممارسات تتم فى الخفاء وأنه فى حالة إبلاغ شرطة السياحة فإن الفندق سيتعرض فورا للمساءلة.

فيما أكد البعض أن تلك الممارسات تتم فى الفنادق الصغيرة جدا بينما لا تحدث بفنادق الـ5 نجوم أو تلك التابعة لقطاع السياحة وغرفة الفنادق.

ومن جانبه، قال رامى فايز، عضو جمعية مستثمرى البحر الأحمر وعضو غرفة الفنادق، لـ«الفجر» أنه لا يوجد فى القانون المصرى إطلاقا ما يمنع تسكين المرأة دون الأربعين وأنه إذا تعرضت أى سيدة لمثل تلك الممارسات فعليها فورا إبلاغ شرطة السياحة لاتخاذ اللازم تجاه هذا الفندق.

وأضاف أن أى سيدة بالغة 21 عاما وحاملة بطاقة تحقيق الشخصية فمن حقها حجز غرفة فى أى فندق وفى أى وقت، حتى أنها من الممكن أن تحجز عبر الإنترنت و موقع «booking» من خلال هاتفها المحمول ببساطة شديدة، لافتا إلى أن فى كل فندق هناك وحدة شرطة تابعة للسياحة إذا تعرضت أى سيدة لمثل هذه الأفعال فلتتوجه هناك على الفور.

وأوضح «فايز» أن مثل تلك القرارات قد تصدر من بعض الفنادق غير التابعة لغرفة الفنادق أو لقطاع السياحة من الأساس وتكون غالبا فنادق غير «منجمة» أى لا تحمل أية نجوم، مشيرا إلى أن هذه الفنادق تتبع المحليات.

وأشار إلى أنه رغم ذلك فما تفعله مثل تلك الفنادق هو قرارات عرفية ليست قانونية بالمرة بدعوى تجنب المشكلات، مطالبا أى سيدة بالتعرض لذلك بالتوجه على الفور لشرطة السياحة.